حرص الدّكتور "منصور فرح" على تحقيق النّجاح طوال مسيرته؛ مفتتحاً موهبته بالحصول على شهادة الثانوية العامة بلغتين مختلفتين، ليظهر تميزه في عالم البرمجة والمعلوماتية داخل وخارج الوطن،

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20 آذار 2016، التقت الدّكتور "منصور فرح"؛ الذي تحدث عن مسيرته مع العلم بالقول: «من مدرسة "اللاييك" أو معهد الشّهيد "باسل الأسد" حالياً، حصلت على الشّهادة الثّانويّة العامة السّوريّة بالتّوازي مع شهادة "البكلوريا" الفرنسيّة، وذلك عام 1966م، فحصلت على منحة دراسيّة لمدة عامين بجامعة "ليون" فرع "بيروت"، وسنة ثالثة بجامعة "غرونوبل" في "فرنسا"، وحصلت على إجازة في تدريس الرّياضيات، ثم تقدمت إلى منحة لدراسة المعلوماتيّة في الجامعة نفسها وحصلت على الإجازة، وسعيت وراء طموحي بالدّراسات العليا فتوجهت إلى بلدان أخرى وراسلت عدة جامعات، منها جامعة "واترلو" في "كندا"؛ حيث كانت الفرصة الجيدة بدراسة ماجستير المعلوماتيّة فيها بعد أن اجتهدت في الأشهر الأولى من دراستي بتقوية اللغة الإنكليزيّة، وكانت أطروحتي العلميّة في ذلك الوقت عن موضوع جديد في لغات البرمجة. تابعت الطريق وحصلت على شهادة الدّكتوراه بأطروحة للغة برمجية جديدة منطقيّة، غير إجرائية، بعد ذلك توجهت إلى العمل في المجال نفسه للحصول على مزيد من الخبرة، فبدأت العمل في جامعة "مونغتن" شرق كندا، وأسست لاختصاص المعلوماتية فيها، وبعدها عملت بمركز لبحوث الاتّصالات في العاصمة الكندية بمهمة معينة ترتبط باختصاصي».

تميز الدّكتور "منصور فرح" في حياته المهنيّة بالثقافة العلميّة عالية المستوى، والاطلاع الدّائم على المستجدات العلميّة مع محاولة استثمارها الاستثمار الملائم في التنميّة الاجتماعيّة والاقتصاديّة سواء في "سورية" أو في المنطقة العربية، لقد عرفته أستاذاً ومديراً ومسؤولاً وزميلاً، وكان دائماً وفي مختلف الأدوار يتحلى بالإخلاص في العمل والدّقة العلميّة والتّواضع

وعن عمله في مركز الدّراسات والبحوث العلميّة يقول: «في أثناء تلبيتي لإحدى دعوات حلقات "المدرسة العربية للعلوم والتّكنولوجيا الصّيفيّة" عام 1980م، وقّعت عقد عمل مع مركز البحوث؛ حيث فاجأتني إمكانيات المركز والمدرسة العربيّة، وأعجبتني فكرة المعهد العالي للعلوم التّطبيقيّة والتّكنولوجيا، الذي كان خياري في العمل، وبذلك قمت بتصفية أعمالي في "كندا" والاستقرار نهائياً في "سورية"، وبدأت العمل بالمعهد عام 1980م، وشاركت بعملية التأسيس في مراحله الأولى، وبحكم دراستي واختصاصي شجعت على إحداث قسم "المعلوميات" في المعهد، وتسلمتُ رئاسته، واجتهدنا بالتجهيز للقسم بكل متطلباته من أبنية ومعدات ومخابر ومناهج ومدرّسين، وقد استعنّا في البداية بمدرّسين أجانب، وكان يجري تحفيزهم بالقدوم للتدريس لمدد محددة بطرائق متعددة، منها تنظيم برامج سياحية تطلعهم على البلد ومعالمه، إلى أن بدأ طلابنا الوافدون العودة بعد إنهاء دراساتهم لأخذ دورهم».

