تنشغل العائلات في شهر رمضان المبارك بالتسوق وتأمين المواد التموينية والاحتياجات الخاصة بهذا الشهر؛ مع محاولة الحفاظ على عادات وطقوس تكاد تتلاشى مع مرور الوقت بسبب الغلاء والارتفاع المستمر لأسعار المواد الغذائية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 26 حزيران 2015، الموظف "نذير الشعار"؛ الذي تحدث عن شهر رمضان وغلاء الأسعار بالقول: «اعتدت أن أتسوق قبل الشهر الفضيل وأحضر كل المستلزمات والمواد الغذائية، لكن مع ارتفاع الأسعار بدأنا نعيش حالة من التقشف، وخصوصاً أن أسرتي مؤلفة من 5 أشخاص، ولا يكفيني الدخل الشهري لتأمين كافة الاحتياجات مع هذا الغلاء غير المستقر الذي لا رادع له، وهذا دفعني إلى تأمين الحاجات الضرورية فقط بعد أن كنت سابقاً أحضر كميات وافرة من اللحوم والدجاج والخضار التي تكفي شهراً كاملاً، وكانت مائدتي تتزين بكل ما لذ وطاب، أما الآن فأحضر كميات محدودة، وأقوم بالتوفير في شراء اللحوم، وأتجنب أنواع الخضار والبقوليات التي تقفز أسعارها بصورة هائلة ومستمرة، وبدأنا نعتمد طبخة واحدة بدل عدة طبخات على مائدة الإفطار، وكذلك الحلويات والفواكه التي توضع بعد الإفطار إن وجدت؛ صنف واحد يكفي، وبسبب الغلاء أفضل أن يعتاد أفراد عائلتي هذا النمط من العيش في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والغلاء الدائم».

إن شهر رمضان منذ سنوات طويلة له عاداته وطقوسه التي لا تندثر من حيث التحضيرات لاستقباله، وأجوائه الدينية المميزة والسهرات التي تجمع الأهل والأحبة، وتبادل "السكب" التي لها نكهة خاصة بين الجيران؛ لما لها من تقوية الروابط الاجتماعية، لكن في وقتنا الحالي أصبح من الصعب اتباع هذه العادات بالكامل، لعدم قدرة الكثيرين على التعايش اقتصادياً مع الغلاء المستمر الذي بات يؤثر بمعظم طبقات المجتمع على حد سواء

وحدثتنا الطالبة "ندى الخطيب" قائلة: «شهر رمضان في بيتنا له عاداته وطقوسه المميزة التي لا تغيب، لكن في الوقت الراهن تغيرت بعض هذه العادات أو بدأت تتلاشى، وأذكر أن والدي في السنوات الماضية كان يستعد لشهر رمضان من خلال شراء مؤونة شهر كامل من المواد الغذائية، كما كانت والدتي تتفنن في إعداد مختلف أنواع المأكولات التي تزين بها مائدة الإفطار، وتقوم بتحضير الحلويات والفواكه لسهرة ما بعد الإفطار، لكن في هذه الأيام وبعد ارتفاع الأسعار بدأ شهر رمضان يخضع لشروط اقتصادية ضمن بيتنا، فأصبح والدي يشتري كل ما هو ضروري ولازم؛ فبدلاً من شراء كمية كبيرة من الدجاج أصبح يحضر ما يكفي لطبخة واحدة، وكذلك الخضار والفواكه لم تعد تدخل إلى بيتنا بالجملة بل بكميات محدودة، ويقتصر إفطارنا على صنف أو صنفين من المأكولات، وكنا نتبادل مع الجيران مختلف أنواع الأطعمة بما يسمى "السكبة" التي تكون قبل دقائق من الإفطار حرصاً على تقديمها ساخنة، وهي عادات قديمة تكثر في شهر رمضان؛ وهي تزيد من الروابط الاجتماعية التي مازالت حتى الآن لكنها قلت كثيراً بسبب ارتفاع الأسعار، أما بالنسبة للسحور فقد بات ضمن البيت بعد أن كنا نخرج للتمتع بالأجواء الرمضانية في أحد المطاعم ويقتصر على عمل وجبة خفيفة كطبق فول وقليل من التمر، ومع ذلك يبقى لهذا الشهر طقوسه التي تدل على المحبة والألفة واجتماع العائلة يومياً على مائدة الطعام؛ لذلك ننتظره بفارغ الصبر، على الرغم من زيارته كل سنة بملامح جديدة تختلف بسبب ارتفاع الأسعار والغلاء المعيشي».

نذير الشعار

وعن رأيه حدثنا الباحث "بسام سلام" بالقول: «إن شهر رمضان منذ سنوات طويلة له عاداته وطقوسه التي لا تندثر من حيث التحضيرات لاستقباله، وأجوائه الدينية المميزة والسهرات التي تجمع الأهل والأحبة، وتبادل "السكب" التي لها نكهة خاصة بين الجيران؛ لما لها من تقوية الروابط الاجتماعية، لكن في وقتنا الحالي أصبح من الصعب اتباع هذه العادات بالكامل، لعدم قدرة الكثيرين على التعايش اقتصادياً مع الغلاء المستمر الذي بات يؤثر بمعظم طبقات المجتمع على حد سواء».

ندى الخطيب