عطفاً على الحيوانات وإيماناً بحقها في الحياة والسلام، وإصراراً على تغيير المفاهيم الخاطئة السائدة في المجتمع تجاهها، كانت بداية عمل فريق "شباب وصبايا سورية لإنقاذ الحيوانات"، والذي انطلق بمبادرة فردية، وتوسع ليشمل نشاطه الإنساني الخلّاق أغلب المحافظات السورية .

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 10 كانون الثاني 2020 "باسل نحاس" مؤسس الفريق ليحدثنا عن فكرة التأسيس والهدف منه حيث قال: «أنا خريج إدارة أعمال، ولدت ضمن عائلة تتعاطف مع الحيوانات وتحبها، ونشأت على ذات الطبع منذ طفولتي. أما بالنسبة لموضوع إنقاذ ومساعدة الحيوانات فقد بدأت هذا النشاط بشكل فردي، واقتصر الأمر في بدايته على مساعدة من عائلتي وبعض أصدقائي، ومع مرور الوقت ازداد انتشار الأمراض بالنسبة لهذه الحيوانات والإصابات التي تلحق بها بسبب إهمالها بشكل كبير، والتي لها الحق في الحياة والسلام مثلها مثل الإنسان تماماً، فضلاً عن حالات التعنيف التي بدأت تزداد بشكل ملحوظ ولا سيّما خلال فترة الأزمة التي تعرضت لها "سورية"، وكان لا بدّ من توسيع النشاط، ودعوة المهتمين للمشاركة في هذا العمل الإنساني، ومن هنا ولدت فكرة الفريق، حيث أسست مجموعة على موقع "فيسبوك" ودعيت إليها كل المهتمين بالحيوانات، وبدأ انتشارنا يكبر ليصل إلى كل المحافظات السورية، ومع مرور الوقت بدأ الفريق يكبر وتزداد الخبرة لديه، وبدأ العمل يكبر بشكل فعلي على أرض الواقع، وأعمالنا جميعها موثقة بالصور والفيديو والجداول للحالات التي نعمل على إسعافها أو إنقاذها، فضلاً على أننا نتابع الحالة حتى بعد قيامنا بالإنقاذ، أما بالحديث عن الحاجة لهكذا فريق فترجع إلى عدة أسباب لعل أهمها عملية التوعية والتعريف بحقيقة هذه الكائنات وتغيير ما زرع في نفوس الأطفال قبل الكبار من مفاهيم خاطئة حولها. وثانياً للحد من انتشار الأمراض والحفاظ على الدورة البيولوجية للبيئة، وثالثاً لتعميق مفهوم وممارسات الإنسانية لدى الأطفال الذين تأثروا بالحرب وتبعاتها والتي خلفت لديهم نوعاً من العدوانية خاصةً تجاه الحيوانات، ونحاول من خلال فريقنا نشر التوعية لتغيير هذه العادات».

الفريق عبارة عن مجموعة من الشباب والشابات الذين شعروا بأن عليهم أن يساهموا بشكل أو بآخر في تخفيف الألم الذي تعاني منه الحيوانات، وذلك بإمكانيات بسيطة جداً ودون أي دعم مادي، خاصةً وأن شعور الألم والبرد والجوع والأمومة الذي يشعر به الإنسان هو ذاته الذي تشعر به هذه الكائنات، أما عن الحالات التي نستقبلها من أعضاء الفريق أغلبها تكون لحيوانات تعرضوا لحوادث سير أو أصيبوا بأحد الأمراض الفيروسية، حيث يتم إسعافهم وعلاجهم بالشكل المطلوب من قبلي أو من قبل بقية أطباء الفريق، وهذا ما أعتبره واجبي كإنسان أولاً وطبيب ثانياً، وهذا ما يجب علينا كلنا أن نحاول القيام به لنؤدي رسالتنا الإنسانية بأمانة وإخلاص

