«أتذكر أني كنت أذهب وأنا طالب في المعهد العالي للموسيقا مشياً على الأقدام من جسر الرئيس حتى بابه العريض وذلك توفيراً للمال الذي كنت آخذه من والدي كمصروف شهري فكنت أشعر بالخجل بداية كل شهر عندما كنت أحصل على مصروفي الشخصي منه».

هذا ما قاله الفنان "جوان قرة جولي" لموقع eSyria بتاريخ 24/12/2008، حين حدثنا عن تجربته الصعبة التي عاشها فقال: «تعبت كثيراً ولم أجد سوى الأستاذ "صلحي الوادي" سنداً لي، والذي تكفل بتدريسي في المعهد العربي للموسيقا منذ بداية الأمر، وهنا بدأت بتأمين مصروفي الخاص بعد ذلك درست في المعاهد الموسيقية بالإضافة إلى بعض الدروس الخصوصية، وكنت أقضي وقتاً كبيراً بذلك، عملت مع اتحاد شبيبة الثورة ومنظمة طلائع البعث وقدمت عدداً كبيراً من الأمسيات المجانية والمأجورة (الأجر الرمزي) حتى استطعت تكوين نفسي على الصعيد الشخصي والفني وهكذا حتى استمرت هذه المرحلة منذ سنة 1992وحتى سنة 2004».

قد أخذ عملي الإداري من عملي الفني الكثير من الوقت والجهد فأؤكد أنه من الصعب المضي بأكثر من مشروع في آن واحد فإما الفن الناجح أو الإدارة الناجحة ولا يمكن الجمع بينهما ولكن تختلف النتيجة في كل منهما وكلاهما هام، وكل من ينافي ذلك يغالط نفسه

وبالنسبة لإبداعه الفني قال: «كان أبي يعزف على آلة العود وكذلك أمي رحمها الله وكنت أراقب أبي أثناء تدريبه وأثناء الدرس وكنت أصحح له أخطاءه (بيني وبين نفسي) وذلك اعتماداً على الملاحظات التي كان أستاذه يعطيه إياها وكنت أحفظها بسرعة، ثم خطر ببالي أن أصنع عوداً خاصاً بي فأحضرت خشبة صغيرة ووضعت عليها مسماراً في كل جهة وربطت فيها (مطاطة) وكانت بمثابة أوتار عزفت عليها، لاحظ والدي ذلك وبعدها سجلني في المعهد الموسيقي آنذاك وخلال الفترة الأولى كان من الصعب إيجاد عود صغير القياس لي فصناعة العود لم تكن متطورة مثل وقتنا الحاضر وكانت غالية الثمن، فرسمت عوداً على قطعة من الكرتون ورسمت عليها الأوتار واتبعت التمرين عليها لمدة شهر كامل دون أن يعلم بهذا أستاذي وكم أتمنى لو أني لم أرم قطعة الكرتون هذه عندما جاءني العود الحقيقي هدية من إحدى عماتي».

"جوان قرة جولي" الإداري

وفي مجال عمله الإداري قال: «قد أخذ عملي الإداري من عملي الفني الكثير من الوقت والجهد فأؤكد أنه من الصعب المضي بأكثر من مشروع في آن واحد فإما الفن الناجح أو الإدارة الناجحة ولا يمكن الجمع بينهما ولكن تختلف النتيجة في كل منهما وكلاهما هام، وكل من ينافي ذلك يغالط نفسه».

وعن حياته الشخصية أضاف: «على الصعيد الشخصي أنا متزوج منذ أربع سنوات رزقت بطفلة هذا العام ولكنها للأسف توفيت بعد ولادتها بـ48 ساعة نتيجة مرض مفاجئ لم يستطع الأطباء إنقاذها لعدم الجدوى في ذلك، أحب عائلتي وأقدس كل من يهتم بعائلته، أسعى دائما لمساعدة الناس حتى لو كلفني ذلك الكثير من المعاناة، وبالنسبة لطموحي على الصعيدين الفني والشخصي معاً، أحاول الآن الحلم بطموح لا يمكن تحقيقه لأن كل ما طمحت به حققته والحمد لله».

"جوان قرة جولي" الموسيقار

وفي الختام نذكر أهم الشهادات والدروع التي حاز عليها الفنان "قره جولي": «الجائزة الثانية على مستوى الوطن العربي بمسابقة التخت الشرقي في مهرجان الموسيقا العربية في مصر سنة 1997، درع محافظة الشرقية في مصر، درع مدينة "دوما" في لبنان، درع اتحاد شبيبة الثورة لعام 2001، درع المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، درع مهرجان "سوسة" الجامعي في تونس، درع المؤسسة العامة للمعارض، درع مطرانية "الروم الأرثوذكس" في "حمص"، بالإضافة إلى عدد كبير من شهادات التقدير من مختلف الجهات الرسمية السورية والأجنبية، وشهادة تقدير من اتحاد الشباب الشيوعي بدمشق، ودرع "مار رابولا" للشباب السريان في "حلب"».

"جوان قرة جولي" وزوجته