تكمن أهمية التراث في دوره ببناء المجتمع السوري، وتشكيل الهوية الوطنية التي يجب أن يشارك كل مواطن في صناعتها...

مدونة وطن "eSyria" التقت الدكتور "خلف الجراد" (عضو المجلس الوطني للإعلام)، بتاريخ 17 كانون الأول 2013، الذي تحدث عن الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام في حماية الهوية الوطنية؛ التي تعدّ مثل الذاكرة الجماعية للشعب، موضحاً أن تلك الحماية تحتاج إلى تنشيط دائم، وهنا يلعب الإعلام هذا الدور بالتنسيق مع باقي مؤسسات الدولة، ويقول: «يجب توظيف كل القوى الوطنية وعلى رأسها الإعلامية في مصلحة الحفاظ على هويتنا كذاكرة حضارية للشعب السوري التي تمتد لآلاف السنين، واليوم خلال الحرب على "سورية" نجد أن القوى الظلامية والتكفيرية تحاول تدمير هذه الذاكرة بكافة الوسائل، إما تدميراً مباشراً عن طريق نهب وسرقة الآثار ومحتويات المتاحف، أو عن طريق تحطيم تماثيل لبعض الشخصيات التاريخية المبدعة؛ التي تعتبر رموزاً مرتبطة بذاكرة الناس منذ القدم».

نحن بحاجة إلى برنامج متكامل نتعامل فيه مع هذه القضية المهمة التي يجب إشراك كل المواطنين فيها، ويجب ألا ننظر إلى الكنوز والآثار المنهوبة أو التي مازالت موجودة على أنها ملكية للمتاحف أو لوزارة الثقافة، إنما هي ملكية الشعب السوري كله، وهنا يجب على جميع الهيئات والوزارات المعنية أن تعمل على تعريف المواطنين بها وحمايتها

ويضيف: «يجب على الإعلام أن يقوم بتنبيه الشعب إلى أن الحرب على "سورية" هي الحرب على الذاكرة السورية، ويجب أن يكون للإعلام دور في التحريض من أجل معرفة هذه الذاكرة بشكل جيد من أجل توثيقها صوتاً وصورةً ووثائق، ومن أجل كشف ما يقوم به الآخرون تجاه ذاكرتنا وهويتنا الوطنية، بالمقابل يجب على أفراد الشعب أن يطلعوا على كل ما هو مرتبط بتراث بلدهم من خلال مساهمات الإعلام، وهنا لا أقصد الإعلام الرسمي، إنما الإعلام الوطني بكافة أشكاله ووسائله، بدفع الناس إلى الاطلاع على الذاكرة الجماعية المشتركة لـ"سورية"، التي هي التراث الحضاري لنا، ومن ثم المحافظة عليها إلى جانب دحض الادعاءات والأكاذيب التي تستهدف الوطن، وتسعى إلى جعل المواطن السوري بلا ذاكرة حضارية ولا هوية وطنية».

الدكتور خلف الجراد

أما الدكتورة "ناديا خوست" (كاتبة وأديبة)، فأشارت إلى أن الهوية السورية تتألف من عمارة ووثائق وطابع مدينة، وهذا يجب حمايته من خلال تفعيل دور الأحزاب والمجتمع المحلي، التي يجب أن تضع ضمن مبادئها الحماية والدفاع والحفاظ على التراث، وأن تكون صيانة الآثار بمستوى وطني عال، وأن يتم تعديل القانون للمساهمة في حمايتها، إلى جانب تفعيل ووضع المتاحف داخل البنية التربوية وتغيير المناهج الدراسية؛ لتتناسب مع المحافظة على تراث كل الحضارات التي مرّت على "سورية"».

وتقول: «نحن بحاجة إلى برنامج متكامل نتعامل فيه مع هذه القضية المهمة التي يجب إشراك كل المواطنين فيها، ويجب ألا ننظر إلى الكنوز والآثار المنهوبة أو التي مازالت موجودة على أنها ملكية للمتاحف أو لوزارة الثقافة، إنما هي ملكية الشعب السوري كله، وهنا يجب على جميع الهيئات والوزارات المعنية أن تعمل على تعريف المواطنين بها وحمايتها».

الدكتورة ناديا خوست

وفي نفس الإطار أشار الدكتور "نزار بني مرجة" (رئيس تحرير جريدة الأسبوع الأدبي) إلى أن للإعلام الدور الأهم بفتح المجال أمام المواطنين لبناء هويتهم الوطنية من خلال الاطلاع على الذاكرة الجمعية الثقافية التراثية، وخاصةً فيما يتعلق بالتاريخ والآثار وكل أنواع الفنون التي تعكس الحضارة السورية العريقة، والاستمرار في نقلها من جيل إلى آخر بالشكل الصحيح دون تزييف أو تزوير.

الدكتور نزار بني مرجة