تختلف ألوان "بلاستيك الكريستال"، وتختلف أيضاً أشكاله وطرائق استخداماته والتعامل معه، فهو مادة قابلة للتشكيل، وهو ما يضيف إلى القطعة جمالية خاصة تلفت الانتباه.

التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 21 تشرين الأول 2014، السيد "محمد مأمون السبيعي" من حي مشروع "دمر"، وهو أحد حرفيي مادة "بلاستيك الكريستال"، ويتعامل مع هذه المادة منذ عام 1995، حيث حدثنا عن هذه الصناعة "البلاستيكية" بالقول: «إن المادة الخام التي تصنع منها ألواح بلاستيك الكريستال عبارة عن مواد نفطية شفافة مئة بالمئة، تصنع من حبيبات "الأكريليك" التي يصنع منها ألواح "البليكسي غلاس"، أو ما يسمى بـ"البلاستيك الكريستال"، وأنا بدوري أقوم بشرائها من السوق، وقد تكون بعض هذه الألواح عالية النقاء، فيستخدم أحياناً كبديل للزجاج، كما أن هناك نوعية تدعى "البولي كربونات" ذات مقاومة عالية تتحمل الضغط والاهتزاز والحرارة، وتتراوح مقاسات الألواح "البليكسي" بين 120و240سم، وسماكة تنحصر بين 1-5ملم، وهي تستورد من كل أنحاء العالم، حتى إنها كانت تصنع في محافظة "دمشق" ولكن بسماكات رقيقة، وهو متوافر كمادة أولية في الأسواق».

أقوم كل سنة باستبدال نماذج القواعد المصنوعة من "بلاستيك الكريستال"، وهي مهمة وضرورية لإبراز تميز البضاعة، كما أنها تعطي للمحل جمالية أخرى في عرض البضاعة خاصتي، فأنا أميز الهواتف المحمولة عن غيرها من الإكسسوارات بوضعها على قواعد، ولا يمكن عرض الهاتف هكذا بوضعه على الطاولة، وأحياناً أقوم بشراء القواعد جاهزة وأقوم بطلب موديل معين من الحرفيين يقومون بتصميمه لي، كحفر اسم المحل أو تلوين قسم من القاعدة

أما عن مراحل التصنيع التي يقوم بها "أبو أحمد" فيتابع: «التعامل مع هذه المادة كالتعامل مع الخشب من ناحية القص والتثقيب والحف والتلميع، حيث يتم قص الألواح بآلة تدعى "الشلة"؛ وهي آلة تشبه آلة قص الخشب، إلا أن ريشة القص المستخدمة تختلف عن الموجودة في آلة قص الخشب، فلها نسلات خاصة؛ حيث لا تقوم بتكسير الألواح المراد قصها، ومن الأدوات الأخرى "الديسك الدائري، والفريزا" ذات الريش المتعددة التي تستخدم لكسر حروف البلاستيك، والخراقة اليدوية وهي مقص يدوي، بعدها تأتي عملية القص بـ"الشلة" حيث تتم عملية الحف من الخشن للأنعم ثم الأنعم، وبعدها أقوم بتلميعها بطريقة الجلخ القماشي وصابونة التلميع وهي نوع من أنواع "البوليش"، ويتخلل هذه المراحل إدخال القطعة التي أعمل عليها إلى فرن حرارته عالية، يعمل على المازوت لمدة خمس دقائق تخرج القطعة بعدها طرية لينة قابلة للانحناء والتشكيل حسب ما أريد وكيفما أشاء، وهذه القابلية تميزه عن باقي المواد الخام».

محمد مأمون السبيعي

وعن التصميمات والأشكال والنماذج التي يقوم بصنعها حدثنا: «ألواح "البليكسي غلاس" متواجدة في "دمشق" منذ أكثر من خمسين سنة؛ حيث كانت تستخدم فقط لصناعة "الآرمات" الضوئية، التي بطلت الآن بسبب وجود بدائل أخرى، وحالياً تتنوع الأشياء التي تتم صناعتها، حيث أقوم بصناعة الطاولات الصغيرة، كما أنني أتفنن بصناعة قواعد المجوهرات التي أجد فيها متعة أكبر، إذ يصل عدد النماذج التي صممتها إلى أكثر من أربعين نموذجاً، كذلك أصمم كافة القواعد منها للنظارات ولمحال الأحذية، وكذلك علّاقات الملابس وعلب المحارم المزخرفة والهواتف المحمولة، كما قمت بتصنيع حاضنات للأطفال، وعلب للمخابر وللخردوات، وكذلك دروع التكريم، لكن الأكثر جمالية حسب رأيي هي الصور النافرة ثلاثية الأبعاد، حيث أقوم بإعطاء الصورة واقعية، وذلك بفصل الأشخاص المتواجدين بالصورة عن الخلفية، وأقوم بإبرازهم بطبقة نافرة من البلاستيك، وصور النفر تكون للصور المميزة التي يرغب أصحابها بتخليدها بشكل مميز».

وعن المردود المادي والمنافسين في السوق يقول: «مادة البلاستيك مطاوعة جداً ولها مجالات كثيرة، ومردودها المادي يعتمد على القطعة والإبداع في تكوينها من زخرفة وتشكيل، فكلما زاد العمل على القطعة زادت قيمتها وزاد سعرها، وعملي يتوجه إلى سوق "دمشق" بشكل عام وبعض المحافظات السورية، كذلك أتوجه إلى أسواق "لبنان"، و"جدة"، و"المدينة" في "السعودية"، وهنالك الكثيرون من الحرفيين؛ وكل واحد منهم يتميز بطريقته ونماذجه، أما المنافس الحقيقي فهو آلة الليزر التي أدخلها بعضهم إلى هذه الحرفة، فهي تخدم السوق بغزارة الإنتاج، إلا أنه يبقى للعمل اليدوي قيمته وجماليته التي تميزه عن آلة الليزر التي تعمل على مبدأ القالب الواحد».

نموذج من بلاستيك الكريستال

السيد "أحمد سوادي" صاحب محل الهواتف المحمولة، حدثنا: «أقوم كل سنة باستبدال نماذج القواعد المصنوعة من "بلاستيك الكريستال"، وهي مهمة وضرورية لإبراز تميز البضاعة، كما أنها تعطي للمحل جمالية أخرى في عرض البضاعة خاصتي، فأنا أميز الهواتف المحمولة عن غيرها من الإكسسوارات بوضعها على قواعد، ولا يمكن عرض الهاتف هكذا بوضعه على الطاولة، وأحياناً أقوم بشراء القواعد جاهزة وأقوم بطلب موديل معين من الحرفيين يقومون بتصميمه لي، كحفر اسم المحل أو تلوين قسم من القاعدة».

قواعد الكريستال