تابعت ندوة "دور المعلوماتية في دعم الإدارة العلمية والتقانية" التي تقيمها "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" في قاعة "رضا سعيد" إلقاء محاضراتها بوجود أساتذة ومختصين بمجال البحث العملي والمعلوماتية والاتصالات.

موقع "eSyria" بتاريخ 13/10/2010 وخلال حضوره الجلسة الأولى والثانية من اليوم الأول لندوة "دور المعلوماتية في دعم الإدارة العلمية والتقانية" رصد لكم المحاضرات التي تحدثت عن محاور عدة في مجال المعلوماتية والبحث العلمي، وهنا ألقى الدكتور "محمد بشير المنجد" محاضرة تتحدث عن أولويات البحث العلمي في قطاع المعلوماتية والاتصالات، عنها يقول: «من الضروري التمييز بين الحاجة لتطوير القدرات في قطاع المعلوماتية والاتصالات والحاجة للقيام ببحوث في هذا القطاع، إضافة إلى التركيز على البحث العملي التطبيقي والتطوير، وتركز المحاضرة على الأسس العامة لتحديد أولويات البحث العلمي دون الدخول في تحديد هذه الأولويات لسورية، كما أنيطت مهمة تحديد الأولويات بهيئة البحث العلمي وشكلت الهيئة لجنة خاصة مهمتها تحديد هذه الأولويات».

يحقق هذا الشيء من خلال عمل جماعي يقودة فريق عمل، مشاركة أصحاب المنفعة في القطاع، توفير آليات للحصول على تغذية راجعة من الجهات الفاعلة وأصحاب المنفعة واستخدام استبيانات ووسائل تحليل البيانات

يتابع الدكتور "بشير" شارحاً المعنى من أولويات البحث العلمي: «إن المقصود بأولويات البحث العلمي في قطاع ما هو قائمة مختارة ومرتبة من مواضيع "محاور" البحث العلمي والتطوير، يجري تحديدها وفقاً لمجموعة من المعايير بغية تحقيق أهداف محددة ترتبط بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدولة، وتحقيق احتياجات استراتيجية وتعظيم نتائج الاستثمارات على التنمية، وترتبط أولويات البحث العلمي بخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة، وبالواقع الاقتصادي والاجتماعي للدول وبالموارد المادية والبشرية المتاحة».

دكتور إياد

كما تحدث الدكتور "بشير" عن العوامل التي تؤثر في تحديد أولويات البحث العلمي، مثل الاحتياجات الوطنية الاستراتيجية والدفاعية، وتوافر البنى التحتية اللازمة، وعن آليات تحديد البحث العلمي قال: «يحقق هذا الشيء من خلال عمل جماعي يقودة فريق عمل، مشاركة أصحاب المنفعة في القطاع، توفير آليات للحصول على تغذية راجعة من الجهات الفاعلة وأصحاب المنفعة واستخدام استبيانات ووسائل تحليل البيانات».

أما عن الخطوات المقترحة لتحديد أولويات البحث العلمي والتطوير لقطاع المعلوماتية والاتصالات في سورية فيقول الدكتور "بشير": «يجب تحديد قائمة أولية من الأولويات يمكن استقاء عناصرها من أولويات الدول المشابهة اجتماعياً واقتصادياً، ووضع استبيان يوجه إلى مجموعة منتقاة من المتخصصين العاملين في سورية في مجال التطوير والبحث العلمي في قطاع تقانة المعلومات والاتصالات يتضمن قائمة الأولويات الأولية، والطلب إلى من يستلهم الاستبيان ترتيب مواضيع التطوير والبحث العلمية وفق رأيهم للحصول على تغذية راجعة من القطاع، وأخيراً تحليل النتائج وتحديد القائمة النهائية للأولويات على ضوء توجهات الدولة والموارد المتاحة والمخصصة».

نبال إدلبي

الدكتور "منصور فرح" قال: «إن البحوث التعاونية باستخدام الشبكات الحديثة Web2.0 تغطي ناحية من نواحي تحسين إدارة العملية البحثية على المستوى العلمي والتكنولوجي، فاليوم المشاريع والبحوث أصبحت متشعّبة، ودون تعاون بين المؤسسات والباحثين لا يمكن إنجاز العمل المطلوب في الوقت المناسب، وأهمية محاضرتي تأتي من إلقاء الضوء على كيفية استخدام الأدوات الحديثة للانترنت على نطاق واسع في العمل البحثي التعاوني بين أشخاص باحثين ومؤسسات مختلفة متوزعة جغرافياً وأحياناً بالزمن والدول المختلفة».

