عشقَ اللوّن الطربي واستطاع بصوته وألحانه أن يكون حارساً أميناً للأغنية السورية والعربية خلال مسيرته الفنية التي دامت لـ45 عاماً تمكن خلالها من الوقوف على مسارح عدة، مكوناً مدرسته الخاصة القائمة على السهل الممتنع، ومورثاً فنه الأصيل لابنه.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع الفنان "عبد الرزاق محمد" بتاريخ 5 حزيران 2020 وعن موهبته في الغناء والتلحين يقول: «لمست موهبتي بالغناء في سن السابعة عشرة، وتعلمت العزف على العود، واتبعت دروساً في الصولفيج وأصول الغناء على يد الملحن "عبد الفتاح سكر" والملحن المايسترو "مطيع المصري"، ومنذ البدايات لمست موهبة التلحين لدي وأول ألحاني كان لحن أغنية بعنوان "صيادين والرزق ع الله" من كلمات "سمير المصري"، كما لحنت العديد من الأغنيات لنفسي وهي موجودة في أرشيف الإذاعة والتلفزيون، أشهر أعمالي أغنية "نصحتك لا تحبيني"، "للمرة الأخيرة"، "أنا بتحدى هواك"، كما لحنت للفنانة "أمل عرفة" أغنية عن الأم، وأغنية "لما الشمس" شاركت في مهرجان "الأغنية السورية" على مدار عشرة أعوام وفي عام 2000 أحييت حفلاً في "دار الأوبرا المصرية" وحصلت فيه على شهادة تكريم، وتم تكريمي بدرع خاص من قبل نقابة الفنانين عام 1985».

يتميز الفنان "عبد الرزاق" بصوته الرهيف، وحضوره اللطيف تربطني به صداقة صادقة وطيدة فهو ذو خلق قويم متواضع إلى أبعد الحدود، محبّ للآخرين حريص على زملائه يغار عليهم ويتمنى لهم كل الخير يحرص بشتى الوسائل على شهرتهم، أراه اليوم حارساً أميناً على الأغنية السورية وحتى العربية مدافعاً عنهما بكل أمانة وثقة بالنفس، وزرع هذا الفن بنجله المطرب "محمد عبد الرزاق" الذي يحرص أن يكون امتداداً لوالده

وعن الصعوبات التي تواجهها الأغنية الطربية حالياً يقول: «للأسف لا يوجد حالياً جمهور ذواق لسماع الأغنية الطربية، الأغاني المرغوبة هي الشعبية الراقصة، بينما أفضل الأغاني الطربية الراقية، القصائد على سبيل المثال، "السنباطي" وأعماله الخالدة لـ "أم كلثوم" فجمهورها قليل.

يعزف على العود

أهم وأبرز محطة فنية في حياتي عندما غنيت أمام "محمد عبد الوهاب" في "لبنان" أغنية "يا مسافر وحدك"، كما غنيت لأكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة بحضور العبقري "بليغ حمدي" وكم أسعدتني شهادته بصوتي في معظم مقابلاته في الإعلام.

تأثرت في بداية مشواري الفني بالموسيقار "محمد عبد الوهاب"، و"عبد الحليم حافظ" وعشقت صوت "محمد قنديل" و"كارم محمود" وغنيت لهما الكثير في الثمانينات منها أغنية "عنابي" التي اشتهرت جداً في التلفزيون والإذاعة السورية».

ميدالية تقدير من نقابة الفنانين

وفيما يتعلق بعزفه آلة العود وحفلاته يقول: «كل فنان يتمتع بموهبة الغناء وبالصوت الجميل يجب عليه أن يعزف العود لمرافقة صوته وبالوقت نفسه يكون متمكناً أكثر من أدائه ومن العلامات الموسيقية السليمة، وعندما يتقن الفنان العزف مع صوته بشكل صحيح يصل إلى الجمهور ويتعايش معه، وخلال مسيرتي الفنية سافرت إلى العديد من البلاد العربية، والأجنبية بعقود عمل، وتعاقدت على حفلات أكثر من مرة مع فنادق خمس نجوم في "الأردن"، وتنقلت بين العديد من الدول منها "تونس"، "أميركا" في ولايتي "لوس أنجلوس" و"فلوريدا"، "لبنان" ،"ليبيا"، وغيرها، كما سافرت إلى "أفريقيا" ولا سيّما "ساحل العاج" لإقامة ثلاث حفلات، كانت ناجحة جداً بقيت هناك لمدة سنة ونصف السنة أغني في حفلات ومناسبات للجاليتين اللبنانية والسورية المقيمة هناك».

من جهته الشاعر الغنائي "عبد الرحمن الحلبي" يقول: «الفنان القدير "عبد الرزاق محمد" مطرب من الطراز الرفيع بصوته الساحر يحلّق بنا إلى أيام الزمن الجميل لما فيه من دفء الإحساس، صدق التعبير وقوة الأداء، فكم يدغدغ أرواحنا عندما نستمع له بعد أن تكون القلوب شغوفة له فينتشيها طرباً وهياماً فهو امتداد لكبار المطربين على الصعيد العربي والمحلي اليوم وخير من يغني لهم وخاصةً للمطرب الراحل "كارم محمود" صاحب المدرسة الطربية في الغناء السهل الممتنع فالفنان "محمد" تشرّب حب الأصالة منذ نعومة أظفاره، واستطاع أن يكوّن مدرسة خاصة به من خلال هذا اللون الغنائي المميز نتيجة ثقافته الفنية والموسيقية الجمة وعزفه المتقن على آلة العود، فقد لحن أجمل الألحان التي لم تزل تتردد على ألسنة الناس إلى يومنا هذا لما فيها من شجن الصوت وروعة الألحان وقد أضحت علامة فارقة في الأغنية السورية الأصيلة وإنني محظوظ جداً لأنه غنّى من كلماتي وألحان عمه والد زوجته المطربة "سمر عرفة" الصديق الموسيقار الراحل "سهيل عرفة" أغنية "قلبي يحن له"، وأغنية "أهل الحي" من كلماتي وألحانه وغنائه».

الشاعر الغنائي "عبد الرحمن الحلبي"

ويتابع: «يتميز الفنان "عبد الرزاق" بصوته الرهيف، وحضوره اللطيف تربطني به صداقة صادقة وطيدة فهو ذو خلق قويم متواضع إلى أبعد الحدود، محبّ للآخرين حريص على زملائه يغار عليهم ويتمنى لهم كل الخير يحرص بشتى الوسائل على شهرتهم، أراه اليوم حارساً أميناً على الأغنية السورية وحتى العربية مدافعاً عنهما بكل أمانة وثقة بالنفس، وزرع هذا الفن بنجله المطرب "محمد عبد الرزاق" الذي يحرص أن يكون امتداداً لوالده».

بدوره ابنه الفنان "محمد عبد الرزاق" يقول: «منذ طفولتي استمع لفنه الراقي والطربي، وفنه الصحيح زرع بي روح الغناء الطربي، والأغنية العصرية ثم أصبح مزيجاً من القديم والحديث بداخلي، يتميز صوته بمقدراته الفنية العالية في الغناء، التلحين، والمقام ولونه الغنائي، هو قدوة لي في الفن، وما زلت أحافظ على الفن الأصيل استفدت من خبرته كثيراً، وتربيت على الفن الصحيح ومع مرور الزمن أصبح الفن بطابع آخر وصرت أواكب العصر في طريقة غنائي مع بقاء الأساس السليم في الجمل الموسيقية بطريقة مختلفة».

يذكر أن الفنان "عبد الرزاق محمد " من مواليد "دمشق" عام 1952.