كيميائي وفلكي عشق الفضاء بكل أسراره، عاش حياته بمسيرة علم وبحث عن الجديد وعطاء مازالت مستمرة، ينشر الثقافة الفلكية من خلال إصراره على تنشئة جيل يحمل معلومات فلكية حقيقية.

إنه الباحث الفلكي "عبد العزيز سنوبر"؛ الذي تحدث عنه الدكتور "محمد العصيري" (عميد كلية التنمية الفلكية في جامعة "الحياة" الجديدة ورئيس الجمعية الفلكية السورية)، لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 19 شباط 2016، ويقول: «من خلال معرفتي به لمست شغفه للبحث والاطلاع على علوم الفلك ودأبه الدائم في البحث المتواصل عن كل ما ينمي ثقافته الفلكية؛ وهو ما جعله ينتسب إلى الجمعية الفلكية، وكان ذلك عام 2008م؛ فأصبح نموذجاً خلاقاً وحقيقياً للباحث الفلكي، حيث قدم العديد من المقالات والمحاضرات التي انتشرت عربياً، وأضاف من خلالها الكثير من المعلومات لعلوم الفضاء والفلك، فربط الجانب النظري بالعملي، واستطاع بمؤهلاته أن يشغل منصب نائب رئيس الجمعية الفلكية السورية منذ عام 2010 حتى اليوم.

إنسان معطاء لا يبخل بإعطاء أي معلومة ولا يوفر جهداً بالترفيه عن الأطفال، وخصوصاً الأيتام؛ حيث أقام محاضرات ممتعة مقدمة بطريقة مبسطة حول الفلك، إلى جانب رسالته بإرشاد المهتمين بعلم الفلك إلى المراجع الموثوقة وتسهيل الحصول عليها، فهمه أن يترك ذخراً للأجيال القادمة يستحق التوقف عنده

قدم الكثير للجمعية من خلال إشرافه على صفحة الجمعية على موقع "الفيسبوك" التي تمثل منبراً من منابر المعرفة، كما أنه المنسق العام لنشاطات الجمعية مع مختلف الجهات المحلية والعربية، وكان له دور كبير في لقاءات وبرامج الجمعية على مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة، وظهر تألقه بنشاطات الرصد الفلكي ومحاكاة السماء وجلسات الالتماس، ولعل أكثر ما يبقى حاضراً في ذاكرتنا مشاركته وتمثيله للجمعية الفلكية السورية في مؤتمر عالمي مهم عقد في "نيو أورليانز" في "الولايات المتحدة الأميركية" عام 2012، إضافة إلى مشاركاته المحلية والعربية في الكثير من المؤتمرات المهمة؛ التي أضافت للجمعية الكثير من الخبرة المتراكمة والعالمية، وقدم الكثير لعلم الفلك والعمل التطوعي في "سورية"، وأصبح اسماً لامعاً في مجال هذا العلم ونجماً بين نجومه وعماداً أساسياً ترتكز عليه الجمعية».

في إحدى محاضراته

أما "عمار قصيباتي" مدير التصوير الفلكي في الجمعية الفلكية السورية، فتحدث عن "عبد العزيز سنوبر" بالقول: «إنسان معطاء لا يبخل بإعطاء أي معلومة ولا يوفر جهداً بالترفيه عن الأطفال، وخصوصاً الأيتام؛ حيث أقام محاضرات ممتعة مقدمة بطريقة مبسطة حول الفلك، إلى جانب رسالته بإرشاد المهتمين بعلم الفلك إلى المراجع الموثوقة وتسهيل الحصول عليها، فهمه أن يترك ذخراً للأجيال القادمة يستحق التوقف عنده».

"عمار العليوي" إجازة في الكيمياء التطبيقية وزميل "عبد العزيز" في الدراسة، ويقول: «كان متفوقاً في دراسته ومن الأوائل على دفعتنا بكلية العلوم في جامعة "دمشق"، وبعدها درس دبلوم دراسات عليا في الكيمياء العامة عام 1993م، وخلال هذه المدة عمل في مجال معالجة مياه الشرب والمياه الصناعية والتحاليل الكيميائية للمياه، وشارك بدورات عالمية في عدة دول عربية وأجنبية في تقنيات معالجة المياه، وقد انتسب إلى الجمعية العلمية الكيميائية عندما كان طالباً بالسنة الثالثة 1990م؛ وأصبح عضواً بالهيئة العامة للجمعية الكيميائية السورية، وعضواً بإحدى اللجان العلمية التابعة لها، فقد عرفته طموحاً محباً متواضعاً مخلصاً في عمله بسيطاً متسامحاً محبوباً».

شهاداته وتكريماته

كما التقت مدونة وطن "eSyria" الباحث الفلكي "عبد العزيز سنوبر" في مكتبه بمنطقة "ساروجة" في "دمشق" بتاريخ 1 شباط 2016؛ فتحدث عن مسيرة حياته بالقول: «كان لدي رغبة بالبحث عن أي معلومة متعلقة بعلوم الفضاء والكواكب؛ فكنت دائم البحث بالإنترنت عن صور فلكية، فوجدت موقع جمعية "هواة الفلك السورية" التي أسست عام 2005م؛ وهي جمعية تطوعية لتنمية الموهبة الفلكية ونشر الثقافة الفلكية بين عامة الناس ومراقبة النجوم والكواكب عن طريق "التلسكوبات" وبطريقة رسمية ومرخصة فانتسبت إليها؛ وكان ذلك بالنسبة لي الملاذ الذي من خلاله صقلت موهبتي وثقافتي الفلكية».

يتابع: «أحاول من خلال صفحة الجمعية الفلكية على "الفيسبوك" التي أقوم بإدارتها؛ توعية الناس حول كل ما يرتبط بالمعلومات الفلكية كحالات الكسوف والخسوف وحركة النيازك والأجرام السماوية، كما أحاول إدخال دراسة علوم الفضاء والفلك ضمن المدارس والجامعات، وتحديث المعلومات الفلكية المتواجدة في المناهج التربوية؛ بهدف نشر الثقافة الفلكية بين عامة الناس؛ وخصوصاً أننا نركز على فئة الأطفال واليافعين لأنهم أمل المستقبل».

أثناء تكريمه من قبل الإعلامي موفق الخاني

وعن العلاقة ما بين موهبته ودراسته يقول: «دخلت هذه المجالات بدافع الحب والرغبة، فرغبتي وفضولي في معرفة أسرار وغرائب الكون وحقائق النجوم والكواكب بكل ما تحمله من غموض في مختلف جوانبه هو الركن الوحيد الذي أرتاح فيه وتهدأ نفسي من تعب الحياة؛ وخصوصاً عند مراقبة ظاهرة فلكية جديدة، أما عن دراستي لعلوم الكيمياء التطبيقية فقد رافقتني منذ أن بدأت أشق طريقي في الحياة العملية، والمجالان أحبهما، ولكل منهما مذاق مختلف».

يذكر أن الفلكي "عبد العزيز سنوبر" ولد في "جديدة الوادي" عام 1970، حصل على الشهادة الثانوية عام 1988، وتابع دراسته الجامعية في كلية العلوم بجامعة "دمشق" باختصاص كيمياء، وتخرج عام 1992، ويحضر حالياً رسالة الدكتوراه في مجال الفضاء والفلك، وله عدد من المنشورات على موقع الجمعية، ومجلة الهواة الفلكية السورية، ومجلة الكون التابعة للاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، وانتسب إلى الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك عام 2010، كرّم عام 2011 من قبل الإعلامي الكبير "موفق الخاني"، متزوج ولديه صبي وثلاث بنات.