بطموحه الكبير، ورغبته في المساهمة بتطوير بلده، استطاع رجل الأعمال "هادي نحاس" أن يؤسس مشاريع هي الأولى من نوعها في "سورية"، وتقدم خدمات تسويقية وترفيهية للفرد والمجتمع.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 20 آب 2018، وعن بداياته في عالم الأعمال يقول: «بدأت عملي في عام 2009 فور انتهاء دراستي الجامعية، حيث تخرّجت في الجامعة الأميركية في "باريس" وحصلت منها على إجازة في الاقتصاد الدولي، كان والدي يحدثنا دائماً عن مشاريعه وطموحاته منذ صغرنا، وكنت أحضر معه بعض المؤتمرات؛ وهو ما مكنني من الاطلاع على كثير من الملفات الصعبة والحساسة لأعمال العائلة، ومنذ ذلك الوقت أصبحت فخوراً جداً بمجموعتنا العائلية، وتطور مع الوقت في نفسي الرغبة في المساهمة بها وتطويرها، كي تستمر على مدى الأجيال القادمة، لأننا مؤسسة غير نمطية، تعمل بطريقة مؤسساتية عبر توظيف إدارات مهنية، وليست مرتبطة بشخص المؤسس، لذلك رأيت بها متسعاً كبيراً لتطوير مهاراتي، مع إمكانية إضافة بعض التحسينات التقنية التي تواكب العصر، فتكسبها ميزة تنافسية متفردة، وعلى الرغم من الصعوبات في البداية، إلا أن والدي كان الداعم والملهم الذي يشجعني دوماً على البحث عن الأفضل، والخروج عن المألوف، وعدم الركون إلى الواقع، عنده لا يوجد مستحيل، وأي عمل قابل للتحقيق بوجود الإرادة، إضافة إلى أخي "محمد صبيح" الذي كان سنداً لي في مشاريعي كلها، وينصحني عند اتخاذ قراراتي، ليجنبني مفاجآت العمل وصعوباته من خلال خبرته التي تراكمت بالعمل عبر السنوات الثلاثين الماضية».

بالتأكيد ستكون هناك نسخة ثانية، لكن نحن بحاجة إلى الراحة والتفكير لوضع أفكار جديدة، وتقييم التجربة الأولى، لحصر النقاط الإيجابية والوقوف عند السلبية ومعالجتها والاستفادة منها، أيضاً نحن بحاجة إلى دعم حكومي لفعاليات كهذه؛ لأن النجاح لا يأتي بعمل فردي، ولم نحدد بعد تاريخ لتكرار التجربة، وسنعلم المتابعين عبر صفحتنا على مواقع التواصل الاجتماعي بالزمان والمكان عند تحديدهما

وعن فكرة تطبيق "bee order" ودوافعه لتنفيذها، يقول: «كنت أسافر مع عائلتي إلى البلاد الأخرى، وكنت أتساءل دوماً عن تأخر الخدمات في بلدنا عن دول الغرب، وبعض دول الخليج، إضافةً إلى طموحي الدائم في أن أساهم في بناء بلدي، من خلال تأسيس شركات تدار بأسلوب متميز ومهني، في عام 2015، وفي ظل الظروف القاسية التي يمر بها بلدنا الغالي تواصل معي صديق قديم اسمه "عبد الملك المزين" طالباً مني الانضمام إليه في هذا المشروع الذي كان قد بدأ تطويره تقنياً بعد زيارته إلى "ألمانيا"، وطلب مني مساعدته في القسم التجاري لما أملكه من خبرة في هذا المجال تراكمت عبر السنوات القليلة الماضية، وعليه أسسنا في عام 2016 تطبيق "bee order"، عندما لفته إعلان سابق لشركة من أكبر الشركات العالمية في مجال طلب الوجبات عبر الهاتف المحمول، وتعمل في أكثر من أربعين دولة حول العالم، ورأينا أنها فرصة لتطبيق هذه الخدمة في بلادنا؛ لأن الشركات العالمية لن تدخل السوق السوري في ظل الوضع الراهن».

من اليمين "هادي نحاس" مع "عمر مهايني" ومدير وكالة "سوشلها"

وفيما يتعلق بآلية العمل والخدمات التي يقدمها المشروع، يتابع قائلاً: «يقدم التطبيق العديد من الميزات لمشتركيه، فهو متوفر مجاناً عبر الهاتف المحمول، يظهر العديد من خيارات المطاعم التي تقوم بتوصيل وجباتها إلى عنوان الزبون، إما عبر المطعم مباشرةً، أو عبر فريق التوصيل التابع له، إضافة إلى عرض تفاصيل الوجبة والسعر والصورة، كما يوفر سهولة الطلب، فلا يحتاج الزبون إلى الاتصال بالمطعم، والانتظار على الهاتف ريثما يتم تثبيت الطلب، إنما يرسل طلبه من خلال التطبيق وكأنه بريد إلكتروني، مع التأكد من جودة الطلب ومعرفة أي خلل يحدث، إضافةً إلى تقديم الحسومات للمستخدمين، عبر تقديم حسم 2000 ليرة سورية للطلب الثاني بعد تجميع طلبات بقيمة 15 ألف ليرة سورية، وأصبح عدد العاملين في مشروع التطبيق خمسين شخصاً بين مبرمج، وإداري، وعامل توصيل، وهذا المشروع لا يزال في سنواته الأولى، وهو بحاجة إلى متابعة حثيثة، ودعم كبير ليصل إلى حجم الصورة التي رسمناها عنه، ونبحث حالياً عن شركاء لنا في المحافظات السورية لديهم مفهوم ريادة الأعمال، والاستثمار في هذا المجال، لتعميم التجربة في المحافظات الأخرى. ومن الصعوبات التي تواجهنا في العمل إيجاد اليد العاملة المؤهلة وإبقاؤها محفزة في ظل جو الإحباط السائد، وأطمح إلى المساهمة في تطوير "سورية" عبر تفعيل العديد من المنصات الإلكترونية التي تسهل خدمات المواطن».

