مشت "مايا باتساليدس" محاولة تحقيق حلمها بعناد امرأة تحدت كل الصعوبات التي واجهتها، وانطلقت من إيمانها بأن الإرادة والتصميم قادران على صنع المستحيل؛ فقادها حلمها إلى العالمية، لتصبح مؤسسة ومديرة تنفيذية لإحدى أهم الشركات الإعلانية في "سورية".

وحكاية المخرجة "مايا باتساليدس" التي ولدت في "دمشق" عام 1976، تثبت أنه بالأمل والإيمان وقوة الإرادة يصنع المستقبل، حيث تحدثت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 كانون الثاني 2016؛ عندما التقتها في مكتبها الموجود في "المنطقة الحرة"، وعن بداية حياتها بالقول: «أنا من عشاق هذه المهنة التي بدأت عندي كهواية منذ الطفولة، حيث يستهويني كل ما يتعلق بالفن، فقد كنت أعزف بيانو وأغني في جوقة "الفرح" وأرقص كلاسيك وتانغو؛ وكنت من أشد المتابعين للمسلسلات والأفلام والدعايات، فعندما كنت في الإعدادية أجريت أول مقابلة صحفية مع وفد رياضي كان في نادي "الجلاء"؛ وكانت هذه أول تجربة لي في هذا المجال، وبعد حصولي على الشهادة الثانوية التحقت بجامعة "دمشق" كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية، لكن بقي الحلم يراودني بأن أصبح مخرجة؛ فأوقفت دراستي في الجامعة، وسافرت عام 1999 إلى "مصر" للالتحاق بالجامعة الأميركية في "القاهرة"؛ وتخصصت في التسويق والإعلان، ومع الدراسة عملت في شركة إعلانية، وقد كان عملي في (اللوكيشن) وكنت أول فتاة أعمل هناك، وهذه التجربة قدمت لي الكثير من الخبرة والمهارة في تقنيات الإخراج، فتصوير إعلان مدته 30 ثانية كان يأخذ يومين أو ثلاثة أيام كاملة؛ حيث تدربت على يد مخرجين أجانب من "بريطانيا" و"إيطاليا"؛ وبعد التخرج سافرت إلى "بريطانيا"، ودرست الإخراج باحتراف بجامعة "أوكسفورد"، ثم عدت إلى "دمشق" وتابعت دروس الأدب الفرنسي لأحصل على شهادتي الجامعية فيها».

هي إنسانة علمتني معنى الإرادة والتصميم والإيمان، فقد تعرفتها منذ عشر سنوات وهي في ذروة مرضها، حيث فقدت جزءاً من حواسها كالنطق والحركة، وكان هذا الحدث الأقسى بحياتها، وبقوة الإرادة حاربت المرض واستطاعت الشفاء منه، وعلى الرغم من الظروف التي مرت بها كانت حريصة على متابعة ابنتيها "ميريام" و"زيا" ورعايتهما على أكمل وجه ومتابعة لنشاطاتهما، فهي صديقة محبة وحنونة، ولم تستطع الظروف التي مرت بها تغيير حقيقتها في تعاملها مع الناس باحترام وطيبة وصدق، وأعدّ نفسي محظوظة لأن "مايا" جزء من حياتي، فهي تمنحني القوة والإرادة والقدرة على تحمل أعباء الحياة

وتابعت حديثها قائلة: «أول عمل إعلاني قمت بإخراجه كان لمجموعة "mbc" بعنوان: "أحلى شي"؛ وكان عبارة عن خلط ما بين الدراما والرياضة الراقصة، إضافة إلى أنني عملت مع الدكتورة "ديما بركات" الأستاذة في "الجامعة السورية الخاصة"، حيث طُلِب منا أن نقدم سلسلة لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها لعدد من الجامعات الأميركية، فكتبت سيناريو المشاهد التمثيلية التعليمية، وأنا قمت بإخراجها بطريقة سهلة وواضحة، وقد حصلت على تكريم من قبل "الأمم المتحدة" وجامعة "يال" وجامعة "جورج واشنطن" على هذه الأعمال، وبعد ذلك عملت مخرجة في محطة "mbc" لعدة سنوات، وفي عام 2005 أسست شركتي الخاصة؛ وهي شركة إعلانية متكاملة تبدأ من الإعلانات وصولاً إلى الإنتاج التلفزيوني والإذاعي، وكان عملنا عبارة عن أفلام دعائية وأفلام تعريف عن الشركات ودوبلاج وأغانٍ وأعمال للأطفال، وعملت مع أكثر من 70 شركة سورية وعربية وعالمية في مختلف المجالات، وشاركت في عدد من المؤتمرات منها كان له طابع أكاديمي كمؤتمر "وسائل التواصل الاجتماعي"، وبعضها أخذ طابعاً إنسانياً نُظِّم من قبل الجمعيات الخيرية والكنائس».

من أعمالها

وفي لقاء مع "حسين عبود" المدير الفني في الشركة يقول: «تعد المخرجة "مايا" اسماً لامعاً في الساحة الإعلانية، وقد احتلت مساحة مرموقة في السنوات القليلة الماضية كواحدة من المخرجين الشباب الاحترافيين الذين طبعوا بصمتهم الإخراجية الخاصة بهم، عملت معها منذ عشر سنوات، وهي مثال للمرأة الإدارية الناجحة القادرة على تسيير العمل بكل احترام ومودة، حيث تعاملنا كأسرة واحدة متعاونة، وقد لمست فيها مبادرتها الإنسانية من خلال عملها التطوعي لنشر ثقافة المبادرة الاجتماعية؛ حيث احتضنت مجموعة من الشباب الجامعيين، وقامت بتدريبهم أكاديمياً على تقنيات الصوت والصورة، وساندت الفريق التطوعي "كنا وسنبقى" في انطلاقته الأولى الذي حمل في طياته أبعاداً إنسانية، إضافة إلى تصوير تجربة الأطفال في مشروع "مسار" التابع للأمانة السورية للتنمية على شكل عرض تقديمي».

وفي لقاء مع صديقتها الدكتورة "ديما بركات" أستاذة في "الجامعة السورية الخاصة" اختصاص لغة عربية، حدثتنا عن قوة الشخصية التي تميزت بها "مايا" بالقول: «هي إنسانة علمتني معنى الإرادة والتصميم والإيمان، فقد تعرفتها منذ عشر سنوات وهي في ذروة مرضها، حيث فقدت جزءاً من حواسها كالنطق والحركة، وكان هذا الحدث الأقسى بحياتها، وبقوة الإرادة حاربت المرض واستطاعت الشفاء منه، وعلى الرغم من الظروف التي مرت بها كانت حريصة على متابعة ابنتيها "ميريام" و"زيا" ورعايتهما على أكمل وجه ومتابعة لنشاطاتهما، فهي صديقة محبة وحنونة، ولم تستطع الظروف التي مرت بها تغيير حقيقتها في تعاملها مع الناس باحترام وطيبة وصدق، وأعدّ نفسي محظوظة لأن "مايا" جزء من حياتي، فهي تمنحني القوة والإرادة والقدرة على تحمل أعباء الحياة».

شهادات التكريم
حسين عبود