«هي خطوة بغاية الأهمية، وإن جاءت متأخرة، لكن البداية دائماً خطوة وأتمنى أن تستمر».

هذا ما بدأ به المطران "دامسكينوس منصور" رئيس أساقفة "البرازيل" في حديثه الخاص لـ eSyria على هامش ملتقى الشباب السوري المغترب.. "سورية: وطني وجذوري" بتاريخ /25/7/2009/، مشيراً بالوقت ذاته إلى أنه من مواليد "دمشق" وهاجر إلى "البرازيل" منذ /18/عاماً، وكان حريصاً أن يسمي نفسه "دامسكينوس" أي "دمشق" لتبقى معه أينما ومتى ذهب إلى أي بقعة في الأرض.

جئت مع الوفد البرازيلي الذي شجعته كثيراً للقدوم إلى بلده الأم سورية، وأشجعهم دائماً للقدوم إليه، لكن هذه المرة كان بتنظيم من وزارة المغتربين في "سورية" التي بادرت -ولو متأخرة- مشكورة بهذه الخطوة الرائعة آملين استمرارها

يقول المطران "دامسكينوس": «جئت مع الوفد البرازيلي الذي شجعته كثيراً للقدوم إلى بلده الأم سورية، وأشجعهم دائماً للقدوم إليه، لكن هذه المرة كان بتنظيم من وزارة المغتربين في "سورية" التي بادرت -ولو متأخرة- مشكورة بهذه الخطوة الرائعة آملين استمرارها».

المطران "داماسكينوس" في افتتاح الملتقى

وحول أهمية الملتقى قال: «إن هؤلاء الشباب المغتربين، خصوصاً في بلاد ما وراء البحار، وأعني في "أمريكا اللاتينية" التي استوعبت الكثير من أبناء "سورية" في الماضي، واليوم كما نعرف جميعاً ليست هناك من هجرة إلى تلك البلاد، حسناً نفعل إن التفتنا إلى أبناء هؤلاء الذين ولدوا هناك، ولا يعرفون عن "سورية" أكثر من (نحن من سورية) هذا إذا عرفوا».

ويتابع المطران: «لذلك الملتقى بادرة جيدة ابتدأت في أميركا اللاتينية بزيارة وزير المغتربين الدكتور"جوزيف سويد" بعد إلحاح كبير من قبلنا، فزار تلك البلاد، ورأى الناس هناك، رأوا فيه الإنسان الطيب– الشخص الذي يمثل "سورية" فحمل إليهم محبة هذا الوطن، فابتدؤوا مباشرة بتنظيم هذا الملتقى، وأنا أعتقد أن الملتقى سيكون ذو فائدة كبرى، لأن هؤلاء الذين أتوا من كل مكان في العالم لكي يشاركوا في هذا الملتقى السنوي سيحملون معهم ما عاشوه، وليس ما سمعوه أو قرأوه في الكتب، فأن تعيش الشيء يختلف اختلافاً جذرياً عن أن تسمع عنه، لذلك نحن سياستنا السورية يجب أن تكون دائماً تعال وانظر، لأن من يأتي إلى هنا يحس، والإحساس هو خير تعبير عما يشعر به الإنسان، وعندما يحس الإنسان يعبر بصدق عما يشعر به ليس بفكره وإنما بقلبه».

وأضاف "دامسكينوس": «أعتقد أن ما يلقاه الشباب هنا في "سورية" شيء مهم جداً، يلقون محبة الناس، استقبال الناس، وهذا كله مفقود في تلك البلاد حتى في البيت الواحد، وفي الأسرة الواحدة، وهم هنا لن يجدوا هذا عند أقاربهم فقط، وإنما عند كل الناس، وبمجرد أن يعرفوا أن فلاناً من أصل "سوري" يتقبّلونه بفرح، ويعاملونه كأنه ابن العائلة، ولذلك عندي أمل كبير أن هؤلاء سيعودون ليكونوا رسلاً حقيقيين بكل معنى الكلمة كما قال الرئيس الراحل "حافظ الأسد" عندما خاطب المغتربين قائلاً: "أنتم رسل لبلادكم، فحافظوا على هذه الأمانة وكونوا من الناجحين"، وقد تابع هذا الكلام الدكتور الرئيس "بشار الأسد" بتوجيه الشباب المغترب بأن يكونوا نجوماً ساطعة في البلد الذي تقبلهم، يحبونه كما يحبون بلدهم الأصلي».

وعن تجارب الشباب في المغترب من الجيل الثاني والثالث الموجودين حالياً في الملتقى، وفيما إذا كان وجودهم في الملتقى نابع من ذاتهم، أم بضغط من الأهل، أم بقصد التعرف على سورية؟

قال رئيس أساقفة "البرازيل" المطران "دامسكينوس منصور": «لا شيء يأتي أو يحدث دون تشجيع، أو دون تهيئة، يجب أن نثير الشيء حتى يصبح له معنى، هناك قيادات في المغترب تثير الأمور، وتسأل ماذا تعرفون عن سورية، ولماذا لا تعرفون؟.. من المعيب أن لا تعرفوا!.. طبعاً أهالي هؤلاء الشباب عندما ذهبوا قبل (50 أو100)عام كانت الظروف صعبة، وهذه الظروف نقلوها لأبنائهم، وأصبحوا يعيشونها بحالة من القلق، حالة من عدم المعرفة، حالة من التساؤل، (هل مازال بيتنا من طين؟)، وصار من الضروري أن نتبع سياسة تعال وانظر... أن يأتي المرء وينظر ويعيش ليكون أداة فعّالة في مجتمعه، هكذا تكبر الأمور... تكون صغيرة وتكبر... هذا هو أملنا في المستقبل».