رسمت "ييرادو كريكوريان" علامةً فارقةً في ميادين الإعلام، وارتبط اسمها في اجتهادها بتقديم وإعداد البرامج والأخبار المحلية باللغة الأجنبية، إضافةً لدورها الرائد بالبحث المستمر عن صيغ جديدة لنقل صورة بلدها ورسالته إلى الخارج بكل مصداقية وأمانة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الإعلامية "ييرادو كريكوريان" بتاريخ 23 حزيران 2019 لتحدثنا عن بداية مسيرتها مع التقديم التلفزيوني بالقول: «درست في جامعة "حلب" قسم اللغة الإنكليزية وبسبب انشغالي بالمواضيع الاجتماعية والثقافية في الجمعية "الخيرية الأرمنية" وعملي في نادي "الشبيبة الأرمني" بـ"دمشق" كنت أجهز أوراقي من أجل عملي كمعيدة في الجامعة لأني كنت أحب التدريس حينها، لكن فيما بعد تشجعت أكثر إلى الدخول في مجال الإعلام والتقديم التلفزيوني لاسيما إني رأيت فيه ذات الهدف السامي الذي أطمح إليه، وهو الإيمان بالرسالة الهادفة التي لطالما تمنيت إيصالها؛ وهي تعريف الناس بثقافة وعوالم بلدنا وتقديم الهوية الصادقة والصورة الجميلة عن "سورية"، وفعلاً في عام 1988 كانت أول إطلالة لي على شاشة التلفزيون السوري في برنامج "يوم الأرض" باللغة الإنكليزية على شاشة القناة "الثانية" الأرضية.

في الحقيقة الإعلام يجمع المهنة والموهبة معاً، وعملت جاهدة لإيصال رسالة داخل حدود "سورية" وخارجها أننا في بلد غني وفيه ثقافات واسعة وعريقة رغم كل المحن التي مرت به، ولم يكن أي شيء عائقاً أمام تحقيق الهدف والطموحات المرجوّة

واكبت العمل الإعلامي تدريجياً بمجهود كبير جداً ومضاعف أحياناً في تلك المرحلة، في عام 2007 انتقلت إلى مديرية الإعلام الخارجي مع تقديمي لبرنامج "قوس قزح" حتى عام 2011على القناة "الثانية" أيضاً والذي كان أول برنامج سوري يبث على الهواء مباشرة».

أثناء تقديمها نشرة الأخبار

وتابعت حديثها فيما يخص البرامج والنشاطات التي قدمتها في ميدان الإعلام خلال مسيرة ثلاثين عاماً من الإنتاج الإعلامي المرئي قائلة: «كان أول برنامج دوري ترجمته وقدمته باللغة الإنكليزية هو "مجلة الرياضة" الذي يعرض كل أسبوع، في تلك الفترة عملت القناة الأرضية الأولى نقلة نوعية في نظام برامجها بالإضافة إلى عملي لمئات النشاطات والريبورتاجات فيها، وتكلفت بتقديم أخبار حول اقتصاد "سورية" باللغة الإنكليزية أيضاً، ثم انتقلت بعدها إلى تقديم الأخبار الرئيسية في عام 2011 على القناة السورية الفضائية، كما أنجزت العديد من الأفلام الوثائقية منها "القديسة البتول"، "الجريمة العظمى" وموضوعه حول جريمة الإبادة الأرمنية ومجرياتها التاريخية، و"على خطى بولس"، والسلسلة الوثائقية لكنائس الأرمنية في "سورية" التي تكلمت عن الأرمن في "سورية" وعن معالمهم الأثرية فيها، وعن العادات والتقاليد التي عاشوها هنا على الأرض السورية، وأذكر من الأنشطة التي قدمتها في عام 2010 مهرجان "أيام الثقافة الأرمنية" على مسرح دار "الأوبرا"، قدمت من خلاله فيلماً وثائقياً بعنوان "جمهورية أرمينيا اليوم" الذي تحدث عن "أرمينيا" الطبيعة والسكان والعمران والفن فيها، وأعتقد أنني بإمكاني أن أقدم الأفضل دائماً، ولا سيّما أنّ كل ما قدمته سابقاً كان نتيجة متابعة وعمل دائم، ونجحت من خلال الخبرة التي اكتسبتها خلال السنوات الماضية».

تضيف: «في الحقيقة الإعلام يجمع المهنة والموهبة معاً، وعملت جاهدة لإيصال رسالة داخل حدود "سورية" وخارجها أننا في بلد غني وفيه ثقافات واسعة وعريقة رغم كل المحن التي مرت به، ولم يكن أي شيء عائقاً أمام تحقيق الهدف والطموحات المرجوّة».

مع النجم عباس النوري

"ريم حداد" مستشارة لوزير الإعلام تحدثت عن خبرة الإعلامية "ييرادو" في مجال التلفزيون بالقول: «تعرفت على "ييرادو" عام 1993 عندما دخلت مذيعة جديدة في القناة الثانية التي كانت تعتبر من مؤسسيها، وكانت مقدمة لعدة برامج وتقارير باللغة الإنكليزية، وعند تأسيس قسم الإعلام الخارجي في عام 2005 كانت "ييرادو" من أنشط الإعلاميين ذلك الوقت بالقسم، وتمتلك أفكاراً مميزة لبرامج تهدف إلى إلقاء الضوء على التنوع الديني الموجود في "سورية"، قامت بعدة جولات في كافة المحافظات السورية لتوثيق الكنائس بالصوت والصورة، ومن ضمنها الكنائس الأرمنية، وأيضاً تقاريرها عن الفلكلور بـ"حلب"، وهي من قدمت فكرة النشرة الاقتصادية باللغة الإنكليزية، وكانت من إعدادها، أعدت وقدمت برامج هامة في رمضان عبر استضافتها لسفراء عدة دول بهدف تعريف المشاهدين بأجواء شهر رمضان في البلدان المسلمة العربية وغير العربية، وهذا خير دليل على خبرتها الإعلامية العميقة وتنوع أفكارها واطلاعها الواسع في كل المجالات الاقتصادية والدينية والاجتماعية، لها مسيرة طويلة في التلفزيون ولديها إبداع وخبرة جيدة جداً في التقديم التلفزيوني والإعداد البرامجي معاً».

من الجدير بالذكر أنّ الإعلامية "ييرادو كريكوريان" من مواليد محافظة "حلب"، مقيمة في "دمشق"، وتعمل حالياً ضمن منظمة إنسانية عالمية "كاريتاس" إلى جانب عملي الإعلامي الخاص.

في استديوهات التلفزيون السوري