التراث والفلكلور والتاريخ مصطلحات تعاضدت ضمن مساحة حرة من الفكر مشكلة ثالوثاً مترابطاً، وعن ماهية الفلكلور في المنطقة وأصوله وأبعاده قدم الباحث "رمزي الصالح" محاضرة في مبنى "الهلال الأحمر العربي السوري"- فرع "دمشق" تحت عنوان "الفلكلور السوري" وذلك بتاريخ 24/11/2010.

افتتحت المحاضرة بفيلم قصير يتحدث عن أعمال المنظمة تتناول مواضيع الإسعاف الأولي ولمحة عن بعض مراكزها في سورية، إضافة إلى عرض لنشاطات محلية ودولية.

فالتراث حقيقة نعيشها وتعيش فينا وهو بالمحصلة تاريخ معاش، أما التاريخ فهو مروي ويحتمل الغيابية والواقعية والصح والخطاً

فريق eSyria التقى الباحث "رمزي الصالح" في نهاية محاضرته للحديث عن المقاربة بين التاريخ والتراث والفكر حيث قال: «التراث في حقيقته نتاج فكري لأجيال سابقة أفرزت رؤى وتأملات حول العالم والأكوان، وخاصة بالنسبة لشعبنا السوري القديم صاحب الحضارة الأولى باعتراف المؤرخين الغربيين، الذين يؤكدون أن الحضارة السورية هي حضارة ليست منقولة، وإنما أنتجت على الأرض وأفرزها فكر شعب في كل المجالات».

الباحث رمزي الصالح

وأضاف "الصالح": «فالتراث حقيقة نعيشها وتعيش فينا وهو بالمحصلة تاريخ معاش، أما التاريخ فهو مروي ويحتمل الغيابية والواقعية والصح والخطاً».

وقدم "الصالح" في محاضرته شرحاً عن مسائل الدراسة والبحث في الفلكلور السوري، مركزاً على عدة نقاط أساسية منها، تأكيد علماء الآثار والمؤرخين على أن الحضارة السورية هي الأم للحضارات البشرية، والتراث هو الخزان الحضاري الكبير الذي تركه أجدادنا السوريون، إضافة إلى إعادة ترتيب الحضارات بحيث تأخذ الحضارة السورية مكانتها كمعلمة للحضارة الإغريقية.

رداح شورى

كما تحدث عن اللغة كموروث تراثي عظيم ودورها في خلق ثقافة واحدة بعد أن بلغت الدراسات في مجال علم اللغة وفلسفتها أبعاد فيزيولوجية، وبين ضرورة إدراكنا كأمة لتاريخنا الحضاري ودوره في تأكيد هويتنا الوطنية وأصالة وحدتنا كشعب.

وأشار إلى أن الفلكلور حقيقة شعب ونتاج فكر ووحدة تأمل ورؤى على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، مؤكداً أهمية هذا التراث الحضاري في صياغة مشروعنا الحضاري والنهضوي في الدفاع عن وجودنا المعاصر واللحاق بركب التطور العلمي والتكنولوجي.

تخلل المحاضرة عرض لبعض الصور التي تتحدث عن أماكن قديمة إضافة إلى صور الآلهة القديمة مع شرح تفصيلي عنها.

وللحديث عن أهمية المحاضرة التي تضاف إلى محاضرات عديدة تم تقديمها ضمن خطة مدروسة من قبل المنظمة تحدثنا إلى "رداح شورى" رئيسة اللجنة الثقافية- عضو مجلس إدارة في منظمة "الهلال الأحمر"، حيث قالت: «تقدم اللجنة محاضرات تهدف إلى التوعية الصحية والاجتماعية والتربوية والثقافية لشرائح مختلفة من المجتمع للمشاركة في عملية التنمية».

وعن أهم المحاضرات التي سبق أن قدمت تابعت "شورى": «من ضمن المحاضرات الدورية التي سبق أن قدمناها كانت عن الجائحات الصحية والأمراض المستعصية والتوحد وعن الأسرة والطفل، إضافة إلى محاضرة عن ضرورة تفعيل دور المرأة في المجتمع، ومحاضرات الكوارث الطبيعية وكوارث الحروب».

ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري هي منظمة إنسانية تطوعية مستقلة ذات نفع عام، لها شخصيتها الاعتبارية، رئيسها الأعلى سيادة رئيس الجمهورية العربية السورية. مقرها الرئيسي في دمشق ولها أربعة عشر فرعاً في كافة المحافظات، إضافةً إلى أكثر من 80 شعبة في كافة المناطق والأرياف التابعة لفروع المنظمة. تساعد الناس في الأزمات في أي مكان وزمان، وتمكَنهم من التحضير والاستجابة والتعافي من الكوارث التي يمكن أن تحيق بهم عبر: الاستعداد للدعم الطبي في زمن السلم والكوارث، وتخزين مواد الطوارئ ومعدات الايواء وتوفير المواد الإغاثية لضحايا الكوارث والتدريب على الإسعاف وتقديم خدمات الإسعاف الأولي ونشر المبادئ الاساسية للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، والقانون الدولي الإنساني.