تحوي سورية على 468 مركزاً ثقافياً يتوزعون على مختلف محافظاتها ومدنها، ولكل مركز من هذه المراكز أنشطة شهرية خاصة بها، متمثلة في الأمسيات الشعرية والموسيقية، والمحاضرات والندوات، بالإضافة إلى إقامة كافة أنواع المعارض الفنية والأدبية.

وللتعرف على سير عمل مديريات الثقافة في المحافظات موقع eSyria بتاريخ 21/12/2008، التقى السيد "مجيب السوسي" مدير المراكز الثقافية في سورية، والذي قال: «تشرف مديريات الثقافة في المحافظات على حُسن سير العمل في المراكز الثقافية ومعاهد الثقافة الشعبية ومراكز الفنون التشكيلية والتطبيقية القائمة في كل محافظة، وتتابع تنفيذ خطة العمل السنوية التي تصدرها وزارة الثقافة من خلال تقديم الاقتراحات الخاصة بتطوير العمل بالمرافق الثقافية المرتبطة بها، وتتولى التنسيق بين المراكز في المحافظة بالاستفادة من المحاضرين القادمين من خارج المحافظة، وهي تشارك مع الجهات المختصة في دراسة مقترحات إحداث المراكز الثقافية الجديدة ومناقشة الاعتمادات المرصودة في مشاريع ميزانيات المراكز وتتابع آلية تنفيذها ونقدم التقارير الدورية بشأنها، وتقوم هذه المديريات بتعزيز التعاون والتنسيق مع الجهات الرسمية والشعبية المعنية بالأمور الثقافية للنهوض بالمستوى الثقافي، وتتولى كافة المراسلات التي ترسل إلى الوزارة من جميع المراكز الثقافية في المحافظة».

فيما يخص المراكز الثقافية فهي خاضعة لقانون الإدارة المحلية وتعتبر جهاز من أجهزتها، حيث تقوم وزارة الإدارة المحلية على تأمين أبنيتها ورفدها بالأثاث ورصد ميزانيتها الاستثمارية والجارية في كل عام، أما وزارة الثقافة فتقوم بالإشراف الإداري والفني، وتعزيز نشر الثقافة العربية ودعمها وتطويرها

ثم قال: «المراكز الثقافية في سورية منتشرة في أغلب مناطق القطر، وهي نافذة مهمة وفاعلة ومستقطبة لكل الآراء الفكرية والأدبية والشعبية والجماهيرية من خلال منابرها وصالاتها، التي تحتضن الحوار البناء، وتقدم الفكر النيّر والأدب الواسع في حراك يومي على مدار العام، لذلك نحن نطمح إلى الأفضل فكرياً وثقافياً، ولكنني أستطيع القول أن الأنشطة الثقافية في سورية لا تنام البتة فهي مشاعل يومية دائمة الحركة والاتساع وليست موسمية كما يحدث في أغلب عواصم العالم العربي، ومن هنا فإننا نثق أن مراكزنا الثقافية تتقدم بشكل جاد بطاقات ثقافية تواكب تسارع العصر، وهذا يعني أن المشهد الثقافي في سورية حيوي وجاد فقد كان عام 2008 عاماً متفوقاً ومترفاً في كل مناحيه وحقوله الثقافية، قدمت "دمشق" فيه حقيقة عاصمة الثقافة العربية وبرزت في حراكها الثقافي المتميز والذي استقطب اهتمام العواصم العربية جميعها واستقطب أيضاً كل فعاليات تلك العواصم على أرضها بحيث استحقت بجدارة أن تكون عاصمة الثقافة العربية الدائمة، "دمشق" التي استقبلت خلال الأسابيع الثقافية العربية على أرضها وفي منشآتها الثقافية الإخوة العرب من مفكرين، وأدباء، وفنانين، ومسرحيين وغير ذلك، كانت محط أنظار العرب والعالم في هذا التنسيق والحراك المتنوع، ونحن نرى أن المستقبل الثقافي في سورية هو مستقبل لكل العرب في بناء الجبهة الثقافية التي تستند إلى إبراز حضارة الأمة وتاريخها والعمل على استمرار هذه الحضارة وروافدها بالفكر القومي الهادف إلى توسيع ساحتها الحضارية بين جميع الأمم».

الاستاذ "مجيب السوسي"

وعن مسألة التداخل والتشابك بين وزارتي الثقافة والإدارة المحلية قال: «فيما يخص المراكز الثقافية فهي خاضعة لقانون الإدارة المحلية وتعتبر جهاز من أجهزتها، حيث تقوم وزارة الإدارة المحلية على تأمين أبنيتها ورفدها بالأثاث ورصد ميزانيتها الاستثمارية والجارية في كل عام، أما وزارة الثقافة فتقوم بالإشراف الإداري والفني، وتعزيز نشر الثقافة العربية ودعمها وتطويرها».

وعن الطموحات للأعوام القادمة قال: «لا تقف الثقافة عند حدود نسبية، صحيح أن "دمشق" عاصمة الثقافة العربية للعام 2008 قد بلغت ذروتها لكنها ستبقى عاصمة للثقافة العربية الأبدية من حيث أهميتها وثقلها وعطائها، ومن هنا فإن "دمشق" ستظل متوهجة وسباقة وفاعلة، وهي إذ تسلم الرسالة إلى "القدس" العربية لتصبح عاصمة للثقافة العربية للعام 2009، فإنها ستكون أكثر أداء وحراكاً وعطاء في سبيل تعزيز ثقافة الأمة واستمرارها».

المركز الثقافي العربي في أبو رمانة

ثم ختم بقوله: «كل عملنا يخضع للتقييم، كنا نقوم بالإشراف الدائم على مراكزنا الثقافية متوخيّن تقديم الأفضل وحريصين على التطوير في أداء والعمل، ولا نستغني عن الطموح في تقديم الوجه الأكثر بياضأ وتألقاً، أما فيما يتعلق باختيار المثقف والمادة التي ستقدم عبر المراكز الثقافية، نحرص على الاختيار المفيد والهام، ولا نهمل في ذات الوقت المواهب الجديدة والأصيلة».