أما الدكتور "إياد سيد درويش" المدير العلمي في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية ومنسق الندوة، فيقول عن محاضرته: «محاضرتي تأتي ضمن سياق أن يكون هناك مشاريع بحثية تعاونية بين عدة جهات لنصل إلى نتائج بشكل أفضل وأسرع، وليكون لها تطبيقات عملية من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، فمثلاً المشاريع التعاون التي تبناها الاتحاد الأوروبي منذ نهاية القرن العشرين وحتى الآن، والذي أصبح معروفاً اليوم بالبرنامج الإطاري السابع، فهو برنامج لتمويل مشاريع البحث والتطوير المشتركة، ذلك ضمن أولويات محددة من الاتحاد الأوروبي وموجهة بشكل أساسي لمراكز البحوث الأوروبية ومفتوحة لمشاركة دول من خارج أوروبا بما فيها الدول العربية والبحر المتوسط ومنها سورية».

محمد بشير المنجد

يتابع: «اليوم عرضت هذا البرنامج الإطاري من خلال تقسيماته، شروطه وميزنيته التي تقدر بـ50 مليون يورو، كما أنني أخذت بعض الأمثلة التي تهتم بتشبيك الباحثين في مجال المعلوماتية والاتصالات في دول البحر المتوسط، وإنشاء شبكات بحثية عابرة للدول والقارات».

الدكتورة "بتول دياب" عرضت محاضرتها بعنوان برنامج تطوير قطاع التعليم العالي حيث تحدثت فيها عن عناوين عدة منها برنامج تطوير قطاع التعليم العالي (UHES)، نظام إدارة المعلومات في قطاع التعليم العالي (HEMIS) نظام حاسوبي أو أكثر.

عن الأهداف الرئيسية لبرنامج تطوير قطاع التعليم العالي تقول: «في السياق الاقتصادي العام تسريع نمو الاقتصاد عن طريق تحسين الإنتاجية والقدرة على الابتكار، أما الهدف العام، دعم الحكومة السورية في تطوير قاعدة للموارد البشرية، في حين أن هدف الدعم التقني دعم وإصلاح نظام التعليم العالي السوري من أجل تمكينه من الاستجابة بكفاءة وفعالية أكبر لاحتياجات الاقتصاد، النتائج المرجوة، تحسين حوكمة القطاع، إنشاء نظام للجودة والربط مع سوق العمل».

"دور المنظمات الدولية في تطوير استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة العربية" كان عنوان محاضرة الدكتورة "نبال إدلبي" رئيسة قسم تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في "الإسكوا": «هناك أهداف أساسية لذلك منها التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهي تقليص الفجوة الرقمية بين المنطقة العربية والمناطق الأخرى في العالم، تطوير مجتمع المعلومات والتحول التدريجي نحو مجتمع معرفي، زيادة فرص العمل وتقليص الفقر بالاعتماد على تقنيات الاتصالات والمعلوماتية ICT، تعزيز التعاون والتكامل الإقليمي، تحقيق الأهداف والمقاصد الإنمائية المتفق عليها دولياً، مقررات القمة العالمية لمجتمع المعلومات WSIS، الأهداف الإنمائية للألفية MDGs، أما الأدوار الأساسية للمنظمات الدولية فهي دعم الحكومات في تسخير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لأغراض التنمية الاقتصادية والاجتماعية، تعزيز التعاون وتفعيل الشراكات بين أصحاب المصلحة المختلفين (مؤسسات حكومية- جامعات- قطاع خاص- ومنظمات غير حكومية) لبناء مجتمع المعرفة، تنسيق الجهود على المستوى الإقليمي في مواضيع هامة لتحسين استثمار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة العربية، التوعية حول التوجهات الحديثة والممارسات الجديدة التي تساهم في دعم استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية، وتقديم الدعم المالي لمشاريع استراتيجية ذات بعد وطني أو إقليمي».

عن الأدوار التنفيذية للمنظمات الدولية تقول: «هو تقديم استشارات فنية وتقنية لأصحاب القرار في مواضيع متخصصة تتلاءم مع الاحتياجات المحلية، تقييم وضع مجتمع المعلومات دورياً بهدف المساهمة بتحديث السياسات وتحديد الاحتياجات والأولويات، الاطلاع على تجارب والممارسات الناجحة في العالم بهدف نقلها إلى المنطقة العربية، القيام بدراسات وإعداد إرشادات توجيهية في المواضيع ذات الأولوية للمنطقة، بناء قدرات العاملين والمساهمين باتخاذ القرار على استخدام أفضل للتكنولوجيا في عملية التنمية».

نهاية محاضرة الدكتورة "نبال إدلبي" كانت عن الخلاصة، فتقول: «إن للمنظمات الدولية عينين، عيناً تراقب ما يجري عالمياً، وأخرى تراقب ما يجري إقليمياً في المنطقة العربية، ودورها تطوير استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بهدف التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما يتلاءم مع احتياجات المنطقة العربية، ومع الأخذ بالاعتبار التجارب والممارسات العالمية الناجحة وخاصة في الدول المشابهة اجتماعياً وتنموياً للدول العربية».