يعيش بين الأحجار والمعادن، يحاول فك طلاسمها وأسرارها كي يشيعها بين الناس، للأحجار والمعادن خصائص سحرية كما يقول، ولكنها باهظة الثمن لذلك فهو يخلطها بأخرى رخيصة الثمن، والخلطة لا تؤذي جمالها ولا فائدتها، نسي الناس اسمه وصاروا ينادونه أبا صخر، فالصخر ابنه الشرعي.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 9 تشرين الثاني 2014، "غسان إيميل فاخوري" الذي قال: «أعمل في هذا المجال منذ 45 سنة، وفي مجالات أخرى كالذهب والألماس والجواهر، ومنذ عشرة أعوام جئت إلى "دمشق" حيث كنت أعمل بالأحجار الكريمة في أكثر من بلد، في دول الخليج ودول أخرى، وقد اكتسبت خبرة كبيرة من خلال سفري وتعلمت كثيراً بالمهنة الأحب إلى قلبي، بسبب وجود مجال أكبر للعمل بالأحجار خارج "سورية"، وقد تعرفت إلى مجموعة كبيرة جداً من الأحجار الكريمة، ومدى ارتباطها بحياتنا اليومية، وتأثيراتها فينا».

اليوم أعُرف باسم "أبو صخر" فشريحة كبيرة من الناس تأتي إلى هنا دائماً لمعرفة ما أقوم به من أمور جديدة من صناعة المسابح، والعقود، والأساور، والخواتم، وكثيرون منهم زبائن دائمون

تشكيلته الواسعة جذبت انتباهنا، ترتيبه للأحجار بطريقة فنية وامتزاجها مع المعادن المستعملة شكلت قطعاً فنية خلابة، وعن هذا يضيف "فاخوري" قائلاً: «منذ 3 سنوات وأنا أنتقل بين البازارات المقامة في "دمشق"، ومنذ أكثر من سنة ونصف السنة شاركت في "بازار الشعلان"، وعرضت مجموعتي المتواضعة تحت اسم "لاروش" وهي كلمة فرنسية تعني الحجر أو الصخر، وتضم مجموعتي عدداً كبيراً من الأحجار الكريمة المتنوعة بين "العقيق"، و"الفيروز"، "والزمرد"، و"الياقوت"، وأحجار أخرى من عدة بلدان إفريقية، وآسيوية، وتضم مجموعتي ما يقارب الـ20 بالمئة من الأحجار الكريمة المتواجدة في العالم، حيث هناك خمسة عشر ألف نوع حجر كريم، وهذا يدل على المجال الكبير لهذه المهنة».

الأبراج مع الأحجار الكريمة

لكل برج حجر خاص به، وهذا ما رأيناه في القسم المخصص للأبراج، الذي حدثنا عنه "فاخوري" بالقول: «استطعت أن أربط هذه الأحجار بالأبراج الخاصة بها، فلكل برج حجر معين له ارتباطه وحكايته الخاصة به، فعملت على ترتيب هذه الأحجار وصوغ بعض الأساور والأطواق وعلقت بها البرج والحجر الخاص به، حيث يوجد ارتباط لكل برج بحجر خاص به، وهذا علم واسع أتمنى من الجميع الاطلاع عليه».

"حجر القمر"، و"الهماتاي"، و"الأماتيت" هي أحجار غريبة لا نعرف بها، ولكن لها حكاية عند "فاخوري" الذي قال: «حجر "الهماتاي" هو من الأحجار الرائعة وله اسم آخر وهو "الحديد الصيني"، وهو مرتبط بعدة أديان، وقد حاولت أن أجلب أنواعاً غريبة من الأحجار الكريمة إلى "سورية"، وأعرف بها، من خلال عرضها في البازار، وجلبت من هذه الأحجار أنواعاً جيدة ودمجت معها معادن مختلفة لكي تكون رخيصة الثمن، وفي متناول الجميع، فصنعت الحلق والخواتم والأساور والأطواق والمسابح وتعاليق صغيرة».

بعض المنتجات

شريحة كبيرة من الناس تنادي "فاخوري" باسم "أبو صخر" وهو الأمر الذي أكده بالقول: «اليوم أعُرف باسم "أبو صخر" فشريحة كبيرة من الناس تأتي إلى هنا دائماً لمعرفة ما أقوم به من أمور جديدة من صناعة المسابح، والعقود، والأساور، والخواتم، وكثيرون منهم زبائن دائمون».

الأحجار الكريمة لها فوائد للطاقة الداخلية، بل لها نتائج سحرية وفقاً لبعض التقاليد، إضافة إلى اعتبارها ثمينة فإنها رمز القوة والنقاء، وإهدائها لشخص ما هو عربون الحب والإخلاص والولاء، وهذا ما يؤكده "فاخوري" بالقول: «"الألماس" هو أثمن الأحجار الكريمة، وهو الحجر الذي لا يقهر، ويدل على النقاء والقوة، والوحدة والكمال والحب الخالد، ويجلب لصاحبه القوة ويعزز الالتزام، كما أنه يدعى بحجر المصالحة، و"الفيروز" هو حجر العرائس، ويرمز إلى النجاح، والقوة، والسيطرة، ويمتص الطاقة السلبية لتقديم السلام والفرح، أما "العقيق" فيرمز إلى الثبات، والولاء، ويوفر الطاقة، ويطور الحس، ويوقظ الخيال، وهو دلالة على الإبداع والعاطفة، ولـ"الزمرد" قيمة استثنائية، فهو يرمز إلى الحب الحقيقي، والسعادة، ومن فوائده: الثقة، لونه الأخضر، مريح للأعصاب ويذهب التوتر، وله خصائص علاجية للنظر».

غسان فاخوري