عشق نادي الوحدة منذ صغره، وانضم إلى صفوفه مدرباً في كرة السلة في العام 1960 حين كان يسمى نادي "الغوطة"، ومر نصف قرن من الزمن وعاد "محمد حنيني" مجدداً إلى بيته الأول بعد سنوات طويلة قضاها في "الإمارات العربية المتحدة"، ودول خليجية أخرى يعمل في إدارة كرة السلة.

وخلال حوار موقعنا مع أقدم مدرب سلوي في نادي العاصمة، وعضو اتحاد كرة السلة الجديد، والمشرف العام في نادي الوحدة استهل حديثه بالقول: «كنت في النادي منذ عام 1960 وعملت فيه مدرباً عندما كان اسمه نادي الغوطة.. وبعدها كنت عضواً بأول إدارة للنادي الذي صار اسمه الوحدة، وسافرت للعمل السلوي "بالإمارات"، وعدت لأجد أمور النادي ليست كما تصورتها، وألعابه باتت بحاجة لتقوية قواعدها بجيل محب للنادي وقادر على رفد فرقه».

كنت في النادي منذ عام 1960 وعملت فيه مدرباً عندما كان اسمه نادي الغوطة.. وبعدها كنت عضواً بأول إدارة للنادي الذي صار اسمه الوحدة، وسافرت للعمل السلوي "بالإمارات"، وعدت لأجد أمور النادي ليست كما تصورتها، وألعابه باتت بحاجة لتقوية قواعدها بجيل محب للنادي وقادر على رفد فرقه

ورغم عمله الطويل في صالات كرة السلة العربية إلا أن "حنيني" لا يزال مواكباً لفرق النادي وفئاته العمرية الصغيرة ومتابعاً لكل التفاصيل دون كلل أو ملل.. وهنا يعلق "حنيني" بقوله: «لن أمل من شيء اخترته وأحببته ورغم تغيّر المعطيات فالنادي اهتم في فترة سابقة برأس الهرم موجهاً دعمه لفريق الرجال، ونسي العمل في القاعدة مكتفياً بلقب بطل آسيا الذي لم يحققه أي نادٍ سوري غيره، ومنذ عودتي طلبت الوقوف على حال الصغار، وبالعمل والتعاون مع المدربين وإدارات النادي وصلنا إلى عمل صحيح وأساس متين، والصغار صاروا اليوم في فريق الشباب رغم أنهم مازالوا بعمر الناشئين، وظهر عدد من المواهب المبشرة القادرة على أن تكون نجوماً في سماء السلة سورية».

حضوره دائم في مباريات الوحدة

وخلال الحديث مع المدرب والإداري "محمد حنيني" لا بد أن تجد التفاؤل في عينيه رغم كل المعوقات والفوارق بين العمل مع السلة الإماراتية والسورية، إضافة إلى إيمانه المطلق بالمواهب الشابة وقدرتها على إعادة أمجاد النادي.

ويبرر لنا هذا الإيمان بقوله: «المستورد لن ينفع على الدوام وفائدته تبقى مؤقتة، واللاعب الأجنبي يأتي ليخدم الفريق لشهور مقابل أجر مادي مرتفع وسيترك النادي من بعدها، وأعتقد أن ثروة النادي بأبنائه الحقيقيين والمخلصين وهم الذين يبنون أمجاده، وحتى المدرب الأجنبي ورغم جودة بعضهم إلا أن عمله يبقى آنياً حيث يعتمد على لاعبين مؤقتين لتحقيق نتيجة إيجابية ترضي إدارة النادي، أما المدرب الوطني فهو يعمل للنادي وليس لفريقه واسمه فقط، ويحاول البحث عن اللاعبين الموجودين فيه ويعطيهم الفرص، ويوسع دائرة المشاركة في الملعب لأنه ينظر للمستقبل وفق إستراتيجية تطوير مستويات اللاعبين ولاسيما الواعدين منهم».

محمد حنيني شيخ المدربين

وفي عودة إلى حديث الذكريات وكرة السلة في النادي بين الماضي والحاضر: «كما قلت بدأت مع النادي منذ أن كان يسمى بنادي الغوطة لكرة السلة وبعد عملية الدمج مع نادي "قاسيون" سمي بالوحدة في العام 1972، ولم يكن هناك في تلك الفترة أندية كثيرة لكرة السلة في سورية، حيث كان نادي الوحدة في "دمشق"، ونادي الشبيبة في "حلب" والذي سمي فيما بعد بنادي الجلاء، وقام هذان الناديان بتخريج العديد من الأجيال منذ ذلك الحين وحتى الآن، وعلى المستوى العربي لم تكن رياضة كرة السلة ذات شعبية كبيرة وكان التنافس محصوراً بين المنتخب السوري والمصري وفيما بعد المنتخب اللبناني، وكانت الوفود تأتي من الدول الأخرى لكسب الخبرة في سورية وخاصة من "العراق والأردن"، بالإضافة إلى دول الخليج العربي».

وفيما يخص الألعاب التي كانت في نادي الوحدة تابع "حنيني": «لعبتنا الأساسية كانت كرة السلة وإلى جانبها كانت الملاكمة، ومصروف اللعبة كان بسيطاً آنذاك مع نظام الهواية، فلا رواتب ولا عقود احتراف أو تعويضات.. واللاعب كان يدفع من جيبه في أحيان كثيرة، وبعض أعضاء الإدارة يتكفلون بفواتير الكهرباء والماء والهاتف.. والبعض يتبرع بطقم لباس رياضي للفريق، والمحبة تجمع اللاعبين في صفوف النادي وهي الدافع الأكبر في تحقيق النتائج».

من إحدى المباريات

وعن عودته إلى سورية ومتابعة المشوار في كرة السلة أضاف "حنيني": «أعتقد أن الحنين إلى الوطن وراء عودتي إليه ولن أندم في حياتي لاتخاذي هذا القرار، وبالنسبة لي فإن نادي الوحدة بيتي الأول وسأضع خبرتي المتواضعة والطويلة في المجالين الفني والإداري لخدمته، وسيكون الموسم الحالي فرصة للمواهب الموجودة وخاصة فئة الشباب حتى ولو لم يحرز بطولة الدوري».