معرفة "نبيل كسراوي" التّامة بقضايا الاتحاد الدّولي للاتّصالات وتساؤلاته المطروحة، وخبرته بالإجراءات المتداولة فيه، وقدرته على التّدخل في نقاشات بنقاط محددة؛ مكّنته من تسهيل وتوجيه وتعديل في قرارته على مدار ثلاثين عاماً.

عن عمل الراحل "نبيل كسراوي" في الاتّحاد الدّولي للاتّصالات، تحدث المهندس "ناظم بحصاص" نائب رئيس مجلس المفوضين للهيئة النّاظمة لقطّاع الاتّصالات لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 16 حزيران 2016، وقال: «عرف بنشاطه الكبير وعمله الدؤوب بمؤسسة الاتّصالات، فهو خريج كلية هندسة الكهرباء، دفعه طموحه إلى العمل في المنظمات الدوليّة لمتابعة كل إعلانات العمل فيها، فكانت له فرصته في الحصول على وظيفة في قطّاع التّنمية في الاتحاد الدّولي للاتّصالات؛ وهو أحد قطّاعات الاتحاد الثّلاثة: "قطّاع التّنمية - قطّاع التّنسيق - قطّاع الراديو"، استمر عمله في الاتحاد لمدة تتجاوز عشر سنوات، بنى خلالها موقعه المميز؛ وهو ما جعل منه مرجعيّة أساسيّة لوثيقتي الاتّحاد "الدّستور" و"الاتفاقية"، وبعد تقاعده سُميَ ممثلاً دائماً للمؤسسة العامة للاتّصالات السّوريّة، ولم تتردد الدّول العربية بتفويضه برئاسة لجان ومجموعات عمل الاتّحاد، فهو الخبير المشهود له من الجميع في اتحاد الاتّصالات».

كانت لـ"نبيل" جهود واضحة في الجلسة العامة الرّئيسة لتنمية الاتّصالات عام 2006 بتمرير مشروع القرار الخاص بمنح مساعدات تقنيّة في مجال الاتّصالات لفلسطين، حيث شهدت أروقة الجلسة سلسة من النقاشات من أجل وقف هذا القرار ومنع حدوثه من قبل أستراليا والولايات المتحدة الأميركيّة وإسرائيل، ومن أهم أعماله توليه منصب نائب رئيس فريق العمل التّابع لمجلس الاتّصالات على اللغات، فقد كان مصمماً على استخدام اللغات الرّسميّة السّت بالمستوى نفسه، ومنها اللغة العربيّة، ولم يكتفِ باستصدار القرار، بل كان يتابع ويتأكد من العمل بهذا القرار

يتابع "ناظم" حديثه بالقول: «تمكّن "نبيل" من تأمين منحة لمعهد الاتّصالات في "سورية" تتكون من تجهيزات حديثة، ومجموعة من الخبراء لتطوير المعهد، إضافة إلى دورات تدريبية لكل مدربي المعهد، وكان له الفضل في افتتاح المكتب الإقليمي في مصر، وإقامة مركز التميز للتدريب في "سورية"، عمل وبجهد كبير على تثبيت الحضور العربي عامة والسّوري خاصة في مجموعة كبيرة من لجان مكاتب الاتحاد، ومن الضروري ذكر دوره الكبير في مجمل انتخابات الاتحاد؛ وذلك بحكم معرفته بالجميع، والحضور الدّائم، وخبرته وممارساته الطّويلة لقضايا الاتحاد، والثّقة الكبيرة التي حازها من الجميع من دون استثناء، فكان صاحب رأي له ثقله».

