تمكنت "إناس الخباز" عن طريق الفحوصات الدورية وتعقيم المياه، وعدم تناول المأكولات الجاهزة من الحفاظ على عائلتها من الأمراض المعدية؛ التي باتت في الوقت الراهن هاجساً لجميع المواطنين.

التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12 شباط 2015، "إناس الخباز"؛ وهي أم لطفل واحد، فحدثتنا بالقول: «أعاني من خوفي المستمر على عائلتي من الإصابة بأحد الأمراض المنتشرة كاليرقان وغيره، وأسعى دائماً وبكل الوسائل إلى منع دخول أي فيروس أو جرثومة إلى منزلي وجسم طفلي، وذلك عن طريق تعقيم مياه الشرب، وإجراء الفحوصات الدورية اللازمة، وعدم تناول المأكولات الجاهزة من خارج البيت خوفاً من العدوى عن طريق أحد العاملين بالمطاعم، لذلك يجب إجراء فحوص طبية دورية للتأكد من خلو العامل من الأمراض، كما أقوم بإعطاء طفلي كل اللقاحات في أوقاتها من دون أي تأخير، وأتمنى أن يتم توفير لقاح التهاب الكبد مجاناً ويعمم للحد من انتشار المرض».

لم نرصد في المركز أي حالة إصابة بأمراض شلل الأطفال أو الحصبة أو السل للعام 2014 خلال تشخيص الأطفال في المركز، نأمل من الأهالي أن يحرصوا على إعطاء أطفالهم اللقاحات لضمان الصحة لهم، ومساعدة فرق التلقيح المتجولة بأداء عملهم على أكمل وجه، وزيارة الطبيب دورياً لكشف الأمراض من بدايتها ومعالجتها

دكتورة الأطفال "شعاع الشيشكلي" حدثتنا عن الأمراض المنتشرة في ظل الظروف الراهنة بالقول: «انتشرت العديد من الأمراض المعدية في ظل الأوضاع الصحية والمعيشية التي يعيشها السوريون، ومنها مرض شلل الأطفال؛ حيث ينتقل المرض من براز الشخص المصاب إلى الآخرين عن طريق الأيدي، والأطعمة والمشروبات الملوثة بفيروس المرض، والطريقة الوحيدة والفعالة لوقاية أطفالنا هي التلقيح المستمر بلقاح شلل الأطفال دون عمر الخامسة، فقد تم السيطرة على مرض شلل الأطفال؛ حيث تم تشخيص آخر حالة مصابة بشلل الأطفال في "سورية" بشهر كانون الثاني 2014».

"ميساء أحمد" و"سمر الحسين"

وتابعت: «ومن الأمراض الفيروسية المنتشرة أيضاً في سورية "التهاب الكبد الوبائي A" أو "اليرقان" الذي ينتقل عن طريق الأكل الملوث، ويعتمد العلاج على الراحة التامة، وتناول الفيتامينات، والقيام بحمية غذائية مع الإكثار من تناول الحلويات، ويتم الشفاء منه، باستثناء حالات التهاب الكبد الصاعق الذي يحدث بنسبة قليلة، حيث يؤدي إلى تأذي الخلايا الكبدية ويسبب قصوراً في الكبد؛ وهو ما يستدعي الدخول إلى المستشفى والحصول على رعاية صحية خاصة، ويوجد لقاح خاص لالتهاب الكبد (A) ومتوافر لكنه لا يعطى لطفل تحت عمر السنتين، فعاليته عالية، ولا يعمم إنما يعطى لأفراد عائلة مصاب وقاية وتجنباً لانتقال العدوى إلى أحدهم».

وعن طرائق الوقاية من الأمراض المعدية قالت: «في البداية يجب معرفة أن أكثر الأماكن الحاضنة لمرض اليرقان هي الحمامات العامة وفي المدارس؛ نظراً لوجود أعداد كبيرة من الطلاب، وعدم وجود وعي تام لدى الأطفال للاهتمام بالنظافة، لذلك يجب إقامة أنشطة للتوعية عن أهمية النظافة الشخصية، وعدم تناول الأطعمة الجاهزة وشرب "الأركيلة" أيضاً، كما يجب الاهتمام بالصحة البيئية عن طريق التخلص السليم من القمامة، وتوفير مياه نظيفة للشرب، والاعتناء بالغذاء، ووجود تهوية جيدة للمنازل، والتخلص بالطرائق السليمة من مياه الصرف الصحي».

برنامج اللقاح الوطني

كما حدثتنا "ميساء أحمد" مسؤولة ترصد الأمراض في مستوصف "القاعة" التابع للمنطقة الصحية السابعة بالقول: «لم نرصد في المركز أي حالة إصابة بأمراض شلل الأطفال أو الحصبة أو السل للعام 2014 خلال تشخيص الأطفال في المركز، نأمل من الأهالي أن يحرصوا على إعطاء أطفالهم اللقاحات لضمان الصحة لهم، ومساعدة فرق التلقيح المتجولة بأداء عملهم على أكمل وجه، وزيارة الطبيب دورياً لكشف الأمراض من بدايتها ومعالجتها».

"سمر الحسين" المسؤولة عن قسم اللقاح في المركز حدثتنا بالقول: «بلغت حملات تطعيم الأطفال لعام 2014 بلقاح شلل الأطفال ثماني حملات، وهي تهدف إلى الوقاية من الإصابة بالمرض وتلقيح أكبر عدد ممكن من الأطفال، وتنفذ من قبل وزارة الصحة وبدعم من منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والأونروا والهلال الأحمر السوري، كما قمنا بحملات تلقيح متجولة لتلقيح الأطفال المتسربين عن أخذ اللقاحات، ونقوم بحملات استكمالية للقاحات الأساسية الروتينية الخاصة بالأطفال».