إن التاريخ لا يكرر نفسه، إلا أنه يقدم نسخاً جديدة.. هذه الكلمات هي تعليق أحد الخبراء الاقتصاديين على الأزمة العالمية التي تعصف بدول العالم.

وفي حوارنا مع الدكتور "قدري جميل" المحلل الاقتصادي على هامش ندوته يوم الاثنين 26/1/2009 في منتدى "دمشق" الاجتماعي قال عن الأزمة المالية وتأثيراتها المحتملة: «أعتقد أن الأزمة المالية لم تبدأ بعد بالنسبة إلى الكثير من دول العالم النامية وهي ليست كما يعتقد البعض بأنها انتهت دون أن نتأثر بها، والأزمة في مرحلتها الأولى حملت الطابع المالي وهذا حال دون تأثر الاقتصاد السوري بنتائجها لعدم ارتباطه بأسواق المال العالمية، إلا أن تحولها إلى أزمة اقتصادية ينذر بانعكاسات خطيرة تمس قطاعات الإنتاج المختلفة في الدول النامية».

أعتقد أن الأزمة المالية لم تبدأ بعد بالنسبة إلى الكثير من دول العالم النامية وهي ليست كما يعتقد البعض بأنها انتهت دون أن نتأثر بها، والأزمة في مرحلتها الأولى حملت الطابع المالي وهذا حال دون تأثر الاقتصاد السوري بنتائجها لعدم ارتباطه بأسواق المال العالمية، إلا أن تحولها إلى أزمة اقتصادية ينذر بانعكاسات خطيرة تمس قطاعات الإنتاج المختلفة في الدول النامية

ورغم أن د."جميل" لم يقترح موضوع الندوة "الأزمة المالية الجذور والآفاق والانعكاسات"، حيث أوضح لنا أن القائمين على منتدى "دمشق" الاجتماعي طلبوا منه تقديم وجهة نظره في الأزمة المالية بعد المداخلة التي قدمها في ندوة شارك فيها "منير الحمش" و"نبيل سكر".

د.قدري جميل

ومن وجهة نظره يرى د.جميل" أن القطاع الزراعي والصناعي في سورية سيتأثران بالأزمة المالية في حال عدم اتخاذ إجراءات فورية يقول: «سيكون القطاع الزراعي والصناعي وقطاعات الإنتاج الحقيقي في مهب العاصفة المالية التي تتجه نحو الدول النامية، وهذا له انعكاسات خطيرة، وهنا نحتاج إلى توجيه كافة الموارد والاستثمارات نحو هذه القطاعات للتخفيف من آثار الأزمة، وعلى الحكومة السورية وضع خطة استثمارية مناسبة توقف الهدر الحاصل على المصارف والسياحة والتأمين والعقارات والتي ستكون غير قادرة على مواجهة تبعات الأزمة».

ويذكر هنا أن الأزمة المالية بدأت بأزمة للرهن العقاري في الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية حيث تشير الدراسات إلى أن حجم العقارات في الولايات المتحدة منذ نشوئها يبلغ 50 تريليون دولار.. فيما أعطت البنوك تسهيلات للمقترضين العقاريين حتى بلغت قيمتها 150 تريليون دولار وهنا كانت الشرارة الأولى لاندلاع الأزمة.

جانب من الحضور

وتطرق د.جميل" في محاضرته إلى الأسباب المباشرة وغير المباشرة للأزمة المالية والتي يرى أن أسبابها غير المباشرة محاولة الإعلام الغربي إخفاءها عن العالم، ومنها دور المجتمع الصناعي العسكري واعتماد الدولار كعملة عالمية وحجم كتلة النقد المتداولة في العالم.

وعن المخرج من الأزمة الحالية يقول لنا د."جميل": «أعتقد أنه ليس هناك مخرج اقتصادي لهذه الأزمة وإنما الطريق الوحيد هو السياسة والحرب.. وسبق للرأسمالية العالمية أن تعرضت لأزمات مشابهة قبل الحرب العالمية الأولى وخرج منها هذا النظام بحرب حصدت 15 مليون ضحية، وأشعلت أزمة 1929 الحرب العالمية الثانية وتبعاتها وحصدت 55 مليون ضحية، والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم ما هو الثمن الذي على العالم أن يدفعه للخروج من الأزمة الحالية».

متحدثا في المحاضرة

وأشار د."جميل" إلى أن الدول الوحيدة التي لن تتأثر بالأزمة وتبعاتها هي "كوريا الشمالية وكوبا" بسبب الحصار الأمريكي المفروض عليها منذ عقود.