الحضارة العربية والاسلامية ساهمت في تطور وبناء الحضارة الانسانية من خلال ما قدمه علماؤها ومفكروها من إنجازات واختراعات غير بعضها وجه العالم إلى الأبد، ولمعرفة أوسع عن المساهمات العربية في الهندسة والطب والعلوم،

توجهنا إلى الخبراء المشاركين في الندوة العالمية التاسعة في "دمشق" يوم الأربعاء 29/10/2008 وكانت لنا الحوارات التالية: الهندسة المعمارية وقفتنا الأولى في حوار مع د."بديع العابد" لنعرف أثر فنون الهندسة المعمارية العربية على الحضارات العالمية "التأثر والتأثير" يقول د."العابد": «حالياً نحن متأثرون ولسنا مؤثرين لأسباب مختلفة لسنا في معرض أسهابها، إلا أن أبرزها حالة الجهل التي وقعنا فيها حيث أننا نعجز عن إحياء ما لدينا من علوم ومعارف في منهاجنا التدريسية، وهذا يتطلب إعادة تأهيل كوادرنا التدريسية على جميع المستويات وتهيئتهم لاستيعاب منجزاتنا الحضارية والثقافية حتى يعاد توظيفها لتربية جيل من المثقفين الشباب الملمين بعلوم ومعارف أمتهم، الهندسة المعمارية وهو اختصاصي الأكاديمي –يتابع "العابد"- فإن ما أنجزه العلماء والمهندسون العرب يتفوق بمئات المرات على ما أنجزته الحضارة الغربية مجتمعة وذلك عبر جملة من الأشكال والأنواع الهندسية المختلفة منها: "المفاهيم الخصوصية والوقائية، رسم المنظور، نقاط التلاشي وغيرها الكثير، ورغم أنها ابتداع عربي خالص، ولكن مع الأسف فلا طلابنا ولا أساتذتهم مدركون لها وحين يخرجون إلى الحياة العملية وهم جاهلون لها يروجون لكل ما هو غربي».

تأثير الحضارة العربية في مختلف المجالات على الحضارة الإنسانية ليس معرضاً للتشكيك والإنكار فالمساهمة الحضارية العربية واضحة جلية في كل العصور والأزمنة، والمؤلفات العلمية العربية هي التي أضاءت عصور الظلام التي كانت ترقد فيها الحضارة الغربية، ومن أبرز ما وصل إليهم من المؤلفات العربية وساهم في نهضتهم في المجال الطبي كتاب "التصويب لمن عجز عن التأليف" لصاحبه "أبو قاسم الزهراوي"، وخاصة ما يتعلق بالمقالة الثلاثين منه والتي تناولت العمل باليد أو القسم الجراحي فكل كتب الجراحة الغربية تشير إلى عمل "الزهراوي"، حتى أن "شولياك" الفرنسي وهو من أشهر أطباء الجراحة ذكر "الزهراوي" في كتابه أكثر من /200/ مرة، وهذا دليل قطعي للمساهمة العربية في إغناء الحضارة الإنسانية بمجالات كثيرة في القانون والعلوم والكيمياء...

أما الانجازات الطبية العربية وأثرها في الحضارة الإنسانية، أوضحها وشرح بعضاً منها د."خالد حربي" رئيس شعبة المخطوطات وتاريخ العلوم في جامعة الإسكندرية "مصر"، يقول: «أجري حالياً بحثاً في منهج تحقيق "الحاوي في الطب" لمؤلفه "أبو بكر الرازي" وأثره في تاريخ الطب الإنساني، وموسوعة "الرازي" في الطب معروفة أنها أول وأضخم موسوعة طبية في تاريخ الإنسانية جمع فيها "الرازي" كل الخبرة الإكلينيكية التي عرفها من مرضاه ومن نزلاء البيمارستان وكان هذا فتحاً جديداً في تاريخ تعليم الطب وعلومه المختلفة، ويعد "الحاوي" أكبر كتاب عربي وصل إلينا كاملاً وهو مازال غنياً بالمعلومات التي لم يسبر غورها ولم تدرس بدقة وتفصيل لكثرة ما تضمنه من النظريات والأمراض وأسماء الأدوية وتصنيفاتها، وأسماء الأطباء من العرب وغير العرب الذين أخذ من مؤلفاتهم ووضع في كتاب "الحاوي"، واشتهر "الرازي" – يتابع "حربي"- بذكر الكثير من الحالات السريرية زادت عن /100/ حالة فهو موسوعة طبية في كافة الأمراض المعروفة في تلك الفترة، كما أنه ضمن كتاب "الحاوي" وجهة النظر "الفارسية، الهندية، اليونانية، والعربية الإسلامية"، لكل مرض من الأمراض ثم يعبر عن رأيه الشخصي ولذلك اعتبر الحاوي من الكتابات الهامة التي أثرت تأثيراً جذرياً في الحضارات الإنسانية جمعاء، وينظر إليه أنه أعظم كتب الطب قاطبة حتى نهاية العصور الحديثة».

د.بديع العابد

ومع الطب دائماً ولكن هذه المرة محدثنا من سورية الدكتور "ياسر زكور"، الذي شرح لنا بعض الأثر العربي الطبي في الحضارة الغربية: «تأثير الحضارة العربية في مختلف المجالات على الحضارة الإنسانية ليس معرضاً للتشكيك والإنكار فالمساهمة الحضارية العربية واضحة جلية في كل العصور والأزمنة، والمؤلفات العلمية العربية هي التي أضاءت عصور الظلام التي كانت ترقد فيها الحضارة الغربية، ومن أبرز ما وصل إليهم من المؤلفات العربية وساهم في نهضتهم في المجال الطبي كتاب "التصويب لمن عجز عن التأليف" لصاحبه "أبو قاسم الزهراوي"، وخاصة ما يتعلق بالمقالة الثلاثين منه والتي تناولت العمل باليد أو القسم الجراحي فكل كتب الجراحة الغربية تشير إلى عمل "الزهراوي"، حتى أن "شولياك" الفرنسي وهو من أشهر أطباء الجراحة ذكر "الزهراوي" في كتابه أكثر من /200/ مرة، وهذا دليل قطعي للمساهمة العربية في إغناء الحضارة الإنسانية بمجالات كثيرة في القانون والعلوم والكيمياء...».

يذكر أن الندوة التي تقام ضمن احتفالية "دمشق" عاصمة للثقافة العربية /2008/ يشارك فيها أكثر من /60/ باحثاً من دول عربية وأجنبية وهي "الأردن والعراق وليبيا والكويت ومصر والسعودية والجزائر ولبنان والمغرب وسورية" إضافة إلى "ايطاليا وانكلترا واسبانيا واليونان وإيران وروسيا"».

د.خالد حربي
د.ياسر زكور