اعترفت لنا "همسة" بأنها ورغم تجاهلها للحلم الذي كان يسكنها بسبب ظروف عدة إلا أن هذا الحلم كان يكبر بداخلها دون استئذان.

"همسة منيف" من مواليد "دمشق" عام /1987/ الآن على أبواب التخرج من المعهد التجاري وعلى مشارف عالم طالما حلمت به فقصتنا ترويها "همسة" الفتاة التي حولت الحلم إلى حقيقة، بإصرار وإيمان فأخبرتنا: «أن الغناء حلمها والصوت الجميل أداتها، ولن تنسى أن تخبرنا عن الأب السيد "أمير منيف" أول معجبيها الذي كان يساعدها على إحياء حلم طالما ظنت أنه لن يتحقق فهو عازف عود، طالما فرغ بعضاً من وقته للغناء وقراءة النوتات الموسيقية معها».

الموسيقا أعادت لي الثقة بنفسي من جديد وأعتقد أنه بات من حقي أن أحلم بالمزيد ولن أتنازل عن رغبتي بالدخول إلى المعهد العالي للموسيقا وأتمنى أن أرى نفسي ضمن الاوركسترا الوطنية

وعن ذلك تخبرنا "همسة": «عندما كنت في الصف الحادي عشر وعن طريق رابطة الشبيبة في "قدسيا" اجتزت مسابقة في الغناء حصلت فيها على المركز الأول وبناء عليه خضعت لمسابقة أخرى على مستوى المنطقة في "دوما" وكان المركز الأول أيضا من نصيبي، وفي صيف العام نفسه التحقت بمعسكر في مدينة "اللاذقية" ضم هواة مثلها يحملون أحلامهم في مرحلة مخاض تنبئ بولادة فرقة خاصة هنا ومشروع عروض في الهواء الطلق هناك، وكان المعسكر تجربة غنية بالنسبة لي حيث أن تقاطعي واحتكاكي بهؤلاء الأشخاص الذين يشاطروني نفس الرغبة جعل أملي وحبي للموسيقا يزداد».

استمرت في السرد فأخبرتنا أن الفكرة رقدت في حيز الأحلام وابتعدت كثيرا عن حيز التنفيذ بعد حصولها على الشهادة الثانوية عام /2005/ حيث واجهت رفضاً لتبني فكرة الموسيقا أكاديميا ولكن تحت إصرارها وتشجيع والدها أخذت رقماً في مسابقة كلية التربية الموسيقية "بحمص" التي كانت حديثة العهد.

قالت: «مع اقتراب موعد المسابقة كان الخوف بحجم يضاهي حجم هذا الحلم وما زاد الأمور سوءاً أن أبي لم يكن قادراً على اصطحابي إلى المسابقة، فكان ذلك مؤشراً سيئاً دعمه ما واجهته من مواقف طريفة لدى وصولي إلى مدينة "حمص" فكان مقدر لي وبسبب مشكلة في معمل السكر المقابل لموقف البولمان أن يتغير لون ثيابي من "الأبيض" إلى "الأسود" في مدة لا تزيد عن /3/ثوان، وبعد انتظار استمر من الساعة /11/ إلى الساعة /1/ ظهرا وأنا أحمل الرقم /88/ الذي بدا بعيدا جدا قررت الذهاب إلى بيت أقاربي في "حمص" فهناك أغير ملابسي لعل ذلك يخلصني من بعض الطاقة لسلبية التي خزنتها في تلك اللحظات، بعدها عدت لألتحق بدوري في اللحظة المناسبة ورغم الانتظار والتعب بذلت قصارى جهدي في الأداء، لأن العبارات التشجيعية التي حملني بها والدي كانت أكثر تأثيراً من التعب، وبعد شهر حصلت على النتيجة بعدم القبول وظننت أنها نهاية الحلم».

فكيف تحقق الحلم ؟

قالت "همسة": «درست في المهد التجاري لمدة سنتين دون ممارسة أي نشاط له علاقة بالموسيقا سوى دندنات لا تتعدى لمة الأصدقاء، وفي/ 5/ تموز التحقت وبناء على دعوة من زميلة لي بدورة تربية صوت في معهد "باسل الأسد" للموسيقا وفي نهاية الشهر ذهبت إلى معسكر في "القنيطرة" باسم فرقة الأستاذ المشرف في الدورة السيد "حسان صبيحة" استمر المعسكر 10 أيام رسمت الخطوات الأولى في حلم عاد بقوة للظهور، في نهاية المعسكر قدمت الفرقة عرضا أمام لجنة منتدبة من "أمانة دمشق لاحتفاليات دمشق عاصمة الثقافة" وخصص لي أغنية منفردة، أديت فيها أداء جيدا ولم أسمح هذه المرة للمؤشرات السلبية أن تثني عزيمتي رغم ظهورها وكنت في غاية السعادة والأمل».

فتحقق الحلم وبت أغني:

بعد ذلك تقرر مشاركة الفرقة ومن ضمنها "همسة" "بمهرجان دمشق" المقرر إقامته في الشهر العاشر ضمن فعاليات "دمشق" عاصمة الثقافة الفرصة حقيقية الآن، وكبداية باتت وشيكة لأحلام لن يوقفها إلا اختفاء صوتها قالت لنا: «الموسيقا أعادت لي الثقة بنفسي من جديد وأعتقد أنه بات من حقي أن أحلم بالمزيد ولن أتنازل عن رغبتي بالدخول إلى المعهد العالي للموسيقا وأتمنى أن أرى نفسي ضمن الاوركسترا الوطنية».