نشأ في بيئة أكاديمية مثقفة، واستطاع بحبه لعلمه أن يكون واحداً من الشباب المغتربين الطموحين، مثّل اسم "سورية" في المحافل العلمية العالمية، وطموحه العودة إلى أرض الوطن لخدمتها علمياً وعملياً، هو الدكتور "مجد بريك هنيدي".

الملخص: نشأ في بيئة أكاديمية مثقفة، واستطاع بحبه لعلمه أن يكون واحداً من الشباب المغتربين الطموحين، مثّل اسم "سورية" في المحافل العلمية العالمية، وطموحه العودة إلى أرض الوطن لخدمتها علمياً وعملياً، هو الدكتور "مجد بريك هنيدي".

اختياري هذا نابع من معرفتي بتأثير الأمراض الفيروسية في حياة البشر وتهديدها لمراحل وجود الإنسان على الأرض، إضافة إلى كونه علماً ممتعاً نستعمل به كل معلوماتنا وخبراتنا الوراثية والمناعية والطبية الدوائية

والده الدكتور "نزار بريك هنيدي" عنه يقول في حديث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 تشرين الثاني 2015: «ولد في منزل عامر بالكتب الأدبية والعلمية، تميز بطبيعته الهادئة التي جعلته يصرف معظم وقته بالقراءة، ولاسيما الموسوعات العلمية المتخصصة، نشر دراسته الخاصة التي تميزت بموضوعاتها ولغتها الرفيعة في عدد من المجلات العلمية، كان من المتابعين للنظرية التطورية والعاملين على نشرها في الثقافة العربية اليوم، ومتذوقاً جيداً للشعر بوجه خاص، وقارئاً متميزاً للرواية، يتابع النشاطات والأمسيات الثقافية والأدبية، ويشارك في السجالات النقدية والفكرية».

خلال أحد أبحاثه

بدورها الدكتورة "سعاد العقلة" بروفيسور في علم المناعة، ومن أساتذة الدكتور "مجد بريك هنيدي" تقول: «لفتني ما تميز به من خصائص علمية وفكرية خلال تدريسي له كطالب في كلية العلوم بجامعة "دمشق"، لم تكن غايته الحصول على الشهادة، وإنما الفهم المعمق للعلوم، كان يتواصل مع أساتذة الكلية المتميزين بمجالاتهم ليعرض أفكاره ويناقشها، ويستفيد من خبراتهم، وهذا كوّن لديه قاعدة علمية قوية، له حضوره العلمي الأكاديمي من خلال مشاركاته بالندوات والمؤتمرات الطبية وأبحاثه المتميزة، وأود الإشارة إلى جانب آخر من شخصيته تتمثل بحبه لوطنه وتمثيله له بجميع الميادين العلمية والإنسانية، ورغبته بالعودة بعد تحصيل شهاداته العليا».

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الدكتور "مجد بريك هنيدي" في مدينة "برلين" الألمانية عبر الشبكة العنكبوتية بتاريخ 25 تشرين الثاني 2015، وعن مسيرة حياته يقول: «في بيئة علمية مثقفة ولدت في مدينة "جرمانا" عام 1984، أنهيت دراستي حتى الثانوية في مدرسة الآسية بـ"دمشق"، ويعود لعائلتي الفضل الأكبر بحبي للمطالعة؛ حيث كان والدي يزودنا بالمجلات والكتب العلمية والثقافية، وكانت والدتي تصحبنا لزيارة المتاحف والأماكن القيّمة في "دمشق"، كل هذا جعل الأمور تتبلور داخل شخصية كل منا أنا وإخوتي ودفعنا إلى الأمام دائماً.

الدكتور نزار بريك هنيدي

قبل اختياري لفرعي الجامعي كنت على اطلاع بفروع علوم البيولوجية من خلال متابعتي للمجلات العلمية المشهورة منها "ساينتفك أميركان" و"علم وعالم"، عندها أصبحت أفكر جدياً بدراسة البيولوجيا كفرع أكاديمي وأتابع تخصصي به، ولم أرغب بمتابعة دراسة الصيدلة التي كنت قد بدأت دراستها، لأنني أشعر بأن العلوم البيولوجية أوسع وأشمل، فحصلت على إجازة في العلوم البيولوجية من جامعة "دمشق" باختصاص الأحياء الدقيقة وعلم الأحياء المجهري، وشهادة ماجستير الدراسات العليا في العلوم الطبية المخبرية باختصاص الأحياء الدقيقة الطبية وعلم المناعة والأمصال من الجامعة الأردنية للعلوم والتكنولوجيا، وحالياً أحضر للدكتوراه في الطب المخبري باختصاص علم الفيروسات والمناعة في "ألمانيا"».

