لا شيء يروي عطش الأطفال للعب وينعشهم إلا حلول عطلتهم الصيفية، لكن هناك من يراها بين أحضان الأهل والأصدقاء، وهناك من يراها فرصة للعب الموجه والمسلي معاً ضمن خطط وبرامج.

مدونة وطن "eSyria" أخذت رأي عدد من الأطفال والأهل بتاريخ 29 أيار2015، حول التحضيرات والخطط لاستقبال العطلة الصيفية ومنهم "يارا سليمان" ابنة الحادية عشرة؛ التي توجت عامها الدراسي بتفوق في جميع دروسها وتميزها باللغة الإنكليزية على مستوى المنطقة والمحبة للرياضة بأنواعها، وعن الخطة التي وضعتها لقضاء عطلة صيفية كما تُفضل حدثتنا قائلة: «قبل نهاية العام الدراسي جهزت برنامجاً مملوءاً بالنشاطات لأناقشه مع أهلي وكتبت في مقدمته: "أيام قليلة وسنستعد لاستقبال العطلة الصيفية وفي آخر يوم من المدرسة ستكون الأجواء فرحة وسنكون مستعدين لعطلة ملأى بالنشاطات الجسدية والذهنية"، وبعد نقاش مع الأهل اخترت لعبة كرة السلة كلعبة جديدة أتعرف إلى قوانينها، فتعلمي لطريقة اللعب الصحيحة يساعدني على ممارستها في المدرسة بطريقة صحيحة، وتكمن ميزتها أنها من الرياضات الجماعية التي تشعرك بلذة الفوز واللعب الجماعي مع أصدقائك، إضافة إلى ممارستي لرياضة الباليه منذ الصغر وعلى مدار العام، ولكن في فصل الشتاء تكون مدة التدريب قصيرة ولمرة واحدة أسبوعياً، أما في فصل الصيف فتكون مكثفة؛ ولا أعترف بقدوم الصيف والاستمتاع بالعطلة من دون ممارسة السباحة واللعب مع الماء، وتعلمت السباحة على يد مدرب لأن أغلبنا يقوم بحركات خاطئة عندما يسبح وتصحيح هذه الحركات وخاصة لليدين أمر صعب جداً، وأحب قضاء وقت في البيت مع أخي الصغير واللعب معه، وتستهويني مشاهدة الفيديوهات المتواجدة على مواقع التواصل فتعلمت منها الشغل بالصنارة، وبمساعدة بسيطة من والدتي نجحت بصنع حقيبة كما صممت منتجات أخرى من أكياس النايلون الملون، وشاركت بها في معرض مسارات الفردوس الصيف الماضي».

قبل عدة سنوات كنت أمارس السباحة والجمباز بنادٍ، إلا أنه بسبب الظروف التي نمر بها لم نتمكن من التسجيل؛ وهو ما جعلني أشعر طوال العام الدراسي بالملل والضجر، مع العلم أنني سجلت لغة فرنسية ونلت علامات تامة بالمدرسة ولكن لم أشعر بالفرح الكامل لأنني قضيت العطلة بمشاهدة التلفاز ورؤية الأهل والأصدقاء؛ لهذا قررت هذا الصيف أن أحدد هدفي وأسجل بعدد من النشاطات، فأنا أحب كرة السلة والسباحة وتمكنت من إقناع أهلي بأن ممارسة النشاط ستجعلني أبتعد عن التفكير بالأشياء السلبية وتحسن نفسيتي

وضحت لنا الخطة التي وضعتها الطفلة "نغم أحمد" لعطلتها الصيفية بالقول: «قبل عدة سنوات كنت أمارس السباحة والجمباز بنادٍ، إلا أنه بسبب الظروف التي نمر بها لم نتمكن من التسجيل؛ وهو ما جعلني أشعر طوال العام الدراسي بالملل والضجر، مع العلم أنني سجلت لغة فرنسية ونلت علامات تامة بالمدرسة ولكن لم أشعر بالفرح الكامل لأنني قضيت العطلة بمشاهدة التلفاز ورؤية الأهل والأصدقاء؛ لهذا قررت هذا الصيف أن أحدد هدفي وأسجل بعدد من النشاطات، فأنا أحب كرة السلة والسباحة وتمكنت من إقناع أهلي بأن ممارسة النشاط ستجعلني أبتعد عن التفكير بالأشياء السلبية وتحسن نفسيتي».

