استطاع الدكتور "أحمد حصري" أن يقدم الكثير من خبرته العلمية في تأسيس وتطوير المخابر الفيزيائية في عدة جامعات حكومية وخاصة، وترجم ودقق عدداً من الأبحاث والدراسات والمؤلفات التي ساهمت في إغناء المكتبة العربية بالمصطلحات الفيزيائية.

الفيزياء هي أم العلوم؛ فكل ما نراه حولنا قائم على أسس فيزيائية؛ هذا ما قاله الدكتور الفيزيائي "أحمد حصري" لمدونة وطن "eSyria" عندما التقته في 25 أيار 2016؛ ليحدثنا عن مسيرته العلمية، ويقول: «التحقت بعدد من المدارس الحكومية في مراحل دراستي الأولى، ومن مدرسة "جودت الهاشمي" حصلت على الشهادة الثانوية في عام 1956، تابعت دراستي الجامعية في جامعة "دمشق" كلية العلوم قسم الفيزياء، وفي عام 1960 نلت إجازة في العلوم الرياضية والفيزيائية، وباعتباري مولعاً بالفيزياء تفوقت فيها منذ البداية ودائماً، وحصلت على المرتبة الثانية من أول سنة دراسية حتى التخرج، وقد تم تعييني معيداً في قسم الفيزياء لمدة ثلاث سنوات، وسعيت وراء طموحي بمتابعة الدراسات العليا وسافرت إلى "بريطانيا" للحصول على الدكتوراه ونلتها عام 1967، وبعد عودتي من الإيفاد، توجهت إلى العمل في كلية الهندسة المدنية أستاذاً محاضراً فيها، وبحكم دراستي واختصاصي شاركت بعملية التأسيس لإحداث مخبر الفيزياء في كلية الهندسة المدنية، وخصوصاً أنه في ذلك الوقت كان طلابنا يستخدمون مخابر كلية العلوم.

تعود معرفتي به إلى نحو 50 سنة؛ فهو أحد الأعضاء الناشطين في المجمع، وقد أتاح له تخصصه العلمي الدقيق وإتقانه للغة الإنكليزية وإلمامه باللغة الفرنسية، وضلوعه باللغة العربية أن يكون له دور كبير في المجمع العربي، فقد ترجم عدة مؤلفات ومقالات تبحث في علم الفيزياء؛ حيث كان لابد من البحث عن المصطلحات العلمية العربية المقابلة للمصطلحات الأجنبية، وبعد جهود دامت عدة سنوات استطاع بمشاركة عدد من الفيزيائيين إصدار "معجم المصطلحات الفيزيائية"، أضف إلى ترجماته لعدد من الكتب العلمية التي درست في عدة جامعات وله نشاطات متعددة سواء في الفيزياء أو الثقافة العامة أو المقالات العلمية الخاصة بالمعلوماتية ترجمةً وتدقيقاً علمياً، فحاز احترام الباحثين وطلاب العلم على حد سواء

باعتبار أن العمل المخبري من أهم الجوانب الرئيسة والضرورية في علم الفيزياء ولا يمكن تدريس مادة الفيزياء النظرية من دون اقترانها بالجانب العملي؛ فكان الهدف الأساسي من هذا المخبر مساعدة الطلبة على فهم المادة العلمية التي يدرسونها، وخصوصاً أن المخبر هو البيئة المناسبة لدراسة هذا العلم لما يحتويه من أجهزة وأدوات فيزيائية تجعل الدارس على اتصال مباشر بالظواهر الفيزيائية الطبيعية المختلفة، وتساهم في بناء شخصية المتعلم العلمية وتكوينها، وتثبيت المعلومات النظرية وترسخيها في أذهانهم، ويكون هذا المخبر نواة لتكوين مخابر متطورة في عدد من الجامعات السورية، ثم كلفت برئاسة قسم العلوم الأساسية في الكلية؛ ثم سميت وكيلاً لها للشؤون العلمية والإدارية».

