ماذا يعني الاختلاف في الرأي؟ سؤال يطرحه المجتمع السوري، وهو يحمل معاني وتأويلات كثيرة، والإجابة عنه، تتضمن آراء النخب الثقافية والسياسية والاقتصادية، وفئات اجتماعية، تختلف مع بعضها، وتلتقي في الهدف.

الأستاذ الدكتور "حسين القاضي" وزير الصناعة الأسبق- أستاذ المحاسبة في جامعة "دمشق"، يقول لموقع eSyria: «إن عقد مؤتمر يمثل كافة الفئات المتنورة يقدم فائدة كبيرة في اقتراح مشروع لدستور حديث يتلاءم مع مطامح الشعب السوري، وإعادة الحياة النضالية الأولى لحزب البعث وجعله طرفاً من الأطراف واعترافه بكافة الأطراف الأخرى وقبوله بالرأي الآخر المعارض له واعتبار البرلمان هو المنبر الحقيقي للحوار السياسي والاقتصادي وإصدار القرارات الحاسمة».

إن عقد مؤتمر يمثل كافة الفئات المتنورة يقدم فائدة كبيرة في اقتراح مشروع لدستور حديث يتلاءم مع مطامح الشعب السوري، وإعادة الحياة النضالية الأولى لحزب البعث وجعله طرفاً من الأطراف واعترافه بكافة الأطراف الأخرى وقبوله بالرأي الآخر المعارض له واعتبار البرلمان هو المنبر الحقيقي للحوار السياسي والاقتصادي وإصدار القرارات الحاسمة

وتابع الدكتور "القاضي" بطرح الإصلاحات بقوله: «لعلنا نقول: "إن سورية تحتاج إلى بناء ما يزيد على مئة فندق من فنادق الدرجة الأولى لتشكل شبكة تنسق مع الخدمات السياحية الأخرى، أما الاستثمار فهو الرافعة التي تحمل الاقتصاد وتقدم فرص العمل وتبشر بالإنتاج والتصدير وهنا لابد من تأمل النافذة الواحدة التي تمثل شكلاً من دون مضمون، وليس من الصعب تحويل هذه النافذة الواحدة إلى حقيقة واقعية، تقدم للمستثمر مشاريع مدروسة جاهزة وتحدد الأرض التي تقوم عليها هذه المشاريع، مع وسائل الخدمات المختلفة مثل الكهرباء والماء والاتصالات، ما يجعله يبدأ بمشروعه مباشرة».

الاستاذ الدكتور حسين القاضي

وعن مقترح اقتصادي إجرائي أكد الدكتور "حسين القاضي" قائلاً: «إن تحويل شركات القطاع العام إلى شركات مساهمة تمتلكها الدولة وتحديث إدارتها عن طريق إدخال شركاء استراتيجيين، متقدمين تكنولوجياً يسهم في إصلاح هذا القطاع والسماح بتداول جزء من أسهمه في الأسواق المالية المحلية ما يلعب دوراً في تنشيط هذه الأسواق، وخلق منافسة إستراتيجية، ودعوة كافة المواطنين لزيارة السوق المالي وشراء الأسهم، في كافة الشركات المدرجة في هذا السوق ما يؤدي إلى تنشيط السوق المالي ورفع وتائر الاستثمار والنمو الاقتصادي».

ربما تختلف الآراء باختلاف الأفكار والتوجهات بين الاقتصاد والأدب نقف أمام رأيين يختلف كل منهما عن الآخر، فقد أوضح الشاعر والأديب "فرحان الخطيب" عضو اتحاد الكتاب العرب ذلك بقوله: «مجرد القول بأن هناك حواراً، هذا يعني أن طرفاً آخر موجود ويصغي إلي أو أصغي إليه، أي إننا نتبادل كما يقال في الأدب أطراف الحديث، أي كل واحد منا يأخذ بطرف، أصل إلى القول إن الحديث ليس لشخص واحد بل له جزء منه، وهذا يدلل على التشاركية فيما نحن بصدده، وقديماً قالت الأمثال السائرة "نظران أفضل من نظر" "ورأيان أفضل من رأي" فكيف إذا كانت الآراء كثيرة وأخذنا من كل رأي خلاصته بعد أن عملنا الغربلة فيه؟ لا يجتمع لدينا في هذه الحالة إلا خلاصة المقترحات، وخلاصة التجارب، وخلاصة النظريات التي تقدم للآخرين، هذا إذا بيتنا النية الطيبة، ووقفنا على أرض صلبة، وقررنا بيننا وبين أنفسنا أن ما يقوله الآخر لا يبغي منه سوى مصلحتي، وما أقوله لا يصب إلا في مصلحة الآخر، تفضلوا هنا، وانظروا معي كم يكون الإيثار مصدرا للسعادة والطمأنينة، ويجعل الكل في مجموع الأجزاء المتبقية، والجزء له في كل هذا الكل لأنه مشارك فيه، مسؤول عنه، حامل لتبعاته».

الشاعر فرحان الخطيب

وعن الحوار تابع الشاعر "الخطيب" بالقول: «الحوار في المدرسة ينتج معلماً أبوياً، وطالباً متعلماً باراً بأبيه، حوار الريح مع النبات ينتج الثمر، حوار الفلاح مع الأرض يجعل الأرض حقل سنابل، حوار النحات مع الصخر الأصم يمنحنا تماثيل خالدة، في سجل الفن، وتحت بصر الإنسان، وحوار الليل مع النهار يشكل ديمومة الحياة، الحوار ليس مفتوحاً على اللا شيء، والحوار ليس متاحاً في كل شيء، الحوار يحترمك، يحترم خصوصيتك، كما هو بالنسبة لي هو لك، ولكن المشترك، سقف الوطن، كلنا جداول تصب في مجرى هذا النهر العظيم، وكلنا روافد لتزدهر الضفاف من براعم حوارنا، وكلنا أغصان تعانق ضوء الشمس، ولكننا نحمل ثماراً مختلفة، لان لدينا أذواقاً مختلفة ويجب أن نطعم الجميع، وان يهنأ الجميع، والثمرة العلقم تسقط من تلقاء نفسها لأن لا أحد يلمها ويأكلها.. والشجرة الكالحة، تذوي من حالها، تشحب وتموت».

وتابع الأستاذ "فرحان الخطيب" بالقول: «الحوار لغة الانتماء، ولغة الإصلاح للوصول نحو الأفضل، ولكنه ليس بالتأكيد، لغة الإجرام، وسفك الدماء، وقتل الأبرياء، وحياكة المؤامرات، هذا ليس حوارا بل لغة هدم وتخريب لا تخدم إلا أعداء الوطن.. بهذا الاتجاه يمكن أن نطرح على طاولة الحوار المواضيع التي تهم الجميع، والتي تحقق الفرص المتكافئة للجميع، فالمواطنة الحقة هي ملك للجميع وعلى هذا نبني على الاختلاف، على التنافس، من أجل الوصول إلى نقطة الالتقاء في كل ما يمكن أن يحقق الذات الحرة التي تتمتع بانتمائها الوطني دون المذهبية والطائفية، المبنية على التعددية السياسية والفكرية، أظن بهذا نصل بالوطن إلى أعلى درجات الإبداع ضمن دائرة الانتماء، فابالحوار الحقيقي نشكل غابة من الفرح، غابة من الأنسنة الجميلة تحمل أطراف العلم كلنا، وتتحدث عنه كلنا، وننشد جميعاً.. سورية يا حبيبتي».

الدكتور حسين القاضي محاضراً