أوضح المهندس علي عباس مدير عام الشركة السورية لتوزيع الغاز في تصريح لموقع eSyria : إنتاج سوريا من الغاز الخام 22 مليون م3 باليوم يتم استخدام جزء منها لتعزيز إنتاج النفط في الحقول النفطية ثم يعالج المتبقي حوالي 20 مليون م3 في اليوم بمعامل ومحطات الغاز العائدة للشركة السورية للغاز وينتج منه الغاز المنزلي والمكثفات النفطية والغاز النظيف الذي يضخ في شبكة نقل و توزيع الغاز إلى المستهلكين وهي بحدود 11-12 مليون م3 باليوم يتم توزيعها على وزارة الكهرباء 76% ووزارة الصناعة 12% ووزارة النفط 12% ، وهذه الكميات لا تكفي الحاجة المحلية في ظل تزايد الطلب على الغاز نتيجة تحويل محطات الكهرباء القديمة التي عمل على الغاز إضافة إلى الفيول وكذلك محطات الغاز الجديدة التي تعمل على الغاز وبدارات مركبة ذات مردود حراري عالي ويشكل نسبة ما يغطيه الغاز النظيف المعالج حاليا"من حاجة البلاد إليه بنسبة 50 % .

مشيرا الى إمكانية استخدام الغاز كبديل للمشتقات النفطية في الاستخدامات المنزلية والسيارات إضافة إلى استخداماته الحالية وأهمها توليد الكهرباء وإنتاج الأسمدة والاسمنت مع التنويه أن مشروع استخدام الغاز في السيارات والاستخدام المنزلي هو قيد الدراسة والبحث في الوزارة والشركة السورية لتوزيع الغاز .

لافتاً الى انه تم التعاقد لإنشاء ثلاث معامل جديدة للغاز حيث يتم العمل حالياً في تنفيذ مشروع معمل جنوب المنطقة الوسطى الذي سينتج حوالي 6 مليون م3 / اليوم من الغاز النظيف, ومن المتوقع الانتهاء من تنفيذه بنهاية العام 2008 كما باشرت شركة ستروي ترانس غاز المنفذة لمشروع معمل جنوب المنطقة الوسطى بتنفيذ مشروع معمل شمال المنطقة الوسطى باستطاعة 3 مليون م3 / اليوم من الغاز, ومن المتوقع وضعه في الإنتاج في بداية العام 2010 .

وهناك شركتي بترو كندا وحيان اللتان تقومان بإعداد الدراسات الهندسية لإنشاء معملين , الأول لشركة بترو كندا باستطاعة 2.5 مليون م3 / اليوم من الغاز , والثاني لشركة حيان باستطاعة 3.5 مليون م3 / اليوم من الغاز , ومن المتوقع وضعهما في الإنتاج في نهاية العام 2010 ،سينتج من هذه المعامل حوالي 15 مليون م3غاز نظيف يوميا" إضافية ستساهم في تلبية حاجة الاستهلاك المحلي مؤكدا ان سورية ستشهد تزايدا ملحوظا في الطلب على الغاز مستقبلا" وخاصة في قطاع الطاقة الكهربائية والقطاع الصناعي وبالتالي فان كميات الإنتاج المخططة حاليا" لن تكون كافية إلا في حال حصول اكتشافات جديدة وجوهرية من الغاز .

وعن آفاق ومجالات إنتاج واستخدام الغاز في سورية قال :يتم التنسيق بين الشركة السورية للغاز والشركات العاملة المنتجة للغاز الخام في سوريا لمتابعة إنتاج الغاز الخام ومعالجته وزيادة كميات الغاز النظيف المتاح للمستهلكين إلى الحد الذي يؤمن ما أمكن الاحتياجات الداخلية له .

ولم ينس الإشارة الى مشروع خط الغاز العربي موضحا انه تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الثالثة في سوريا من الحدود الأردنية السورية وحتى موقع الريان شرق مدينة حمص بطول 320 كم وبقطر 36 ًو يتم حالياً تنظيف الخط وتجفيفه وقد تم إدخال الغاز إلى الجزء الجنوبي منه أي من الحدود الأردنية إلى موقع محطة تشرين بطول 139 كم وإيصال الغاز إلى محطة دير علي ، ويتابع إجراء الدراسات اللازمة لربط الشبكة السورية مع الشبكة التركية من خلال خط جديد يخطط لتنفيذه من شرق مدينة حلب وحتى الحدود السورية التركية في موقع كيليس وبذلك سيكون الخط وسيلة تسهل عملية الاستيراد والتصدير والترانزيت حيث سيحقق عائد مادي جيد من خلال نقل الغاز من الدول العربية المصدرة للغاز إلى الدول المستهلكة وخاصة تركيا وأوربا .

وعن التعاون مع الدول المجاورة أشار الى انه تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة النفط السورية ووزارة النفط الإيرانية في أواخر عام 2007 وتم إعداد مسودة اتفاقية مبادئ أساسية لشراء الغاز الإيراني عبر تركيا إلى سوريا في في مطلع 2008حيث سيتم استجرار الغاز من إيران وفق جدول زمني أولي يبدأ من نهاية عام 2009بكمية 3 مليون م3/يوم ترتفع إلى 6 مليون م3/يوم في العام 2012 ومنها إلى 9 مليون بدأً من العام 2014 وحتى نهاية المدة العقدية .

أما بخصوص التعاون مع الجانب العراقي فقد تم تشكيل فريق عمل من الجانبين يقوم بإعداد الدراسات والاتفاقيات اللازمة بهدف إنتاج واستثمار كمية محددة من حقل عكاس الحدودي عبر إنشاء محطة معالجة داخل الأراضي العراقية وخط لنقل الغاز إلى معامل الشركة السورية للغاز على أن ينفذ كل طرف الأعمال المتعلقة بالمشروع ضمن أراضيه وان تقدم الأعمال يسير وفق الخطة الموضوعة .

وهناك إمكانية لاستهلاك هذه الكميات في السوق المحلية آخذين بعين الاعتبار إلى أن الغاز يعتبر ارخص وأنظف بيئياً ويقلل تكاليف صيانة التجهيزات التي تعمل عليه بالإضافة إلى الموثوقية والأمان في التزود مقارنة مع المشتقات النفطية الأخرى .

معتبرا الغاز مصدر الطاقة الأكثر رفقا بالبيئة بالنظر إلى الآثار البيئية وغازات العادم الناتجة عن حرقه ،كما وان نقله بالخطوط يعتبر أكثر أمانا بالنظر إلى حداثة التكنولوجيا المطبقة في التحكم والسيطرة على شبكات نقل وتوزيع الغاز .