عشقت الفنّانة "نور الكوا" الفنّ منذ الطفولة وعززت موهبتها بالدراسة الأكاديمية لتقدم لنا لوحاتٍ تشكيلية تعبيرية وتصاميمَ داخلية مدروسة، وتصبح واحدةً من الفنّانات الواعدات في الحركة التشكيلية السورية خاصة بعد إنجازها 525 لوحة حتى اليوم.

تجمع "الكوا" التي تحمل إجازة من كلية الفنون الجميلة جامعة "دمشق" عام 2016، بين رسم اللوحات التشكيلية والتصميم الداخلي لما تجده من علاقة تبادلية بينهما، وعن ذلك تقول: «العمارة الداخلية هي أم الفنون، تنشئنا على التعامل مع مجموعة من البيانات والمعلومات لوضع حلول للمشاكل الوظيفية والجمالية بنسب مدروسة ومبتكرة تخلق فضاءً مناسباً للأعمال، والفن التشكيلي يكمل المشهد الإبداعي».

العمارة الداخلية هي أم الفنون، تنشئنا على التعامل مع مجموعة من البيانات والمعلومات لوضع حلول للمشاكل الوظيفية والجمالية بنسب مدروسة ومبتكرة تخلق فضاءً مناسباً للأعمال، والفن التشكيلي يكمل المشهد الإبداعي

لمست "نور" (مواليد "دمشق" 1990) ميلها للفن منذ مرحلة التعليم الابتدائي من خلال مشاركاتها بالأنشطة المدرسية، وفي الثامنة عشرة من العمر عملت مدرّسةً للفنون لذوي الاحتياجات الخاصة، واستمرت في هذا العمل مدة أربع سنوات، بعدها قررت إعادة دراسة الثانوية العامة وإكمال دراستها الأكاديمية في كلية الفنون الجميلة جامعة "دمشق"، مشيرةً إلى أنها استطاعت تطوير موهبتها من خلال الثقافة والعمل لأنهما عنصران أساسيان لتطوير العمل الفني، ومنذ عام 2011 وحتى 2020 قامت بإنجاز 525 عملاً تشكيلياً.

زيارة الوزيرة د. "لبانة مشوح" لمعرضها الأخير

وفيما يتعلق بخطوات العمل في التصميم الداخلي تقول: «في البداية أرفع المقاسات من أرض الواقع مع معرفة متطلبات واحتياجات المالك، ثم أنتقل لإيجاد حلٍّ وظيفي صحيح يخدم نسب الإنسان وحركته مع الاستفادة من كل ما هو طبيعي من هواء وإنارة، واستغلال المساحات، ثم أضيف تصميماً مبتكراً يحمل هوية المصمم ويتناسب مع شخصية المالك واحتياجاته، ويتم اختيار الألوان حسب الزمان والمكان فلكل مجموعة لونية وقت ومكان معين، وقمت بتصميم وتنفيد مجموعة من المشاريع في مجال التصميم الداخلي في "بيروت" و"دمشق"».

وعن استخدامها القماش في اللوحات التشكيلية تضيف قائلةً: «قمت مؤخراً بإضافة القماش على مجموعتي في لوحة "الثور"، كمادة حاضرة بين الإنسان والثور في حلبة المصارعة، وربما لم أتقيد بملمسه أو لونه أو تموضعه على العمل الفني لكنه كان حاضراً بسريالية وجود الثور على الكنبة أو على ظهر امرأة لم تعرف التعب».

شهادة تقدير

شاركت الفنانة "نور" بأربعة معارض فردية: في المركز الثقافي بـ"أبو رمانة" عام 2014، وآخر في كلية الفنون الجميلة عام 2015، وثالث في صالة "عامر علي" للفنون في "جبلة" عام 2017، وأخير في صالتها الخاصة عام 2020، حيث زارتها وزيرة الثقافة الدكتورة "لبانة مشوح"، إضافةً إلى كثير من المشاركات في معارض جماعية منها: معرضا "الربيع السنوي" و"الخريف السنوي"، معرض يوم "السياحة العالمي" في "التكية السليمانية" عام 2014، معرض "الشباب" في صالة "الرواق"، معرض "المرأة" في صالة "الشعب"، وغيرها الكثير، عدا عن معارض في "ألمانيا"، منها بمدينة "كولن" و"بروكنسشلاغ" وغيرها».

الفنان التشكيلي العراقي "وضاح مهدي" تفاجأ بما تمتلك التشكيلية "نور" من إمكانية وطاقة تعبيرية من خلال ما قدمته في معرضها الأخير، وعنها يقول: «رغم أنها تعدُّ من جيل الشباب لكن تلمست من خلال اطلاعي على أعمالها الفنية أن لديها حساً لونياً، وخطوطاً عفويةً، وتوزيعاً مدروساً للكتل في العمل الفني، تتميز بالأسلوب التعبيري وأحياناً التعبيري التجريدي والخوض في هذا الاتجاه ليس بالشيء السهل، هي من الجيل الواعد في الحركة التشكيلية السورية الثرية».

من لوحاتها

يشار إلى أن الفنانة التشكيلية "نور الكوا" عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين منذ عام 2014، حاصلة على العديد من شهادات التقدير بمجال الفن التشكيلي من عدة جهات عامة وخاصة منها شهادة تقدير من وزارة الثقافة عام 2015، وأخرى من اتحاد الفنانين التشكيليين في "سورية" بالعام نفسه، كما أنّ أعمالها مقتناة في العديد من الدول العربية والأجنبية.

أجري اللقاء عبر الإنترنت بتاريخ 27 تشرين الأول 2020.