محبٌ للمعرفة، دائم البحث عن الجديد في علم الفيزياء؛ ما زال الدكتور "يوسف سلمان" ينهل من منابع العلم ليتوج مسيرته العلمية ببحث أراده ناجحاً؛ ففاق كل التوقعات بنتائج تصدرت كبرى الصحف العالمية المتخصصة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 10 أيار 2015، الدكتور "يوسف سلمان"، وهو من مواليد 1967، وقد حصل مؤخراً على شهادة الدكتوراه في الفيزياء، عن بحثه في الظواهر اللا خطية المحثوثة بالليزر في المواد العضوية واللا عضوية من جامعة "دمشق".

اخترت دراسة الفيزياء لأنها التخصص الذي يعنى بتفسير ظواهر الطبيعة، واكتشاف أسرارها ومكنوناتها ثم استثمارها وتسخيرها لمصلحة البشرية، فقررت الغوص فيه أكثر، وبعد الاطلاع على الظواهر البصرية اللا خطية والفائدة التي تعود من خلال تطبيقها في أكثر من مجال في الشركات الحكومية والخاصة، تبدأ من الاتصالات وصولاً إلى الفضاء؛ أردت أن يكون ذلك عنوان بحثي لنيل شهادة الدكتوراه

يستهلّ الدكتور "سليمان" حديثه بالقول: «اخترت دراسة الفيزياء لأنها التخصص الذي يعنى بتفسير ظواهر الطبيعة، واكتشاف أسرارها ومكنوناتها ثم استثمارها وتسخيرها لمصلحة البشرية، فقررت الغوص فيه أكثر، وبعد الاطلاع على الظواهر البصرية اللا خطية والفائدة التي تعود من خلال تطبيقها في أكثر من مجال في الشركات الحكومية والخاصة، تبدأ من الاتصالات وصولاً إلى الفضاء؛ أردت أن يكون ذلك عنوان بحثي لنيل شهادة الدكتوراه».

الدكتور بسام عباس

ويضيف قائلاً: «من الناحية العلمية، البصريات اللا خطية تعني وجود تفاعل بين الإشعاع "الضوء"، سواء كان "ليزر" أو من منابع ضوئية مختلفة، وعندما تكون شدة الضوء من مرتبة أعلى من عشرة فولط بالمتر يكون السلوك لا خطياً، أي منحنياً، وتبنى على هذا المنحنيات تطبيقات تبدأ الاتصالات وصولاً إلى الفضاء، وهذا هو محور بحثي، وتأتي أهمية البحث من واقعية النتائج التي توصلت إليها، فهي تطبيقية بالكامل وليست نظرية وتجرى لأول مرة في "سورية"، كما أن لها تطبيقات مهمة في حقول عديدة منها: التخزين الضوئي، والهلوغرافيا والاتصالات، والأجهزة الفوتونية المختلفة، حيث أصبحت إمكانية التخزين هائلة بعد الانتقال من الشكل المستقيم المسطح إلى المنحني، وهنا تزيد كمية المعلومات المخزنة، وهي أكبر مشكلة تواجه المؤسسات الحكومية، والخاصة للاستغناء عن الورقيات».

ويتابع قائلاً: «المميز في البحث أنه في الجامعات الأميركية، والأوروبية عادة ما يتراوح وسطي عدد النشرات العلمية لنيل رسالة الدكتوراه ما بين 3-4 نشرات، في حين بلغ عدد النشرات الناتجة عن البحث الذي قدمته 9 نشرات، وهذا أمر غير مسبوق عالمياً، كما أن نتائج البحث نشرت في أرقى وأهم المجلات العلمية العالمية "أميركية، كندية، أوروبية"، وبعضها كنت أول من نشر بها، وذلك ليس في "سورية" وحسب بل في الشرق الأوسط كمجلة "الفيزياء الكندية"؛ وجميع هذة المجلات مصنفة عالمياً ضمن (current content)؛ وهو التصنيف العلمي المعتمد لتقييم المجلات العاملة في حقل الاختصاص، كما أن النتائج التي توصلت إليها من خلال بحثي تفوق النتائج المنشورة عالمياً لأكبر وأهم المجموعات العالمية، حيث إنهم في الخارج يعملون كمجموعات وعادةً ما يكون التطوير ما بين 20-30%، لكنني تمكنت وحدي من تقديم تطوير فاق في بعض النتائج 160%، و370% في نتائج أخرى، وهذا بحد ذاته يعدّ إنجازاً غير مسبوق، وباعتراف المختصين.