وعن تأسيسه "شارع الأكل" بالشراكة مع فريق "سوشلها"، يتابع حديثه قائلاً: «في محاولة لإطلاق فكرة تسويقية، وفي الوقت نفسه تخدم المجتمع من الناحيتين الترفيهية والتجارية، انطلق "شارع الأكل" في حديقة "تشرين" من 27 حزيران وحتى 26 تموز ضمن فعاليات مهرجان "الشام بتجمعنا"، وحقق الأهداف الموضوعة سابقاً، حيث تركزت الفكرة على جمع العديد من أصحاب الاختصاص في مجال الإطعام في مكان واحد، وإخراج الزوار عن المألوف، وتذوق وجبات جديدة ومختلف في مكان واحد، إذ لاحظنا في المدة الأخيرة تكرار المأكولات في أغلب المطاعم، وعدم ظهور أماكن ترفيه في الهواء الطلق، وأحببنا من خلال هذه التجربة أن تقوم مجموعة من المطاعم والطهاة من ذوي الاختصاص الراغبين بتقديم وجبات بطريقة جديدة ومختلفة، حيث إن منهم من لم يكن يملك مطعماً، مع إضافة ألعاب ترفيهية تناسب الصغار والكبار، مثل: رمي الكرة، والتصوير الفوري، إضافةً إلى تنظيم مسابقات للمطاعم المشاركة، وكان على المتسابقين إنهاء الوجبة المقدمة بأقل من 15 دقيقة للفوز بجائزة مالية معينة، كان ذلك تحدياً ومحفزاً لزيارة الشارع الذي انطلق بالتعاون مع وزارة السياحة وغرفة تجارة "دمشق"، التي قامت باستثمار مرآب السيارات في الحديقة، ثم عملنا على تجهيزه بما يلزم من الخدمات والمتطلبات الصحية والتسويقية التي تتماشى مع تقديم الوجبات اللائقة، ويمكننا القول إن نجاح الفعالية يعود إلى إرادة كافة الجهات المشاركة بهذا المشروع، وإيمانهم بالفكرة قبل تنفيذها، على الرغم من أنها جديدة على السوق السوري، ولم يتم تجريبها سابقاً؛ وهو ما يعني وجود العديد من المخاطر والتحديات، وعليه كانت مغامرة».

مدخل "شارع الأكل"

وعند سؤالنا له عن إمكانية إطلاق "شارع الأكل" مرة ثانية، أجاب: «بالتأكيد ستكون هناك نسخة ثانية، لكن نحن بحاجة إلى الراحة والتفكير لوضع أفكار جديدة، وتقييم التجربة الأولى، لحصر النقاط الإيجابية والوقوف عند السلبية ومعالجتها والاستفادة منها، أيضاً نحن بحاجة إلى دعم حكومي لفعاليات كهذه؛ لأن النجاح لا يأتي بعمل فردي، ولم نحدد بعد تاريخ لتكرار التجربة، وسنعلم المتابعين عبر صفحتنا على مواقع التواصل الاجتماعي بالزمان والمكان عند تحديدهما».

من جهته "إدوار مسمار" صديقه ورجل الأعمال، يقول: «أعرف "هادي" منذ أن كان في الخامسة عشرة من العمر، كان يتردد كثيراً إلى بيتنا لزيارة ابني، هو إنسان طموح وجدي، تعاملت معه في العديد من المواقف، كان دائماً متعاوناً، يتعامل معي على أساس الصداقة، وليس المصلحة، لفتني لديه مشروع طلب الطعام من خلال الهاتف المحمول، حيث قصدني عند انطلاقة العمل لمساعدته، وتقديمه لأصدقائي أصحاب المطاعم، أرى أن هذا المشروع جديد في بلدنا، ويستحق كل الدعم لإنجاحه، خاصةً أنه مصنوع بأيادٍ سورية بالكامل، وأتمنى له دوام التوفيق والنجاح».

نجاح فكرة "شارع الأكل" وإقبال كبير

الجدير بالذكر، أن رجل الأعمال الشاب "هادي نحاس" هو ابن رجل الأعمال السوري "صائب نحاس"، وهو من مواليد "دمشق" عام 1986، وإلى جانب عمله في مشروعه الخاص، يقوم بالإشراف على إدارة نشاطي المصاعد والسفر التابعين لمجموعة "نحاس".