من باب المسؤولية الاجتماعية التي حملها راديو "سوريات" تجاه سيدات المجتمع السوري، انطلقت حملة "ضمة وردية" لدعم الكشف المبكر عن سرطان الثدي، لكسر حاجز الخوف والخجل في التعامل مع المرض.

أنشطة متعددة رافقت الحملة وانتهت بتقديم كشوفات مجانية لأكثر من 200 سيدة.

استطاع المعرض من خلال اللوحات الفنية التي قدمتها 14 فنانة إيصال فكرة أهمية التوعية للكشف عن سرطان الثدي، وقدمت جرعة جرأة للسيدات من خلال طرح موضوع المرض والتشجيع على الحديث عنه في العلن وطرحه في كل المجالات، وتشجيع السيدات على التعامل معه ببساطة وقوة

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 تشرين الأول 2015، "أميرة مالك" مديرة راديو "سوريات" وصاحبة فكرة حملة "ضمة وردية"، وعنها تقول: «الهدف الأساسي من الحملة توعية النساء السوريات بأهمية الكشف المبكر عن مرض سرطان الثدي، والعمل على إقامة أنشطة مجتمعية يتم من خلالها تأمين كشوفات مجانية لنساء معيلات بهدف تشجيعهن على إجراء هذا الكشف، والتواصل معهن وإشراكهن في هذه الحملة، وإشعارهن بأهميتهن ضمن المجتمع، وتذكيرهن بضرورة الاعتناء بأنفسهن كسيدات وخاصةً في ظل الظروف الراهنة.

أميرة مالك خلال أنشطة التوعية

أما البعد المجتمعي للحملة فيقوم على كسر القيود المجتمعية المتعلقة بخصوصية مرض سرطان الثدي بالنسبة للنساء، فاستطاعت الحملة الوصول إلى مرحلة فيها أن الكثيرات من النساء لم يعدن قول "هداك المرض"، بل أصبحن يذكرنه باسمه "سرطان الثدي"، كما قامت الحملة بتسليط الضوء على واقع الخدمات الخاصة بالمرضى من جرعات كيماوية وكشوفات ومراكز مختصة، وخاصةً أننا في البداية لم نكن قادرين أن نبدأ من الأرض ونقوم بنشاطات مباشرة، لذلك بدأنا بالتهيئة للحملة على مواقع التواصل الاجتماعي لمدة 20 يوماً، فأسسنا صفحة للحملة وطرحنا من خلالها العديد من الأفكار والمحاضرات التي تتعلق بالتوعية للمرض، كما كرسنا برامج راديو "سوريات" للحديث عن هذا الموضوع بكل تفاصيله، وحققنا هدفاً مهماً هو كسر الحاجز بين المرض والناس، وتكريس مفهوم (صحتك حقك)؛ الذي يعد بمنزلة شعار للحملة».

وتضيف: «ضمت حملة "ضمة وردية" العديد من الأنشطة التفاعلية استمرت على مدى شهر و10 أيام، ومنها: مسير في منطقة "القلمون"، حفل فني في "دار الأوبرا" للثقافة والفنون، ومعرض فني متنوع في غاليري "فري هاند" بـ"دمشق"، واستطعنا من ريع تلك الأنشطة شراء جرعات أو تأمين كشوفات مجانية للكشف عن مرض سرطان الثدي، حيث تم توزيع أكثر من 200 كوبون مجاني لإجراء فحصوصات (إيكو – ماموغرام) الخاص بمرض سرطان الثدي».

لبنى حاج علي

وفي لقاء مع "لبنى شيخ علي" التي شاركت في تنظيم مسير "القلمون" ضمن فعاليات الحملة تقول: «تم تنظيم مسير من منتصف الطريق بين منطقة "النبك" و"دير عطية" إلى المدينة الطبية التابعة لجامعة "القلمون"، شارك فيه ما يقارب 100 شخص بين متطوعين من فرق شبابية ومواطنين جاؤوا بصفة شخصية للمشاركة في الفعالية، وعند الوصول إلى المدينة الطبية تم تقديم ورشة مصغرة عن مرض سرطان الثدي بإشراف الطبيب "كنان غطاس" حول عدة محاور منها: أهمية الكشف المبكر وطرائق العلاج والوقاية من المرض.