بعض مؤلفاته في الفيزياء

وعن عمله في مركز الدراسات والبحوث العلمية يقول: «بدأت العمل في المركز في المدة الواقعة ما بين 1972 حتى عام 2002؛ وخلال هذه المدة كلفت بعدة مناصب، منها: معاون المدير العام للشؤون الإدارية، ومدير للتعاون العلمي، ورئيس لجنة البعثات العلمية، كما كنت المنسق العام لمشاريع التعاون مع السوق الأوروبية في عدة مجالات، وهي: (الاستشعار عن بعد - مركز الحاسوب - اختبار الزيوت - الليزر - الطاقة الشمسية)؛ حيث كنت صلة الوصل بين رؤساء المشاريع في المركز والسوق الأوروبية، كما شاركت بتأسيس مخبر الفيزياء في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، وتزويده بأحدث الأجهزة والتقنيات الضرورية للدراسة التطبيقية من تجهيزات تخدم المناهج التدريسية المتطورة في قسم الفيزياء وكلفت برئاسته، كما شاركت في الكثير من الندوات والمؤتمرات العلمية في العديد من الدول العربية والأجنبية، أضف إلى ذلك عملت في مجمع اللغة العربية عضواً ضمن لجنة أنجزت "معجم المصطلحات الفيزيائية"؛ الذي ضم المصطلحات الإنكليزية والفرنسية وما يقابلها باللغة العربية مع الشرح؛ بهدف توحيدها في الجامعات السورية كافة، كما مثلت المركز في لجنة تعادل الشهادات في وزارة التربية، إضافة إلى رئاسة لجنة السلامة النووية في هيئة الطاقة الذرية ورئاسة قسم العلوم الأساسية في الموسوعة العربية».

الدكتور "محمد مكي الحسني الجزائري" أمين مجمع اللغة العربية، حدثنا عن الدكتور "أحمد" بالقول: «تعود معرفتي به إلى نحو 50 سنة؛ فهو أحد الأعضاء الناشطين في المجمع، وقد أتاح له تخصصه العلمي الدقيق وإتقانه للغة الإنكليزية وإلمامه باللغة الفرنسية، وضلوعه باللغة العربية أن يكون له دور كبير في المجمع العربي، فقد ترجم عدة مؤلفات ومقالات تبحث في علم الفيزياء؛ حيث كان لابد من البحث عن المصطلحات العلمية العربية المقابلة للمصطلحات الأجنبية، وبعد جهود دامت عدة سنوات استطاع بمشاركة عدد من الفيزيائيين إصدار "معجم المصطلحات الفيزيائية"، أضف إلى ترجماته لعدد من الكتب العلمية التي درست في عدة جامعات وله نشاطات متعددة سواء في الفيزياء أو الثقافة العامة أو المقالات العلمية الخاصة بالمعلوماتية ترجمةً وتدقيقاً علمياً، فحاز احترام الباحثين وطلاب العلم على حد سواء».

أمين مجمع اللغة العربية الدكتور مكي الحسني

وحدثنا الدكتور "خالد المصري" رئيس قسم الفيزياء في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بالقول: «عرفت الدكتور "أحمد" رئيساً لقسمنا، وما يميزه حبه لعمله وحرصه على إتمامه بكل دقة وإتقان، فهو يتمتع بثقافة علمية عالية مكنته من البحث الدائم والاطلاع على المستجدات العلمية مع محاولة استثمارها الاستثمار الأمثل بما يعود بالفائدة العلمية للدراسات والمراجع التي يؤلفها، كما أنه عمل أستاذاً لعدة مقررات فيزيائية في عدة جامعات حكومية وخاصة، وقدم الكثير من الأبحاث العلمية التي أضافت الكثير إلى علم الفيزياء؛ من خلال رفد مخبره بأحدث الأجهزة والتقنيات الفيزيائية الضرورية للدراسة التطبيقية بهدف الارتقاء بمستوى أداء الفنيين والمشرفين القائمين على العمل في المخبر، وله العديد من الأوراق البحثية في مجالات الفيزياء المختلفة، إن دأبه الدائم وثقته العالية بعلمه علماناً الالتزام والمثابرة في العمل، وتعدّ كتبه مراجع علمية لعدد من المؤسسات العلمية، كما كان له عدة مشاركات بعدد من المؤتمرات الدولية والمحلية التي نظمها مركز البحوث العلمية وهيئة الطاقة الذرية، وكان منسقاً لمشاريع التعاون مع السوق الأوروبية، وقد ترأس قسم الفيزياء في المركز مرتين، وسمي أمين المعهد العالي لعدة سنوات».

يذكر أن الدكتور "أحمد حصري" من مواليد عام 1937، وله عدد من المؤلفات في الفيزياء الحديثة، منها: "الميكانيك الفيزيائي والصوت"، "الحرارة والكهرباء"، و"الضوء والإشعاع"، و"الفيزياء الحديثة"؛ وهي تدرّس في الجامعات الحكومية والخاصة، إضافة إلى العديد من المراجع في الفيزياء، وله إصدارات أدبية، منها: "ما قل ودل"، وكتاب "زاد الأتقياء من حلية الأولياء"، وله عدد من المقالات المترجمة أو المدققة في عدد من المجلات العلمية، وهو يتابع الآن إغناء "معجم مصطلحات الفيزياء" بمصطلحات جديدة تواكب التطور بالتعاون مع العاملين في مجمع اللغة العربية، متزوج ولديه 5 ذكور و2 إناث.