المهندس أسامة أحمد

وأكمل الدّكتور "منصور" حديثه عن رحلته بالقول: «عام 1997 أنهيت العمل في المعهد، وعملت استشارياً في مجال المعلوميات لبعض الشّركات والمنظمات الدوليّة منها "اليونسكو"، فقد شاركت في تصميم وإطلاق شبكات أكاديميّة في كلٍ من "سورية" و"لبنان" و"فلسطين"، وذلك بهدف توفير بنية تحتية أساسيّة للجامعات تؤمن الاتّصال فيما بينها وبين مراكز الأبحاث من أجل تنظيم وتسهيل العمل التّشاركي بين الباحثين والأساتذة والطّلاب في مختلف الجامعات».

وحدثنا المهندس "أسامة أحمد" أحد خريجي المعهد العالي للعلوم التّطبيقيّة والتّكنولوجيا المتميزين، فقال: «عرفنا الدّكتور "منصور" رئيساً لقسمنا ومدرّساً لنا، يميزه اهتمامه بعمله وحرصه على إلمامه بكل حيثياته وإشكالاته، كنا نرى فيه الشّخص الخلوق المحب لطلابه، ونلمس فيه تمكنه من ملكة التدريس من جهة، وروح الأبوة بما فيها من مودة، من جهة أخرى. إعجابُنا بمثل هذه الشّخصية عززته مواقف كثيرة تحسب له مثل تركه الفرص الذّهبية التي هي عادةً حصة المتميزين أمثاله في الخارج، وعودته للعمل في وطنه».

الدّكتورة نبال إدلبي

وتحدثت الدّكتورة "نبال إدلبي" رئيسة فريق إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات في لجنة الأمم المتحدة "الإسكوا" عن معرفتها بالدكتور "فرح"، فقالت: «لقد كان الدّكتور "منصور فرح" المساهم الأكبر في تأسيس إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات في "الإسكوا" وذلك عام 2003، كما وضع البرامج الأساسيّة لهذه الإدارة. وكان له أيضاً فضل كبير في ترسيخ دور "الإسكوا" في تطوير مجتمع المعلومات العربي، ومتابعة أعمال مؤتمر القمة العالميّة لمجتمع المعلومات "World Summit of Information Society" في المنطقة.

لقد أشرف الدّكتور "فرح" على وضع خطة عمل إقليميّة لمجتمع المعلومات في المنطقة العربيّة، كما أشرف على متابعة تنفيذها، ونظمت "الإسكوا" بإشرافه ومتابعته مؤتمرات إقليميّة عالية المستوى حول مجتمع المعلومات، وقد شارك في هذه المؤتمرات خبراء دوليون وإقليميون، إضافة إلى ممثلي الحكومات والقطّاع الخاص والمجتمع المدني. إن المهنيّة العلميّة العالية والضمير الوطني العربي، كانا واضحين في الأعمال التي أطلقها الدّكتور "منصور" في "الإسكوا"، والتي تابع تنفيذها أيضاً، وقد ساهمت هذه المبادرات في تقريب وجهات النّظر بين أصحاب المصلحة المختلفين في مجال بناء مجتمع المعلومات في الدّول العربية، كما ساعدت في تنفيذ مبادرات إقليميّة عربيّة، وساهمت في ربط المنطقة العربيّة بباقي مناطق العالم».

من فعاليات الإسكوا

وأضافت الدّكتورة "نبال": «تميز الدّكتور "منصور فرح" في حياته المهنيّة بالثقافة العلميّة عالية المستوى، والاطلاع الدّائم على المستجدات العلميّة مع محاولة استثمارها الاستثمار الملائم في التنميّة الاجتماعيّة والاقتصاديّة سواء في "سورية" أو في المنطقة العربية، لقد عرفته أستاذاً ومديراً ومسؤولاً وزميلاً، وكان دائماً وفي مختلف الأدوار يتحلى بالإخلاص في العمل والدّقة العلميّة والتّواضع».

يذكر أن الدّكتور "منصور فرح" ولد بدمشق عام 1948م.