هي امرأة تعرف الواقع وتعيش به.. تعرف كيف تصمد أمام الضعف، وكيف تتجنب الخوف.. صديقة لكل من يتودد إليها.. وحين تتحدث تأسرك بنضجها، وتجربتها خصوصاً حين يتعلق الأمر بمن تحبهم. امرأة تعيش الواقع ومع ذلك هي تعرف من أين يأتي الحلم!

- مواليد مصياف/ البيضا

  • بكالوريوس علم اجتماع / جامعة دمشق

  • دبلوم تأهيل تربوي / جامعة دمشق

  • دبلوم دراسات عليا بعلم اجتماع التنمية من الجامعة اللبنانية

  • مؤلفاتها :

  • لها مقالات ودراسات وقصص أطفال في الصحافة السورية وعدة مجلات عربية
  • - مجموعة قصصية قيد الطبع

    إن اللقاء مع السيدة "رواد" هو كمن يذهب ليتزود بمزيد من الطاقة ليصل معها إلى كل شيء. فهي لاتبخل عليك حتى بهدوئها،وألقها،. وحين تنتظر سماع إجاباتها فإنها تجيب بكل الصدق الذي في داخلها، فتصل معها إلى لقاء متميز لاحدود فيه لأي ادّعاء أو زيف.

    بدأت حديثها عن مجموعتها القصصية "نافذة.. وبنت صغيرة تربط شريط حذائها على عجل" فقالت :

    لهذا الكتاب ظروف خاصة شجعتني على كتابته ونشره، وهي أن دار النشر(قدمس) كانت قد أطلقت مشروعاً تحت اسم "ولادة" هذا المشروع اختص بإصدار الأدب النسائي في القصة القصيرة والرواية، وحين تقدمت ببعض قصصي شجعني مدير الدار الدكتور زياد منى وطلب مني باقي القصص التي لم تكن مكتملة بعد، وهكذا صدر كتابي مع مجموعة من الكاتبات السوريات والأجنبيات ومن كل دول العالم. وبالنسبة إلى بقية دور النشر فإنها بالعادة تطبع لكتّاب معروفين وبياعين نسبياً – أحسن كتاب يطبع 3000 نسخة – وهذا يعني أن دور النشر تعاني كما يعاني الكاتب، فالكتاب في نهاية الأمر سلعة يجب تسويقها كي تستمر دار النشر.

    بشكل عام المواطن العربي لايقرأ ولايهمه مايصدر من كتب إلا الدينية منها والأبراج والكتب السخيفة، وهذه المشكلة تحتاج إلى حلول جذرية لايمكن الحديث عنها في هذه العجالة.

    كان لابد طبعاً أن أسألها عن الكتب التي تقرأها وعن تأثير المحيط بالابداع عند الكاتب فأجابت:

    الكتب التي نقرؤها تشكل المخزون الثقافي لدينا بل وتساهم بتشكيل الوعي الفردي لدى كل منا، وبالتالي لابد من تأثيرها على مانكتب بشكل عام. أما التأثير المباشر فقد يأتي أحياناً بعد قراءة كتاب مباشرة حين يمتلك هذا الكتاب فكرة محرضة جديدة أو غريبة. أو قد يكون الأسلوب الذي يتميز به، أو اللغة.. والحقيقة حينما أكتب ألجأ عادة إلى قراءات قد تكون شعرية غالباً، وأحياناً قصة أو رواية أو كتاب فلسفي. إن الكاتب يتأثر بكل مايحيط به، وغالباً يستمد مادته من حدث أو تجربة حصلت معه أو مع غيره، أو من ملاحظاته. في كل الأحوال الأسرة والأصدقاء قد يكون لهم تأثير سلبي أحياناً وخصوصاً للكاتبة حيث أنها لاتستطيع التفرغ للكتابة أبداً، فهي الكائن المتشظي بين عملها إن كانت موظفة، وأسرتها التي عليها أن ترعاها من الألف إلى الياء، وواجباتها المنزلية كلها. وهكذا فإنها تملك جزءاً صغيراً من وقتها، ودائماً المرأة الكاتبة المتميزة يجيرون تميزها إلى رجل ما.. ويتهمونها باستخدام أنوثتها وكأن المرأة لاتملك أية موهبة أو عقل. هذا إضافة إلى غيرة الصديقات من نجاح صديقاتهن.

    أما عن تأثير الموسيقى والحب والمكان فالكاتب يحتاج إلى مناخ مناسب للكتابة، ويختلف الكتّاب بعضهم عن بعض فليس هناك نمط للكتّاب جميعاً، أنا مثلاً أحب سماع أنواع معينة من الموسيقى أثناء الكتابة وتحديداً الموسيقا الكلاسيكية، فأنا أستمع الآن بينما أجيب على هذه الأسئلة إلى موسيقى "مداعبة" للفنان مارسيل خليفة، وهي تشبه إلى حدّ بعيد المؤلفات العالمية. أما المكان فإنه يؤثر فينا سواء أحببناه أم لم نحبه. قد يرتبط الانسان بمكان ما، ولكنه لايبقى أسيره بل حين يزور أمكنة جديدة قد تدهشه أو لاتعني له شيئا ًوفي الحالة الأولى ستؤثر حتماً على كتاباته. أما الحب فهو ضرورة وبدونه تكون الحياة قاحلة لكنه ليس شرطاً كافياً للكتابة.

    "رواد ابراهيم" تعمل الآن على مجموعة قصصية جديدة لكنها لم تختر لها عنواناً بعد وتحلم بأن تطبع من كتابها آلاف النسخ وأن يتم توزيعها في كل الوطن العربي، وأن يصبح للقصة القصيرة هوية مميزة، مع أمنياتها بوجود قارئ حقيقي.