ويكمل "نحاس" في حديثه عن ماهية الفريق وعن آلية عمله، فقال: «فريقنا يتضمن فئات عمرية واجتماعية مختلفة بين شباب وشابات من بينهم فنانين وممثلين ومن مختلف المهن، وكذلك طلاب جامعات من جميع المحافظات، حيث جمعتنا الإنسانية أولاً في هذا الفريق لنكون يداً واحدة في عملية إنقاذ ورعاية الحيوانات. أما عن آلية عملنا فنحن نتابع الحالات المرضية المنتشرة، وكذلك الحالات التي تتعرض لحوادث والحالات المعنفة أو العالقة في أماكن خطرة، كذلك الرضّع الأيتام وغير ذلك من الحالات، حيث يتم إنقاذ الحيوان وتقديم الإسعافات الأولية له، ومن ثم نقله للطبيب البيطري الذي يتعاون مع الفريق، ومن بعدها يحدد الطبيب إذا ما كان الحيوان بحاجة ملجأ في حالات الشلل والعمى وبعض الحالات الصعبة، أما في حال كان الحيوان بحاجة علاج بسيط فنقدم له العلاج اللازم، ونعيده إلى المكان المناسب له، أو يتم عرضه للتبني.

إحدى الحالات التي تم إنقاذها

وبالحديث عن جزئية التبرعات ففريقنا لا يتكلف إلا بموضوع النقل وبتكاليف بسيطة يحتاجها الإسعاف الأولي، وفعلياً نحن لسنا بحاجة تبرعات ولا نستهدف الربح المادي مقابل عملنا، فهدفنا إنساني بحت وليس مادي، والأطباء الذين يتعاونون معنا يقدمون خدماتهم ويعملون على تقديم الأدوية واللقاحات اللازمة للحالات التي ننقلها لهم مجاناً ومن باب إنساني ولتحقيق الغاية نفسها، وأستطيع القول إننا مستمرون بتقديم كل ما نستطيع تقديمه لتعزيز ثقافة الرفق بالحيوان ومنع تعنيفه وإلحاق الأذى به».

"صالح عزو" طبيب بيطري متطوع لمساعدة الفريق في الإنقاذ، قال: «الفريق عبارة عن مجموعة من الشباب والشابات الذين شعروا بأن عليهم أن يساهموا بشكل أو بآخر في تخفيف الألم الذي تعاني منه الحيوانات، وذلك بإمكانيات بسيطة جداً ودون أي دعم مادي، خاصةً وأن شعور الألم والبرد والجوع والأمومة الذي يشعر به الإنسان هو ذاته الذي تشعر به هذه الكائنات، أما عن الحالات التي نستقبلها من أعضاء الفريق أغلبها تكون لحيوانات تعرضوا لحوادث سير أو أصيبوا بأحد الأمراض الفيروسية، حيث يتم إسعافهم وعلاجهم بالشكل المطلوب من قبلي أو من قبل بقية أطباء الفريق، وهذا ما أعتبره واجبي كإنسان أولاً وطبيب ثانياً، وهذا ما يجب علينا كلنا أن نحاول القيام به لنؤدي رسالتنا الإنسانية بأمانة وإخلاص».

من الحالات أيضاً

"أريج أشمر" عضو في الفريق، قالت: «كنت أعمل في مجال الإنقاذ بشكل فردي قبل أن أنضم إلى الفريق، حيث كنت أقوم بإنقاذ الحالات التي أصادفها في منطقة "ركن الدين"، وأؤمّن لها الطعام وبقية المستلزمات، وبعد ذلك تعرفت إلى الفريق من خلال "الفيسبوك"، وانضممت إليه وأصبحنا نتعاون في موضوع الإنقاذ، وأسسنا فريقاً صغيراً في منطقة "ركن الدين"، حيث نعمل معاً حسب وقت كلّ فرد، وبالتنسيق مع "باسل" الذي يعمل على تقديم المساعدة لنا، وتأمين المكان المناسب للكثير من الحالات التي يتم إنقاذها، وبالنهاية فالهدف من هذه المبادرة إنساني بالدرجة الأولى حيث استطعنا تحقيق تقديم الرعاية والإسعاف لمئات الحالات في كافة المحافظات، كما استطعنا تحقيق الغاية الأسمى وهي زيادة الوعي للعناية بهذه الكائنات، وعدم تعنيفها وتغيير النظرة الاجتماعية للعديد من فئات المجتمع بمختلف فئاتهم العمرية، ولا سيّما فئة الأطفال التي تحتاج إلى مثل هذا النوع من التوعية لكي تتعامل مع الحيوانات بشكل إنساني منذ الصغر، وتكبر معها هذه العادة».

يذكر أنّ "باسل نحاس" من مواليد "دمشق" عام 1990.

الصفحة الخاصة بالمجموعة على فيسبوك