غادر الشاب "مالك جندلي" إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ ستة عشر سنة بمنحة دراسية إلى جامعة كارولينا الشمالية، وبدرجة شرف نال في العام 2004 بكالوريوس التأليف الموسيقي، ومن بعدها الماجستير في التأليف والتوزيع وحاليا يحضر لرسالة الدكتوراه.

ويمثل "جندلي" قصة الكثير من الطيور السورية المهاجرة في دول الاغتراب والتي تبحث دائما عما يربطها بالوطن، ووقع اختيار "جندلي" على الموسيقا من خلال عزفه على آلة البيانو واختياره العازف الأفضل في العالم.

أقيم في "أتلانتا" ومتزوج من سيدة سورية، وأملك شركة تجارية خاصة بعد حصولي على ماجستير في إدارة الأعمال

ولبى "جندلي" مؤخرا دعوة من وزارة الثقافة ومعهد صلحي الوادي للموسيقى للمشاركة في لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة البيانو الدولية الثانية، وقدم خلالها مقطوعته "أصداء من أوغاريت" التي تعتبر أقدم نوتة موسيقية في العالم وتعود إلى 3400 عام قبل الميلاد.

وخلال حوار موقعنا مع "جندلي" روى لنا قصة المقطوعة واكتشافه لها:«وجدت المخطوطة في "أوغاريت" من خلال بعثة أثرية بريطانية كانت تعمل في سورية، وهناك روايات تقول أنها وجدت عن طريق مزارع وبعدها أخذتها البعثة لدراستها ومحاولة فك رموزها، وهي عبارة عن كتلة حجرية مكتوبة باللغة الحورية وتتألف من أبيات شعر ومناجاة للآلهة من قبل امرأة لإنجاب الأطفال».

ويتابع "جندلي" قصته:«أما عن فكرة إعادة توزيع المقطوعة موسيقيا وعزفها أمام العالم، فأعتقد أن كل سوري في بلاد المغترب يبحث دائما عما يعرف بحضارته وكلاً حسب اختصاصه، وضمن هذه الجولة من البحث والعودة إلى الجذور اكتشفت الكثير مما نمتلكه من أرث تاريخي في كافة المجالات، وبالنسبة لي حصلت على المخطوطة وقمت بتوزيع كلماتها للبيانو والاوركسترا، علما أن اللحن مكتوب لآلة تسمى "الكنارة"».

وعن هدفه من إعادة إحياء أقدم مقطوعة في التاريخ يقول "جندلي":«بدأت العزف على البيانو منذ صغري حبا بالموسيقى، ثم تغير الهدف ليكون محاولة لإيصال الأحاسيس والمشاعر ولا سيما أنني أعيش بعيدا عن وطني، والموسيقا لغة يفهمها الجميع وتشكل رسالة واضحة عما نمتلكه من ثقافة وحضارة..».

واعتبر "جندلي" أن " أصداء من اوغاريت" تشكل رابطاً زمنياً وفكرياً يصل بين فترات التاريخ، ويعكس شغف الشعوب على اختلال السنوات بالموسيقا والفنون التي تشبه بيئتنا والمستوى الحضاري الذي وصلنا إليه.

وتتألف "أصداء من أوغاريت" من عدة مقطوعات موسيقية أوضحها لنا "جندلي" بقوله:«يتضمن الألبوم ثماني مقطوعات موسيقية الأولى سميتها "الأندلس" وتعمدت ذلك لأنني أعتقد أنها صلة الوصل بين الشرق والغرب، ومن ثم تأتي مقطوعة بعنوان "سليمى" مبنية على الحب بتوزيع اوركسترالي، وتحمل المقطوعة الثالثة عنوان "حلم البيانو" والتي أقول من خلالها أنه بدون حلم وخيال لن نصل للفن الحقيقي، أما المقطوعة الرابعة فهي "يافا" وهي هدية للشعب الفلسطيني، والخامسة هي مقطوعة "ليل" وأعبر فيها عن سكون الليل وما تراود الإنسان فيه من أفكار، وتأتي المقطوعة قبل الأخيرة بعنوان "عيد" حيث تجسد أحلام وحركات الأطفال،

وتحمل المقطوعة الأخيرة عنوان "ارابيسك" في إشارة إلى هذا الفن الذي ابتكره العرب وتحول إلى رمز للجمال والفن» .

وعن آخر مشاريعه الفنية أخبرنا "جندلي":«خلال تواجدي في سورية ومصر سأوقع عقدا مع شركة "عالم الفن" لصاحبها الأستاذ "محسن جابر" الذي سيتولى توزيع الألبوم الجديد والذي يحمل عنوان "حلم البيانو" ليعرض على القنوات التلفزيونية، كما أحضر حالياً لألبوم جديد فيه مقطوعات عن الفرات و الجزيرة سيكون مختلف عن الألبوم الأول من ناحية العرض ونوع الموسيقى والتوزيع».

وفيما يخص حياته في الولايات المتحدة بعيداً عن الفن قال "جندلي":«أقيم في "أتلانتا" ومتزوج من سيدة سورية، وأملك شركة تجارية خاصة بعد حصولي على ماجستير في إدارة الأعمال».

تجدر الإشارة إلى أن "مالك جندلي" من مواليد مدينة "حمص" في العام 1972 متزوج ومقيم في الولايات المتحدة، فاز بعدة جوائز عالمية وشارك في كبرى الحفلات على مستوى العالم..وسبق له أن قدم مؤلفاته الموسيقية برفقة العديد من الفرق السيمفونية العالمية في أوروبا والولايات المتحدة.