شهدت العلاقات السورية- التركية نقلة نوعية في الفترة الأخيرة ولا سيما بعد تأسيس مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى في شهر أيلول الماضي، ليعبر عن إرادة سياسية واقتصادية وثقافية مشتركة؛ اختارت التعاون غير المحدود طريقاً نحو مستقبل أفضل للبلدين والشعبين الصديقين.

وخلال زيارة الوفد التركي إلى "دمشق" برئاسة السيد "رجب طيب اردوغان" رئيس الوزراء، تم عقد ملتقى رجال الأعمال السوري التركي، وإطلاق مشروع ترميم "التكية السليمانية"، إضافة إلى توقيع سبع وأربعين اتفاقية مشتركة بين الطرفين في مجالات مختلفة.

بعد أن أنهيت دراستي الثانوية في "دمشق" في العام 1976، قررت التوجه إلى "تركيا" لإكمال دراستي هناك، وبالفعل تمكنت من دخول كلية الطب، وبعد تخرجي منها تخصصت في علم المناعة

ورافق الوفد التركي إلى "دمشق" عدد من رجال الأعمال والمغتربين السوريين في "تركيا"، ومنهم الدكتور "جمال حلاق" المغترب في "تركيا" منذ ثلاثة وثلاثين عاماً الذي حاوره موقع eSyria خلال الزيارة.

من الملتقى السوري التركي

بداية حديثنا مع د."حلاق" كانت عن بعض التفاصيل حول رحلته إلى "تركيا" إذ يقول: «بعد أن أنهيت دراستي الثانوية في "دمشق" في العام 1976، قررت التوجه إلى "تركيا" لإكمال دراستي هناك، وبالفعل تمكنت من دخول كلية الطب، وبعد تخرجي منها تخصصت في علم المناعة».

وإضافة إلى دراساته الطبية في علم المناعة نال د."حلاق" شهادة الماجستير في العلاقات الدولية، يقول عن ذلك: «لا أستطيع أن أنكر محبتي للعلوم الطبية، إلا أن معرفة العلاقات بين الدول والعوامل التي تحكم مصالحها، إضافة إلى متابعتي المستمرة لآخر الشؤون على الساحة الدولية ولا سيما العربية منها.. دفعتني لدراسة العلاقات الدولية لأنال شهادة الماجستير فيها، كما لعبت ابنتي التي تدرس العلاقات الدولية دوراً في ذلك من خلال حواري المستمر معها بالشؤون الدولية المختلفة».

وعن رأيه بالعلاقات السورية التركية قال د."حلاق": «أعتقد أن العلاقات المشتركة بين الجانبين مميزة جداً على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية، والشعبان يملكان صفات مشتركة كثيرة سواء من حيث طبيعة الحياة وبساطتها، أو من خلال العادات والتقاليد المشتركة دون أن ننسى التاريخ الكبير الذي يجمع بين الحضارتين، وحتى من ناحية الشكل والخلق هناك تشابه كبير لدرجة تعجز فيها عن معرفة التركي من العربي في أحيان كثيرة».

وأضاف "حلاق": «إن تطور العلاقات بشكل كبير في الآونة الأخيرة يعود إلى الرؤية الصحيحة لكلا البلدين، وهي الحالة الطبيعية والمنطقية لهذه العلاقات التي من شأنها أن تقرب الشعبين من بعضهما بشكل أكبر، وتعزز أواصر الصداقة بينهما».

وذكر د."حلاق" بعضاً مما لمسه إثر تطور العلاقات السورية التركية خلال تواجده في تركيا بقوله: «إن الشارع التركي يدعم هذه العلاقات بشكل كامل، والجميع متحمس لها بشكل كبير، وبإمكان أي مواطن سوري أن يزور "تركيا" في كافة مدنها ليلمس بنفسه المحبة التي يكنها الشعب التركي لأبناء سورية، لدرجة يشعر فيها أنه في بلده وبين أهله».

وضرب لنا "حلاق" مثالاً على ذلك من داخل أسرته: «إن جميع أولادي ولدوا في "تركيا"، كما إن زوجتي تركية إلا أنها هي من طلبت مني زيارة سورية في أكثر من مناسبة، كما إن كافة أفراد عائلتي تعلموا اللغة العربية بشكل طوعي حتى يتمكنوا من التواصل مع أشقائهم في سورية».