ناظم بحصاص

تحدث الدّكتور "إباء عويشق" مدير الهيئة النّاظمة لقطّاع الاتّصالات عن معرفته السابقة بـ"نبيل كسراوي"، فقال: «بدأت معرفتي بـ"نبيل" عام 2005 حيث مرحلة الحديث عن "إدارة الإنترنت" أو "حوكمة الإنترنت" ودور الاتحاد الدّولي للاتّصالات بإدارة وتنظيم الإنترنت، وقد كُوّن فريق لدراسة موضوع إدارة الإنترنت والقضايا التي يثيرها هذا الموضوع، من أهمها تفرد جهة واحدة بهذه الإدارة، وكان للدول العربيّة الدور الواضح بهذا الجانب، إضافة إلى إدارة أسماء النطاقات، وإمكانيّة طرح أسماء نطاقات جديدة تكون اللغة العربية واحدة من اللغات المعتمدة فيها، ففي هذه المدة تكوّن فريق عربي على مستوى الجامعة العربيّة للعمل على دفع عجلة تحقيق هذا الهدف، وحصل على مساندة لجنة التقييس التي يرأسها "نبيل" وهو صاحب هذه الشرارة؛ حيث أطلقها عام 2003، وهو من تنبه إلى نضوب الموارد النّادرة للإنترنت، وكان له فيها جولات نقاش طويلة».

يضيف الدّكتور "إباء" قائلاً: «كانت لـ"نبيل" جهود واضحة في الجلسة العامة الرّئيسة لتنمية الاتّصالات عام 2006 بتمرير مشروع القرار الخاص بمنح مساعدات تقنيّة في مجال الاتّصالات لفلسطين، حيث شهدت أروقة الجلسة سلسة من النقاشات من أجل وقف هذا القرار ومنع حدوثه من قبل أستراليا والولايات المتحدة الأميركيّة وإسرائيل، ومن أهم أعماله توليه منصب نائب رئيس فريق العمل التّابع لمجلس الاتّصالات على اللغات، فقد كان مصمماً على استخدام اللغات الرّسميّة السّت بالمستوى نفسه، ومنها اللغة العربيّة، ولم يكتفِ باستصدار القرار، بل كان يتابع ويتأكد من العمل بهذا القرار».

الدّكتور إباء عويشق

حدثنا المهندس "عاطف الدّيري" مدير التّرددات في الهيئة النّاظمة لقطاع الاتّصالات عن جهود "نبيل" في مجال الطّيف التّرددي، فقال: «يعدّ "نبيل الكسراوي" من خبراء قطاع الاتّصالات المميزين على المستوى الدّولي، عمل في قطاع التنمية بالاتحاد الدّولي للاتّصالات، وخلال هذه المدة كان له الفضل الكبير على الإدارة السّورية، خرّج ودرّب كوادر كثيرة أنا واحد منها، كذلك الأمر على المستوى الإقليمي والدّولي، ساهم بتكوين الفريق العربي الدّائم للطيف التّرددي، وتسلّم إدارته عام 2001، وكان لهذا الفريق ما لباقي فرق المجموعات الإقليميّة الراديوية بالتحضير والإعداد للاجتماعات والمؤتمرات الرّاديويّة، وقد كان لـ"نبيل" الفضل باستضافة "دمشق" الكثير منها، والمؤتمرات وعلى كافة الصعد ليس الراديوية وحسب، اجتهد في تسليط الضّوء على أهميّة مواضيع إدارة الطّيف التّرددي، ومن خلاله أصبح للمجموعة العربيّة دور في تبني الكثير من المشاريع والأفكار التي تهمّ الاتحاد».

ولد "نبيل كسراوي" في "دمشق" 24 تشرين الأول عام 1932، دخل الاتحاد الدّولي للاتّصالات عام 1979، تبوّأ جملة من المواقع في الاتّحاد وقام بمجموعة من الأعمال، منها: رئاسة الفريق العربي للتقييس، مستشار مكتب تنمية الاتّصالات، ونائب رئيس مجموعة فريق التنسيق لمصطلحات ومفردات الاتحاد، شارك بلجان دراسات قطّاعات الاتّصالات الثّلاثة وكل مؤتمراتها، وتوفي 29 كانون الثاني 2011.

عاطف الدّيرّي