دخلت الفن من أوسع أبوابه، وحملت على عاتقها تأدية أدوارها بحرفيةٍ وإحساسٍ عالي، تركت بصمتها في المسرح والإذاعة التلفزيون والسينما، وأبدعت في عالم الدوبلاج الذي تراه لا يقلُّ أهميةً عن الدراما.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 30 تموز2020 مع الفنانة "وفاء موصللي" لتخبرنا عن مراحل حياتها في عالم الفن فجاء في حديثها: «درست في المعهد العالي للفنون المسرحية وتخرجت عام 1981 وانتسبت إلى نقابة الفنانين في العام ذاته، ثم تابعت الدراسة في "روسيا" ضمن اختصاص تدريب ممثل وإخراج، وشغلت منصب مديرة لقسم التمثيل في "المعهد العالي للفنون المسرحية" عام 2001، وقدمت أول عمل مسرحي بعنوان "حفلة على الخازوق" للمخرج "محمد الطيب" ومثلت عدة مسرحيات منها "سهرة مع أبو خليل القباني، الخدامة، حكاية شتاء" وغيرها من الأعمال المسرحية، مثلت في المسرح والإذاعة والتلفزيون، ولكن المسرح هو موطني.

أراها (ست الكل) في الأخلاق والموهبة وإنسانة عظيمة جداً، وهي بالفعل أستاذة بجميع الأدوار التي تقوم بتقمصها، وكانت تضيف لكل عمل تؤديه وتعطيه جزءاً من روحها، ولم أرها في يوم من الأيام تكرر نفسها فهي متجددة باستمرار، وأول عمل جمعنا هو "بقعة ضوء" 2013، ثم قدمنا سداسية في مسلسل "عن الهوى والجوى"، إذ قدمت إضافة كبيرة للدور، وبالنسبة لي أنتظر جميع أدوارها بفارغ الصبر لأتابع ما قدمته، وهي بالفعل إنسانة محبة للغير وللتمثيل بشكل كبير جداً، ولا يسعني الحديث عنها لأنني مهما تحدثت لن أستطيع وصف نجوميتها التي ليس لها مثيل في عالم الدراما

أما الإذاعة التي أحبها جداً فأعدها تدريباً دائماً لمخارج الحروف ولاستخدام الصوت بطرق ملونة، ولأنني من خلال صوتي أستطيع نقل الناس إلى عوالم خيالية ليس بها صورة، عدا عن استمرار التواصل بين الفنان واللغة العربية وقواعدها النحوية من خلال الأعمال الدرامية التي تعنى باللغة، وهي ثروتنا التي يجب المحافظة عليها، ومن جانب آخر، فإن الإذاعة تحمل تنوعاً كبيراً بأنواع الدراما، فهي تقدم مسرحيات وتمثيليات وأحياناً تقوم باختصار روايات محلية أو عربية أو عالمية نقوم بتأديتها ومثلت فيها: "الحب والعبقرية، يوميات عائلية، شخصيات روائية، جزيرة المرح، حي الصالحية، حكم العدالة" وغيرها من الأعمال الإذاعية، وأما عن السينما التي تعد من أصعب فنون التمثيل لأنّ أي حركة قد تقدم مدلولاً للمشاهد، فكان أول عمل سينمائي لي يحمل اسم "الشمس في يوم غائم" عام 1985 وهو من إخراج الراحل "محمد شاهين" وتأليف الكاتب الراحل "حنا مينا"».