وفي نهاية المسير تم تقديم الكشوفات المجانية لمجموعة من النساء اللواتي سجلّن للحصول على معاينة من خلال الماموغرام أو الإيكو أو فحص طبي لدى الطبيب، وتشجعت نساء أخريات موجودات للمشاركة في الكشف المبكر وخاصة بعد حضور الورشة، وهذا يدل على فعالية حملة "ضمة وردية" وأثرها بمختلف الفئات العمرية والمجتمعية، وكيف استطاعت زرع فكرة أهمية الكشف المبكر حتى لدى الصغيرات وكسر حاجز الخوف والخجل من التعامل مع هذا المرض».

من الحفل الفني بدار الأوبرا

أما الرسامة "نوارة مصطفى" (خريجة كلية الفنون الجميلة) التي شاركت في المعرض الفني الخاص بالحملة، فتقول: «قدمت 3 لوحات رسم بمادة الرصاص التي تحكي عن مريضات بسرطان الثدي، وتقوم على فكرة واحدة هي الأجنحة التي تمثل حالة السلام واللا وعي في روح الإنسان.

اللوحة الأولى تجسد حالة الصدمة وخاصة عند اكتشاف المرض، والثانية تمثل التأقلم مع المرض ومحاولة النهوض إلى الواقع الحقيقي حتى لو حصل بتر أو استئصال للثدي، أما الثالثة فتصور حالة الظهور بالشكل الطبيعي».

وتضيف: «استطاع المعرض من خلال اللوحات الفنية التي قدمتها 14 فنانة إيصال فكرة أهمية التوعية للكشف عن سرطان الثدي، وقدمت جرعة جرأة للسيدات من خلال طرح موضوع المرض والتشجيع على الحديث عنه في العلن وطرحه في كل المجالات، وتشجيع السيدات على التعامل معه ببساطة وقوة».

وفي الجولة الأخيرة التي استكمل فيها فريق راديو "سوريات" نشاطات حملة "ضمة وردية"، قام الفريق بالتعاون مع جمعية تنظيم الأسرة بنشاط تطوعي لتأمين كشوفات مجانية خاصة بالكشف المبكر عن سرطان الثدي لنساء معيلات ضمن مناطق تجمع المهجرين في مدينة "دمشق"، على ثلاثة محاور، وهي: (بيادر نادر – نهر عيشة، سعد الله ونوس – مساكن برزة، جمعية جوبر الخيرية – عباسيين)، من خلال فرق تطوعية وطبية، وخلال الجولة التقت "مدونة وطن" بتاريخ 7 تشرين الثاني 2015، "سميرة الأمير" (48 عاماً) من السيدات اللواتي حصلن على كوبون طبي مجاني للكشف عن سرطان الثدي، وتقول: «المبادرة التي قدمت لنا تساوي الكثير، ليس فقط من الناحية المادية من حيث تقديم كشوفات مجانية لسنا قادرات على تأمينها، وإنما الدعم المعنوي والتشجيع على الإقدام على هذه الخطوة التي كانت بالنسبة لي غير واردة أبداً، على الرغم من القلق الذي كنت أعيشه كثيراً من احتمالية أن أكون مصابة أو لا، حتى إنني والكثيرات أصبحنا اليوم قادرات على الحديث عن مرض سرطان الثدي بلهجة مختلفة تماماً عما كنا نستخدمه من قبل، حيث أصبحنا اليوم قادرات على تشجيع أي سيدة وحتى الصغيرات في العمر على الكشف المكبر وإيصال فكرة لكل من حولنا أن الكشف ليس مرضاً وإنما هو وقاية فقط».