في الجنوب الغربي من مدينة "دمشق"، وعلى بعد 60كم تقع قرية "عرنة"، التي تتميز بمناخها وتربتها المناسبة لزراعة أجود محاصيل التفاح "الكولدن، والستاركن".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 كانون الأول 2014، المهندس الزراعي "صياح أبو مرة" ليحدثنا عن محصول التفاح في قرية "عرنة" بالقول: «مع مطلع القرن العشرين بدأت زراعة التفاح تنتشر في منطقة الشرق، وقد أثبتت شجرة التفاح صلاحيتها للنمو والإنتاج، وملاءمتها للشروط المناخية والتربة في "سورية، ولبنان، وفلسطين" وخاصة في المرتفعات، ففي قرية "عرنة" بدأت زراعة التفاح في النصف الثاني من القرن الماضي وتحديداً عام 1949، وبلغت أوجها الاقتصادي في الستينيات وما بعد، حيث أضحى اليوم أحد المصادر الرئيسة لمعيشة أهل القرية، ومن أهم أنواع الفاكهة في المنطقة، فثمار التفاح تخزن طويلاً، كما أنها تتحمل النقل بالمقارنة مع ثمار الأشجار الأخرى.

ما يميز أبناء القرية عن غيرهم هو التعاون والاندفاع لفعل الخير في كافة المجالات بوجه خاص عند قطاف محصول التفاح، حيث يقوم أغلب الفلاحين في نهاية فصل الخريف بتسميد الأرض بالسماد الطبيعي أو السماد الآزوتي حسب وضع الفلاح المادي، وبعدها في فصل الشتاء تبدأ عملية تقليم الأشجار، وفي الربيع يبدأ موسم إزهار الأشجار بعد عملية تلقيح الأزهار، ويبدأ الفلاح تجهيز نفسه لموسم الرش وتأمين المستلزمات وشراء الأدوية المناسبة، ومن ثم تبدأ عملية الرش ضد الآفات الزراعية وتختلف نوعية الرش من شهر لآخر حسب نوعية المرض، ويستمر حتى القطاف بمعدل 6 إلى 7 رشات حتى أواخر شهر آب، يتخلل فترات الرش عمليات الحراثة وري الأشجار حسب المتوافر من المياه، وفي 15 أيلول يبدأ جني المحصول ويبدأ الفلاح تجهيز الصناديق البلاستيكية المناسبة وفقاً لطبيعة الأرض ونضج الموسم ويقوم الفلاح بجني محصوله، وهذا التسلسل في النضج يمكن الفلاحين من مساعدة بعضهم بعضاً أثناء القطاف كنوع من الفزعة؛ وهذا الأمر "دين ووفاء" ويتخلل القطاف غناء الأهازيج التي تدل على وفرة الموسم والتآلف الاجتماعي بين أبناء القرية، كما تسود ظاهرة "الضمان"؛ فبعض الفلاحين "يضمّن" أرضه ويأخذ ثمن الموسم سلفاً، وبعض الفلاحين يقومون بتخزين المحصول في البرادات للشتاء

وهناك عدد كبير من أصناف التفاح في القرية التي تنضج بمواعيد مختلفة، حيث تغني الأسواق بوجودها على مدار السنة وخاصة شتاءً، ويقدر إنتاج القرية من التفاح بنحو 14 ألف طن سنوياً، والمساحة المزروعة بأشجار التفاح تبلغ 3750 دونماً.

وعن المتطلبات البيئية لشجرة التفاح يضيف: «أول المتطلبات هو الحرارة؛ حيث تحتاج إلى ساعات برد كافية تتراوح بين 600 و1800 ساعة برد، وهذا الأمر متوافر في قرية "عرنة"، إضافة إلى الإضاءة حيث التفاح من الأشجار المحبة للضوء فعدم توافر الإضاءة والرطوبة يؤدي إلى ضعف النمو، ومن ثم قلة الإنتاج، فشجرة التفاح من الأشجار المروية، ولا بد من توافر المياه في مناطق زراعتها وأيضاً هذا الأمر متوافر، ولا تنتج بعلاً إلا في المناطق التي يمتلئ جوها بالندى (الرطوبة الجوية الطبيعية)، وآخر هذه المتطلبات هو التربة حيث تتلاءم شجرة التفاح مع مختلف أنواع الترب لكنها تفضل التربة الطينية الرملية جيدة الصرف وتخشى الترب الرملية الجافة التي تزيد فيها نسبة الكلس على 10%، ومن أهم أنواع التفاح الذي يزرع في قرية "عرنة" "الكولدن، والستاركن" وهما من الأنواع المستقدمة إلى القرية في بداية الخمسينيات، أما الأنواع الأخرى التي كانت توزع سابقاً فهي: "الموشح، الزبداني، الماوردي، السكري، الصفصافي، الفضي".

ويعد تفاح "عرنة" من أفخر أنواع التفاح في "سورية" وفي الشرق الأوسط ومطلوب من التجار لإمكانية تبريده لأشهر عديدة ولمذاقه الطيب، ويطلبه التجار من أسواق الدول المجاورة لـ"سورية" مثل الأردن ومصر وحتى السودان».

رئيس البلدية رياض مسعود

كما التقينا الأستاذ "رياض مسعود" رئيس بلدية قرية "عرنة"؛ الذي حدثنا عن طقوس زراعة التفاح في القرية بالقول: «ما يميز أبناء القرية عن غيرهم هو التعاون والاندفاع لفعل الخير في كافة المجالات بوجه خاص عند قطاف محصول التفاح، حيث يقوم أغلب الفلاحين في نهاية فصل الخريف بتسميد الأرض بالسماد الطبيعي أو السماد الآزوتي حسب وضع الفلاح المادي، وبعدها في فصل الشتاء تبدأ عملية تقليم الأشجار، وفي الربيع يبدأ موسم إزهار الأشجار بعد عملية تلقيح الأزهار، ويبدأ الفلاح تجهيز نفسه لموسم الرش وتأمين المستلزمات وشراء الأدوية المناسبة، ومن ثم تبدأ عملية الرش ضد الآفات الزراعية وتختلف نوعية الرش من شهر لآخر حسب نوعية المرض، ويستمر حتى القطاف بمعدل 6 إلى 7 رشات حتى أواخر شهر آب، يتخلل فترات الرش عمليات الحراثة وري الأشجار حسب المتوافر من المياه، وفي 15 أيلول يبدأ جني المحصول ويبدأ الفلاح تجهيز الصناديق البلاستيكية المناسبة وفقاً لطبيعة الأرض ونضج الموسم ويقوم الفلاح بجني محصوله، وهذا التسلسل في النضج يمكن الفلاحين من مساعدة بعضهم بعضاً أثناء القطاف كنوع من الفزعة؛ وهذا الأمر "دين ووفاء" ويتخلل القطاف غناء الأهازيج التي تدل على وفرة الموسم والتآلف الاجتماعي بين أبناء القرية، كما تسود ظاهرة "الضمان"؛ فبعض الفلاحين "يضمّن" أرضه ويأخذ ثمن الموسم سلفاً، وبعض الفلاحين يقومون بتخزين المحصول في البرادات للشتاء».

يذكر أن، قرية "عرنة" تقع في أحضان جبل الشيخ وترتفع عن سطح البحر حوالي 1400م، وتتبع لمحافظة "ريف دمشق" منطقة "قطنا".