إيماناً منه بأنّ الزراعة من أهم أعصاب الحياة، صوّب اهتماماته نحوها لينتج عن ذلك فكرة خلاقة، وهي استثمار سطح منزله ليصبح مشروعاً زراعياً يضخ ما يقارب 35 طناً من المنتوجات الزراعية الأساسية سنوياً.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت وبتاريخ 28 نيسان 2020 مع المهندس "عبد الرحمن المصري" ليحدثنا عن مشروعه بالقول: «بدأت بالبحث عن مشاريع صغيرة من الممكن أن تسمح الظروف لي بأن أبدأ بها بالفعل، وكوني أميل إلى المشاريع التي تترك آثاراً فعلية على الأرض كالزراعة والصناعة والنقل وغيرها، توجهت نحو الزراعة المائية التي تتبعها الكثير من الدول الأوروبية، وتعتبر من المشاريع المربحة والمنتجة في آن معاً، فبدأت بتطبيق تجارب عديدة في هذا الاتجاه ضمن منزلي، مع تطوير هذه التجارب تباعاً، لأشارك فيما بعد بمسابقة "تكوين" لريادة الأعمال التابعة لبنك "البركة"، وربحت في المسابقة الخاصة بإدارة المشاريع لكن لم تسنح لي الفرصة بأن أحصل على التمويل المطلوب بسبب أزمة فيروس "كورونا" وجمود الحياة الاجتماعية والاقتصادية، فاستدنت مبلغاً من المال، وبدأت بتأسيس مشروعي على سطح منزلي كونه أنسب وأرخص مكان يمكنني استثماره».

نظام الزراعة المائية يعتمد على دورة مغلقة تنطلق من خزان المياه الذي يحتوي بداخله على مياه وأسمدة محلولة، ويمر في أنابيب توجد الشتلات داخلها، فتمتص المياه والسماد لتأخذ حاجتها منه، وتعود المياه مجدداً إلى الخزان، بالتالي لا يوجد في هذه الحالة هدر للمياه، بل توفير 70% منها ومن الأسمدة التي توضع بنسب دقيقة حسب حاجة النبات لها

وتابع بالقول: «المشروع يمكن تنفيذه على مساحات صغيرة قد تصل لـ20 متر، وكان نموذجي الأول 20 متراً مربعاً، ثم توسعت لـ65 متر مربع، وهو قائم حالياً بمحافظة "ريف دمشق" على طريق المطار، وهو عبارة عن 1200 شتلة قادرة على إنتاج ما يقارب 35 طناً على مدار العام، كوني سأستخدم التغطية البلاستيكية في فصل الشتاء، والأصناف ممكن أن تكون من أنواع مختلفة عدا الشجريات، مثل البندورة، الخيار، الخس، الكوسا، الفليفلة، الباذنجان، وغيرها».

"عبد الرحمن المصري" داخل أروقة مشروعه

وعن ميزات نظام الزراعة المائية المتبع في مشروعه قال: «نظام الزراعة المائية يعتمد على دورة مغلقة تنطلق من خزان المياه الذي يحتوي بداخله على مياه وأسمدة محلولة، ويمر في أنابيب توجد الشتلات داخلها، فتمتص المياه والسماد لتأخذ حاجتها منه، وتعود المياه مجدداً إلى الخزان، بالتالي لا يوجد في هذه الحالة هدر للمياه، بل توفير 70% منها ومن الأسمدة التي توضع بنسب دقيقة حسب حاجة النبات لها».

وختم "المصري" بالقول: «درست الهندسة المدنية لكن هذا الاختصاص شبه متوقف حالياً بسبب تبعات الحرب على "سورية"، لذا اتجهت نحو الزراعة، والنشاطات المتعلقة بها، كونها قطاع مهم نستمد منه المواد الأولية اللازمة لغذائنا، واكتسبت فيها خبرة طورتها خلال السنوات الماضية، وهذا المشروع قد يعدُّ عالي التكاليف نسبياً، لكن الجيد في الأمر أن تكاليفه تدفع لمرة واحدة فقط، وبعدها يغطي الإنتاج وأرباحه هذه التكاليف، واستخدم في مشروعي بذوراً أجنبيةً محسّنةً ومطوّرةً لأحصل على منتجات ممتازة في الطعم والكمية».

نباتات المشروع

"لينا شباط" خريجة فنون جميلة، ورافقت "عبد الرحمن المصري" طيلة فترة تنفيذه للمشروع، قالت عنه: «حب "عبد الرحمن" لأيّ شيء يقوم بفعله هو أساس نجاحه، حيث كان مصمماً على إيجاد مشروع يهدف إلى ترك بصمة إيجابية في مجتمعه، ومن الصعوبات التي واجهها خلال تنفيذ هذا المشروع هو أنه بدأ بتطبيق الفكرة وحيداً، من خلال التمديدات الكهربائية والمائية والصحية، ونقل الأغراض اللازمة لسبعة طوابق كون المشروع نفذ على السطح، كما أنه كان يعمل لمدة 12 ساعة متواصلة، وفي رأيي أن هذه المشاريع تعتبر هامة للغاية كونها تسعى لنهضة "سورية" خاصة بعد حرب دامت 9 سنوات».

يذكر أنّ "عبد الرحمن المصري"، من مواليد محافظة "دمشق" عام 1997، ودرس الهندسة المدنية في جامعة "دمشق".

من داخل المشروع