وعن اختياره لعلم الفيروسات الطبية يقول: «اختياري هذا نابع من معرفتي بتأثير الأمراض الفيروسية في حياة البشر وتهديدها لمراحل وجود الإنسان على الأرض، إضافة إلى كونه علماً ممتعاً نستعمل به كل معلوماتنا وخبراتنا الوراثية والمناعية والطبية الدوائية».

الدكتورة سعاد العقلة

ويقول عن مشاركاته الأكاديمية والعلمية في المغترب: «أبقى على تواصل دائم بالمجتمع المحلي والعلمي في أماكن وجودي في البلاد العربية والأجنبية، أوضح وأشرح الوضع الحقيقي في "سورية"، وكيف أن الإنسان السوري صاحب حضارة وثقافة وعلم وحب للحياة، ولا يمكن لهذه الأسس أن تختفي أو تدفن بسهولة، لي العديد من المشاركات ضمن عدد من المؤتمرات منها: مؤتمر جامعة "هامبلدوت" الألمانية، ومؤتمر "العلماء الشباب" في "الأردن"، ومؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الفيروسات في "براغ" بـ"التشيك"».

وعن مبادرته موقع "الباحثون السوريون" يقول: «مبادرة علمية انطلقت من ثلاث سنوات بهدف تبسيط الأبحاث العلمية ونقلها إلى اللغة العربية ليسهل على المجتمعات العربية البقاء على تواصل مع هذه العلوم، لهذه المبادرة نصيب كبير من جهدي ووقتي منذ التأسيس وحتى الآن، لدينا فريق احترافي كبير في كل الاختصاصات من الشباب السوريين الواعدين، يكتبون ويترجمون ويراجعون المقالات لتصل إلى جميع فئات الناس في المجتمع بطريقة مفهومة، لدينا أكثر من مليون ونصف المليون متابع على صفحاتنا المختلفة بوسائل التواصل الاجتماعي وموقعنا الإلكتروني».

وتحدث عن فائدة تنقله بين عدة بلدان بالقول: «بداية طريق العلم كان من جامعة "دمشق"، لكنني لا أنكر أن زيارتي وإقامتي في عدد من المدن العربية والأوروبية، وزيارة المتاحف العالمية بمجال التاريخ الطبيعي وعلوم الآثار ومتاحف الفن والموسيقا، ومعرفتي لعدة لغات عالمية، كل هذا كان له أهمية كبيرة في نظرتي العلمية حول وعي ووجود البشر في هذا العالم، وطبيعة هذا الكون بوجه عام».

ويختتم حديثه عن طموحاته المستقبلية: «أرى أن أهمية النجاح تكمن بصعوبة الوصول إليه، وأدرك جيداً حجم التحديات التي سأجدها في "سورية" بعد عودتي من "أوروبا" من ناحية صعوبة البحث العلمي، وخصوصاً في اختصاص دقيق ونادر كعلم الفيروسات، وأعرف أن الطريق لن يكون مفروشاً بالورود، لكنني مؤمن كثيراً بأن بلداً مثل "سورية" أم الحضارات يستحق منا العمل لأجله ولأجل أهله، وهذا هو التحدي الأكبر بالنسبة لي، فالنجاح في ظروف مريحة أمرٌ متوقع من الجميع، أما النجاح في ظروف صعبة فهو النجاح الحقيقي الذي تتناقله الأجيال، ومن هنا كان تصميمي الدائم على العودة والعمل في بلدي "سورية" مهما كانت الظروف، وسأسعى لافتتاح مخبري الخاص للتحاليل الطبية لأقوم فيه ببعض الأبحاث التي تخص المرضى والمجتمع السوري حول العلوم الوراثية وعلم الأحياء والمناعة، إضافة إلى عملي الأكاديمي والجامعي».

يذكر أن الدكتور "مجد بريك هنيدي" عضو في الجمعية الأوروبية لعلم الفيروسات السريرية، وعضو في الاتحاد العربي للبيولوجيا السريرية والطب المخبري، وعضو فريق "الباحثون السوريون"، تمت استضافته إعلامياً من قبل هيئة الإذاعة البريطانية الـBBC كباحث سوري في علم الفيروسات والمناعة.