أمانة والي ووفاء موصللي

ثم أكملت "موصللي" حديثها عن أعمالها التلفزيونية: «قدمت أول عمل تلفزيوني عام 1988 والذي حمل اسم "الطبيبة" وهو من إخراج "فردوس الأتاسي"، هذا المسلسل له مكانة خاصة في قلبي كونه أول عمل تلفزيوني لي وكان دوري هو رئيسة الممرضات "نوال" حيث شاركت في البطولة، فتح لي هذا العمل نافذة مهمة على كيفية تأدية العمل الدرامي الذي يعتمد على الصوت والصورة وتعابير الوجه على خلاف الأعمال الإذاعية التي تعتمد على الصوت، ثم لعبت دور "صالحة" في مسلسل "أبو كامل" والذي كان دوراً شعبياً إلى جانب عمالقة الأعمال الشعبية مثل "سامية الجزائري، منى واصف، هدى شعراوي، نجاح حفيظ" هذه الأسماء الكبيرة والعظيمة جعلتني أرتبك وحاولت الاعتذار عن الدور إلا أنّ المخرج "علاء الدين كوكش" أصرّ على أدائي الدور، وهذه كانت نقطة تحول إذ أصبح لدي دراية ومعرفة بالبيئة الشعبية وكيف أقوم بأداء دوري على أكمل وجه، بعد هذا العمل رأى المخرج "علاء الدين كوكش" أنني أجيد لعب الأدوار الكوميدية فمثلت في مسلسل "احتمالات" وبدأت تنهال عليّ الأعمال الكوميدية مثل "مرايا، بقعة ضوء، أهلاً حماتي" وغيرها الكثير، وأيضاً من الأعمال التي تركت بصمة في حياتي مسلسل "أبو البنات" مع المخرج "نذير عواد" عام 1995، ومسلسل "الطير" عام 1998، وأيضاً "باب الحارة" وشخصية "فريال" التي تركت انطباعاً كبيراً لدى الناس الذين عندما أقابلهم ينادوني باسمها ويعتقدون أنه يجدر بي الحديث بأسلوبها، كما مثلت دور الأم الحنون في عدة مسلسلات منها: "لا مزيد من الدموع، والحريق" اللذان لم يحظيا بفرصتهما الحقيقية بسبب عدم انتشار المحطات التلفزيونية بكثرة آنذاك، وهناك الكثير من المسلسلات المتنوعة التي مثلت فيها ومنها "أيام شامية، حي المزار، حد السيف، الذئاب، أشياء تشبه الفرح، موزاييك، دكان الدنيا، عيون حائرة، بيت جدي، الشام العدية، الولادة من الخاصرة، بنات أكريكوز" وغيرها الكثير».

ثم تابعت "موصللي" قائلة: «عملت في مجال الدوبلاج الذي لا يقل أهمية عن مجال الدراما المحلية، ونلحظ أن أهم نجوم العالم لا بدّ لهم أن يدخلوا مجال الدوبلاج وكان أبرز أدواري في المسلسل التركي "حب للإيجار" بشخصية "ناريمان" حيث أضفت للشخصية من روحي ولاقت استحساناً كبيراً ومتابعةً ممتازة من الجمهور.

المخرج فادي سليم

أما عن التكريمات التي حصلت عليها فكان أول تكريم من نقابة الفنانين، ثم أخذت الجائزة الذهبية لكن دون حضوري في مهرجان "مصر للتلفزيون والسينما والإذاعة" عام 1997، وتكريمات كثيرة لا أستطيع تذكرها منها في مهرجانات "حماه"، ومهرجانات "العراق" وآخر تكريم كان من المؤسسة العامة للسينما في مهرجان "سينما الشباب" خلال العام الحالي، خصوصاً أنني لم أنقطع عن السينما ومثلت في الكثير من أعمال الشباب الواعد منها فيلم "نوم عميق" وهو من نص وإخراج "خالد عثمان"، وفيلم "مخاض الياسمين" للمخرج "علاء الصحناوي" ومخرجين شباب مثل "علي عيسى، وعلي بوشناق" وغيرهم الكثير، وأنا أعشق السينما وداعمة لجيل الشباب».

