"حذيفة العطري" وعبر اللوحات الجدارية الفنية التي زينت جدران عدد من مدارس "دمشق"، نقل مجال إبداع اللوحة التشكيلية نقلة تذكّرنا بكنائس العصور الوسطى الأوروبية ولوحاتها الجدارية الكبيرة، وهي ظاهرة حضارية انتشرت منذ فترة ليست بالبعيدة، لتمثل بعداً جمالياً من خلال استخدام مخلفات البيئة.

للوقوف عند هذه الظاهرة مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 19 نيسان 2014 وقفت عند رأي عدد من الأشخاص لبحث ما وراء هذه الظاهرة، حيث تحدث الفنان التشكيلي "حذيفة العطري" بالقول: «بالتأكيد إن انتشار ووجود اللوحات الفنية بالشكل الجديد هو ظاهرة فنية جديدة، حيث لم يعد الفن حكراً على الصالات والمعارض كما كان في الماضي، والموضوع الأهم هو الاستفادة من توالف البيئة وتعليم الأجيال كيفية الاستفادة من هذا العمل، وهذه مبادرة جيدة، وطموحنا أن تعم اللوحات الجدارية بقية جدران المدارس إضافة إلى الساحات العامة، وهنا يصبح الفن لخدمة المجتمع وليس فن من أجل الفن، كما طرحته بعض المدارس الفنية، وبرؤية بعيدة ننظر إلى "دمشق" وقد أصبحت جدران مدارسها وحدائقها العامة وربما الخاصة، لوحات فنية تستهلك توالف البيئة في أضخم مشروع للاستفادة منها».

بالتأكيد إن انتشار ووجود اللوحات الفنية بالشكل الجديد هو ظاهرة فنية جديدة، حيث لم يعد الفن حكراً على الصالات والمعارض كما كان في الماضي، والموضوع الأهم هو الاستفادة من توالف البيئة وتعليم الأجيال كيفية الاستفادة من هذا العمل، وهذه مبادرة جيدة، وطموحنا أن تعم اللوحات الجدارية بقية جدران المدارس إضافة إلى الساحات العامة، وهنا يصبح الفن لخدمة المجتمع وليس فن من أجل الفن، كما طرحته بعض المدارس الفنية، وبرؤية بعيدة ننظر إلى "دمشق" وقد أصبحت جدران مدارسها وحدائقها العامة وربما الخاصة، لوحات فنية تستهلك توالف البيئة في أضخم مشروع للاستفادة منها

ويضيف الأستاذ "جلال الغزي" مدير مركز الفنون التشكيلية بـ"دمشق": «لقد أضاف هذا العمل نسقاً جديداً في منظومة العمل الفني، بربط الفن بالبيئة من خلال توظيف بقايا البيئة والتوالف في عمل فني متميز بالحجم والتشكيل وتنوع المواد المستخدمة فيه مثل: "بقايا معادن، بقايا زجاج، بقايا سيراميك، بقايا مرايا". الرائع في هذا العمل البساطة، ما يشد انتباه الصغير والكبير، المثقف وغير المثقف، كما أتاح لنا هذا العمل جعل ثقافة التطـــوع ثقافة فنيــة وثقافة بيئية. من المهم أن تعمم هذه الفكرة لتشمل أرجاء الوطن ويتم دعمها إعلامياً، ويكفي أن هذه التجربة فتحت مجالاً مختلفاً أمام الفن التشكيلي ليبدع نماذج لم تكن موجودة فيه، أسلوباً ومواد ونماذج لم تكن تخطر في بال».

الفنان التشكيلي علي سليمان.

أما السيدة "رحاب عبد الواحد" موظفة، فتبدي رأيها بالقول: «فكرة رائعة في الحقيقة، فوجئت بها عندما شاهدت لوحات فنية بغاية الإبداع تزين جدران إحدى المدارس بمدينة "دمشق"، وما لفت نظري أن هذا العمل تربوي تطوعي، وهذا يشجعنا جميعاً للمساهمة في تجميل بلدنا، ولا سيما أن المواد المستعملة هي من النفايات والتوالف، نأمل من الجهات المسؤولة أن تكون هناك دورات تدريبية لمن يرغب من المواطنين؛ ليستطيع التعلم والمشاركة بهذا الإنجاز الحضاري، وهل هناك أجمل من أن نسخّر الفن في خدمة تجميل مدننا بما كان للإتلاف؟! ثم إن هذا العمل يفتح آفاقاً من المعرفة، كما يفسح المجال أمام الفنانين لإظهار إبداعهم وتميزهم، ويشكل باباً للرزق لدى العاملين والمبدعين فيه».

بدوره الفنان التشكيلي "علي سليمان" أضاف: «من خلال مشاركتي في أعمال اللوحات الجدارية التي زينت جدران بعض مدارس مدينة "دمشق"، رغبت في ترك بصمة لي كفنان، في الحقيقة نحن نفتقد اللون في شوارعنا، وأرى أن هذه التجربة مهمة ويجب أن تعمم على كل المحافظات، وأن تكون ورشات العمل مجالاً لنقل الخبرة إلى الناس، الذين كانوا يأتون لمتابعة عملنا بشكل ميداني، وبذلك نشكل فريق عمل مشتركاً هدفه تجميل بلادنا، جعل الفن في خدمة هذه الغاية النبيلة.

جلال الغزي.

ويبقى لهذه التجربة أهداف للمستقبل، تتلخص في وضع الفن التشكيلي بمواجهة الواقع، وتسخيره لخدمة أغراض لم يكن يطرقها من قبل، كما يسخّر توالف الطبيعة غير المتحولة التي يصعب التخلص منها وتشكل منظراً مسيئاً لأي مكان تُرمى فيه، إلى لوحات جميلة جاذبة، تصبح مجالاً للتمتع بمنظرها الخلاب، وأخيراً تفتح الباب أمام فنانين جدد للعمل عليها وإظهار إبداعهم فيها».

نموذج لوحة جدارية.