(لكل مجتهدٍ نصيب).. مثل نردده دائماً في حياتنا اليومية حينما نسمع بقصّة نجاح ما. (حنان يمق) مذيعة انطبق على قصّتها مع إذاعة (شام FM ) هذا المثل،

فمنذ عامٍ تقريباً تغيّر الكثير في حياتها بعد أن اختارتها هذه الإذاعة وهي من أوائل الإذاعات السوريّة الخاصة لتكون ضمن أسرتها، وخلال فترةٍ قصيرة بدأت تتلمس ملامح نجاحها من خلال الصدى الجماهيري الذي لقيه برنامجها (بيّاع الخواتم)، وغيره من البرامج التي تساهم في تقديمها، ليكون معيار النجاح ليس الصوت الإذاعي الجميل أو الأداء المتمكن أو فكرة البرنامج الناجحة فقط ، وإنما كل ذلك معاً مع الاشتغال الجيد على الفكرة والحس الإنساني الذي يرافق العمل الإعلامي. eSyria التقت (حنان يمق) لتروي لنا قصتها مع (شام FM ) و(بيّاع الخواتم) على خلفية النجاح الذي حقّقه هذا البرنامج:

(كان لي تجارب إذاعيّة سابقة لم تتعدى المحاولات ، أهمها بالنسبة لي الإشراف على محطة إذاعة داخلية في مشروع (أسواق الخير) هذه التجربة على بساطتها أعطتني روح المذيعة، كان المطلوب مني في البداية تقديم الإعلانات بصوتي، لكنني أضفت للفكرة بعداً آخر عبر الإهداءات والأغاني والتعليقات التي أحبّها الناس كثيراً، مما أعطاني ثقةً كبيرة بإمكانيّاتي. امتلكت من خلال هذه المحطة الصغيرة مساحةً حرّة للتعبير جعلتني أعشق (الميكرفون) واستمرت هذه التجربة قرابة العامٍ والنصف، ثمّ تقدّمت إلى إذاعة(شام FM ) التي كانت في طور التأسيس، قبلت في الإذاعة مع مجموعةٍ من الزملاء ( ميريل نصّار، قصي عمامة، شادي عبّاس..) بعد أن نجحنا في سلسلة من الاختبارات، وتولى تدريبنا عدد من الإعلاميين منهم الأستاذ (موفق الأحمد) الذي استفدت منه كثيراً. ثم أتت الإعلامية (هيام حموي) بشهرتها وتاريخها الإذاعي الكبير الذي يناهز الأربعين عاماً في إذاعات (دمشق ومونتي كارلو والشرق) لتكون على رأس الفريق الإذاعي في (شام FM )، حيث توّلت إدارة البرامج في الإذاعة وأشرفت على تدريبنا بشكلٍ مباشر . ومع السيدة (هيام) تطوّرت إمكانياتي إلى الأفضل ، تعلمت منها كيف يكون العمل الإعلامي مسؤولية، وكيف يكون الإعلامي ناجحاً باجتهاده بعيداً عن طموحات الشهرة ، لأنها ستأتي حتماً مادمنا على الطريق الصحيح، وكان ذلك فعلاً نتيجة أشهرٍ طويلةٍ من التدريب والاجتهاد المتواصل ، كنت أول صوتٍ يبث أسم (شام FM ) على الهواء، وبعد العديد من الفواصل الإذاعية المسجلة قدّمت لأول مرة برنامجاً في بثٍ مباشر دون تسجيل مع (هيام) وأحد الزملاء في 27/7/2007، كان لذلك اليوم رهبةً كبيرة لن أنساها في حياتي، ظل صوتي يرتجف طويلاً وكاد يختفي، إلا أن معلمتنا بخبرتها استطاعت أن تخرجنا من هذه الرهبة لنكتسب الثقة بأنفسنا تدريجياً. قدّمت سلسلة من البرامج منها ما كان مشتركاً مع بقّية الزملاء: (لحظة من فضلك، تكسي FM ..) وبرامج أخرى خاصّة بي: (فطوركم علينا، سألوني الناس، بيّاع الخواتم). الفكرة الأساسية في برامجي هي مشاركة الناس في همومهم وأفراحهم على حدٍ سواء ، بالنسبة لبرنامج (بياع الخواتم) كانت فكرته في البداية أن تنقل الإذاعة ملامحاً من أعراس عددٍ من الأزواج الجدد وتقدّم لهم هديّة بسيطة في بداية حياتهم المشتركة معاً، إلا أن فكرتي أخذت بعداً آخر بمساعدة ( هيام وقصي، والأستاذ سامر يوسف مدير الإذاعة) ليصبح( بيّاع الخواتم) برنامجاً قائماً على مساعدة الخاطبين في تحقيق حلمهم في الزواج من خلال الاشتراك بمسابقة تعتمد على الأسئلة التي تستكشف مدى التوافق فيما بينهم ويترك الأمر لتصويت المستمعين، وتؤمن الإذاعة للفائزين تكاليف العرس بالكامل ( أجور صالة الأفراح وضيافة العرس، السيّارة التي تنقل العروسين، فستان العروس، ملابس للعريس، غرفة النوم، أسبوع عسل في أحد المنتجعات، تغطية العرس إعلامياً من قبل إذاعتنا وإحدى المجلات..)، انطلق البرنامج في أواخر شهر شباط الماضي وشارك فيها ستة عشر ثنائيا ، ليفوز ثنائي واحد في نهاية الموسم الذي استغرق حوالي الشهرين والنصف، فوجئنا بنجاح البرنامج والكم الهائل من الرسائل المتعاطفة مع المشاركين، فاز بالمسابقة (علاء الشاعر ولينا زغّور) ، وتمّ الاحتفال بزواجهما في 23 حزيران ، هكذا حققنا هدفنا وأدخلنا السعادة إلى قلوب المحبيّن بدعمٍ من كل طاقم الإذاعة، ومجموعة الجهات الراعيّة التي لم تتأخر في مساعدتنا، هذا ما استطعت تحقيقه مع(شام FM ) بكل فخر، بدعمٍ من الجميع وخاصة مدير الإذاعة الذي آمن بإمكانياتنا منذ البداية، رغم كوننا مبتدئين وليس لنا تجارب إذاعيّة سابقة بالمعنى الحقيقي. لن أنسى فضل (شام FM ) علي ما حييت لأنها أعطتني لقب المذيعة (حنان يمق)، وفيها امتلكنا كل الإمكانيّات اللازمة لنكون ناجحين، وجعلت منّا أسرة واحدة بكل ماتعني الكلمة من معنى، ليكون العمل الإعلامي الإذاعي ليس فقط مجرد ترفيه وتسلية، وإنما الاجتهاد بكل الوسائل الممكنة لمساعدة الناس وإدخال السعادة الحقيقة إلى قلوبهم.. شكراً لكل محبينا ومستمعينا.. شكراً لكل من وثقوا بنا.. ترقبوا برنامج (بيّاع الخواتم ) في موسمه القادم).