وفي نهاية الحوار اختتمت حديثها قائلة: «كانت لدي عدة نقلات نوعية في حياتي خصوصاً عندما أنجبت طفلتي التي رغبت في رعايتها بأسلوب صحيح وأن أوفق بينها وبين عملي وأشاركها في تفاصيل يومها أيضاً، والمرحلة الثانية كانت موت والدي الذي كان داعماً لي في كل عمل جديد وحتى أثناء دراستي بالمعهد، وهذا كان دافعاً جديداً لكي أبذل قصارى جهدي لأكمل مسيرتي بمهنية أكثر، وختاماً أجد الدراما السورية متعثرة بعض الشيء حيث نحتاج إلى محطات تلفزيونية سورية خاصة، لنستطيع طرح أفكارنا ونتحدث عن مجتمعنا بحرية أكثر، وأما عن الممثلين الشباب فعليهم أن يدخلوا هذه المهنة لتحقيق شغفهم وإيصال رسائلهم وأن يعملوا بجد واستمرار لتطوير ذاتهم حلى لو توقفوا عن العمل لفترة، وعليهم الالتزام فالوقت هو أهم دعائم العمل الفني الذي يحتاج إلى تعاون وروح إبداعية بين جميع العاملين فيه لكي يحقق مآربه، وأيضاً على الكتاب الجدد حضور المسرح باستمرار كما الأعمال التلفزيونية وأن يتمتعوا بحس نقدي وأن يدخلوا بين الناس ويحاولوا رؤية معاناتهم وأن يراعوا الزمان والمكان والحدث الذين لهم تأثير كبير في النص، ولا شكّ أنّ عليهم دراسة كيفية كتابة السيناريو بأسلوب أكاديمي وإبداعي في الوقت ذاته».

وفاء موصللي

"أمانة والي" فنانة سورية قالت: «"وفاء موصللي" صاحبة أدوار مهمة سواء في الدراما الدمشقية أو المعاصرة أو الاجتماعية، منذ بدايتها إلى هذا اليوم، ويصعب على المتابعين نسيان أدوارها مثل دورها في "باب الحارة" أو "أيام شامية" أو "أبو كامل"، تركت بصمتها الجميلة في الدراما الاجتماعية، ولا ننسى ما قدمته في العديد من المسلسلات الكوميدية والتي كان أبرزها "بقعة ضوء"، قدراتها وموهبتها مختلفة جداً، ولديها طاقات كبيرة أخرى غير التمثيل فهي تعزف على آلة الأوكرديون وصوتها جميل في الغناء، عدا عن رومنسيتها وإحساسها العالي، وكوني أحب السينما كثيراً آمل ألا تغادر عالم السينما وأن تستمر في عطائها، لأنّ السينما بالنسبة لنا مهمة جداً، أما عن الإذاعة فهي نجمة حقيقية متمكنة وقوية جداً في هذا المجال وهي تحب الإذاعة كثيراً، ومبدعة حقيقية في مجال الدوبلاج الذي يعدُّ من أصعب مجالات التمثيل، وأعتقد أن لديها مقدرات لم تكتشف بعد وأثق أنه لا بدّ لهذه المقدرات أن تبصر النور، ولن أوفيها حقها مهما تحدثت عن إبداعها وشغفها في التمثيل بكافة جوانبه».

"فادي سيلم" مخرج سوري قال عنها: «أراها (ست الكل) في الأخلاق والموهبة وإنسانة عظيمة جداً، وهي بالفعل أستاذة بجميع الأدوار التي تقوم بتقمصها، وكانت تضيف لكل عمل تؤديه وتعطيه جزءاً من روحها، ولم أرها في يوم من الأيام تكرر نفسها فهي متجددة باستمرار، وأول عمل جمعنا هو "بقعة ضوء" 2013، ثم قدمنا سداسية في مسلسل "عن الهوى والجوى"، إذ قدمت إضافة كبيرة للدور، وبالنسبة لي أنتظر جميع أدوارها بفارغ الصبر لأتابع ما قدمته، وهي بالفعل إنسانة محبة للغير وللتمثيل بشكل كبير جداً، ولا يسعني الحديث عنها لأنني مهما تحدثت لن أستطيع وصف نجوميتها التي ليس لها مثيل في عالم الدراما».

جدير بالذكر أنّ الفنانة "وفاء موصلي" من مواليد "دمشق".