سميرة النبهان

شاركتنا الأم "سميرة النبهان" والدة الطفلة "يارا" التي تفضل وضع خطة لأن ذلك يساعدهما على إنجاز أكبر عدد من النشاطات واستثمار الوقت بالقول: «لا بد للطفل من أن يقضي أيام ممتعة وجميلة بعيداً عن ضغط الدراسة فمشاهدة التلفاز ضرورية، ولكن يجب ألا تأخذ كل الوقت؛ فحاجة الطفل للعب تعادل حاجته للأكل والشرب وتساعده على تكوينه الجسدي والنفسي، ولا بد من مراعاة ألعابه المفضلة ولكن هذا لا يمنع من تجربته لبعض الألعاب؛ فمن الممكن أن تعجبه لأن لكل لعبة قواعدها وطريقتها وتعلمها أمر مهم للطفل، هناك بعض الألعاب تكون لمجرد التسلية فقط مثل أخذ لقطات "سيلفي" ووضعها على مواقع التواصل الخاصة بهم، ومثل هذه الألعاب جميلة ومسلية لكن يجب ألا تأخذ حيزاً كبيراً من وقت الطفل؛ وهذا يقع على عاتق الأم لأن عليها أن توجه طفلها نحو اللعب المفيد الذي يساعده على تطوير تفكيره وتفريغ طاقاته وتعليمه القوانين والقواعد الاجتماعية، وبما أننا لا نطلب منه الإبداع وإحراز المركز الأول سيكون هذا التنوع بالألعاب مسلياً وذا فوائد نفسية وجسدية، ويجب استثمار العطلة بتنظيم الوقت للاستفادة من جميع جوانبها العاطفية والاجتماعية والبنيوية انتشار الألعاب الإلكترونية، وخاصة العنيفة منها، وهو ما يؤدي إلى تكوين طاقة سلبية تتلف أعصابهم».

المعلمة "غنوة حرفوش" حدثتنا عن تجربتها في العطلة الصيفية بالقول: «لا أتمنى قدوم العطلة الصيفية لأن أطفالي سيشعرون بالضجر، فالتسجيل بنادٍ يحسن النفسية والمزاج وخاصة أنهم من نفس الفئات العمرية، لكن في ظل الظروف فالأمر شبه مستحيل؛ إما لغلاء الأسعار أو لعدم توافر شروط الأمان، أو لعدم توافر وسائل النقل لهم، لهذا أعتمد على النشاطات المنزلية كقراءة القصص وخياطة ألبسة للألعاب من الثياب التالفة أو تصميم مجلات حائط تشبه المجلات المدرسية، أرى حاجة أطفالي للعب فألجأ إلى السفر من وقت إلى آخر لزيارة الأهل أو ممارسة رياضة المشي معهم، إضافة إلى تسجيلهم بنادٍ تعليمي قريب من المنزل ليس لأنهم مقصرون، بل لتقوية لغتهم والاستفادة من وقتهم الضائع ورؤية أصدقائهم فاليوم طويل».

نشاط لكرة السلة بنادي رياضي

كما التقينا الرياضي "أمجد العش" لاعب كرة السلة والمدرب بنادي الفيحاء الرياضي لعدة فئات عمرية، فحدثنا عن فوائد الرياضة الموجهة بالقول: «الرياضة تنشط الجسم والدورة الدموية، وتحسن التوافق العضلي العصبي، وتساعد على تقوية العضلات والعظام وتساعد على النمو الصحيح، وبما أن العقل السليم في الجسم السليم فإن الرياضة تقوي الانتباه لدى الطفل وتعلمه سرعة البديهة والانضباط واحترام الوقت والآخرين، هناك مقولة شائعة عن كرة السلة أنها تزيد من طول الطفل وتساعد على نمو الجسم، بسبب احتوائها على تمارين تساعد في تكوين جسم رياضي سليم وتحسن مهارات العمل الجماعي والمهارات الاجتماعية لدى الطفل، وتتطلب أيضاً من اللاعب أن يحقق أهدافاً معينة فيها ويحسن مهاراته الشخصية ويزيد من صحة تسديداته، وهذا يساعد الطفل عندما يكبر على رسم أهداف في حياته العملية والسعي إلى تحقيقها، كما تساعده على التركيز بدروسه».

المدرب أمجد العش