لجنة التحكيم لنيل رسالة الدكتوراه

لكن المميز في العمل كان في شرح وتفسير لظاهرة كانت سائدة في العالم، قدمتها مجموعة (Lee) إحدى أقوى المجموعات العاملة في مجال البصريات اللا خطية، حيث قمت بنشر التفسير المقدم من قبلها وبينت عدم صحته، كما قدمت تفسيراً بديلاً ونشرته في نفس المجلة التي نشر بها، وهذا يعدّ من أقوى المراحل عندما قمت بدحضه وتقديم البديل».

ويضيف: «تعدّ تكلفة البحث زهيدة إذا ما قورنت بتكاليف إيفاد الطلاب إلى الدول الأوروبية، كما يمكن أن يمثل نواة لانطلاق عشرات الأبحاث في حقل الاختصاص لطلاب الماجستير والدكتوراه، ولربط الجامعة بالمجتمع عبر تنفيذ عدة مشاريع علمية تطبيقية لكون هذا الاختصاص يتعلق بأكثر المجالات، من طب، وهندسة، وجولوجيا، واتصالات، فهو شامل ولأول مرة يتم العمل به في "سورية" كما أسلفت، وكل ذلك ما كان ليتم لولا الدور الكبير والدعم الذي قدمه الكادر الإداري في جامعة "دمشق"؛ وخاصة الأستاذ الدكتور "محمد حسان كردي" رئيس الجامعة؛ الذي كان متابعاً وداعماً للعمل».

الدكتور "بسام عباس" باحث في هيئة الطاقة الذرية، ومشرف على البحث يقول: «إن العمل الذي قام به الدكتور "يوسف سلمان" غير مسبوق من الناحية التجريبية على مستوى العالم، وقد لقي إقبالاً ومدحاً من كبرى الشركات المتخصصة في العالم، إضافة إلى كونها المرة الأولى التي يتم التطرق إليه في "سورية"، ونتائجه غير مسبوقة، كما أن لديه إمكانيات تطبيقية عالية في أكثر من مجال كالطب، والصناعات الدوائية، والتعدين، والبصريات بكافة أنواعها، وله آفاق واسعة، وأهميته تأتي من تطبيقه في الاتصالات، والألياف الضوئية، والمخابر العلمية، وخصوصاً الفيزياء والتقانات الحيوية وتشخيص الأمراض، كما أن البحث كبير وواعد، وقد فتح آفاقاً لأعمال بحثية أخرى لتتابع في ذات المجال، وقد أثمر عمله اليومي والمتواصل لمدة ثلاث سنوات نتائج سوف تستفيد منها العديد من المشاريع، وكذلك طلاب الجامعات لإكمال دراستهم».

الدكتور "يوسف سلمان" حائز على عدد من الشهادات العلمية؛ أهمها: الدكتوراه بمرتبة شرف وعلامة قدرها 98,6%، وماجستير دراسات عليا في الإدارة، إضافة إلى دبلوم تأهيل وتخصيص في الإدارة. له العديد من الهوايات، أهمها: قراءة وكتابة الشعر، الموسيقا والعزف على آلة الغيتار. وهو ناشط في الحياة الاجتماعية؛ إذ قام بتأسيس جمعية الحياة الخيرية.