الفنُّ بالنسبة لها لا يحتاج شهادةً، فقد اعتمدت على موهبتها لتجسيد لوحاتٍ مميزةٍ ورائعة بعيدةٍ عن النسخ والتقليد ومستوحاةٍ من الفن السريالي.

في لقاء لمدوّنةِ وطن "eSyria" مع الفنانة التشكيلية "ماجدة مقرقد" بتاريخ 30 أيار 2020 تحدثت عن حبّها للرسم وعن الداعم لها في موهبتها قائلة: «أحببت الرسم منذ صغري ولم أتذكر أن هنالك يوماً فارقني إحساس من داخلي كشعلة مضيئة دافئة وغريبة تضيف لكل تفاصيل حياتي شيئاً مختلفاً وجميلاً جداً أرى فيه الحياة بشكل لا أعرف كيف أصفه. وكان الداعم الأساسي لي أمي فهي من شعر بموهبتي في الرسم بعمر أربع سنوات، ومن دعمني وعلمني القراءة والكتابة قبل دخول المدرسة، وأيضاً منذ دخولي المدرسة وجدت الدعم من المعلمات اللواتي لاحظن موهبتي، حيث كانت المعلمات مثل "أنديرة النفوري"، "نعمت طيفور"، "ردينة طربوش"، الراحلة "فداء النفوري"، وأثّر اهتمامهن بي في نجاحي بفترة طفولتي».

بدأت في النحت منذ كان عمري عشر سنوات لم يأخذ كل وقتي مثل الرسم لكن مع ذلك كنت أنحت أشكالاً من الطين وأحفر على الحجر والخشب وأيضاً لي هواية بصناعة الدمى التي تلبس باليد للأطفال وكان تصميمها ضمن نشاطات نادي الطفل في "السعودية"

وعن مشاركاتها تابعت: «كانت مشاركاتي منقسمة بين "السعودية" و"سورية" لكثر تنقلي بينهما، بداية في "سورية" عندما كنت بالمرحلة الإبتدائية شاركت بجميع المهرجانات القطرية في "سورية" التي كانت تحدث كل عام بالمحافظات وكانت لوحتي دائماً تستعمل بالبوسترات الإعلانية الخاصة بالمهرجان لتميزها، وشاركت أيضاً في المسابقات القطرية وحصلت على الريادة على مستوى القطر لثلاث سنوات، وبعمر 9 سنوات شاركت بمسابقة عالمية للأطفال حيث تم إرسال اللوحات إلى "الهند" وحصلت على المركز الثاني على مستوى العالم وعلى ميدالية فضية.

لوحة بعنوان "ملكة النحل"

بعمر 16 سنة كان أول معرض لي، وكان مشتركاً مع فنان شاب يدعى "وئام سعيد" بالمركز الثقافي في مدينتي "النبك"، وبعدها بعامين شاركت أيضاً بمعرض بالمركز الثقافي مع فنانين مهمين من منطقتي.

عام 2016 شاركت بمعرض في "سورية" بفترة الأزمة وكان مشتركاً ضم بحدود 35 فناناً لكبار الفنانين الذين ما يزالون داخل "سورية" وكان هناك مشاركة شبابية وشروط فنية صارمة لقبول الأعمار ومع ذلك استطعت المشاركة به في صالة عرض "أنس نصار" بمنطقة "القشلة" في "دمشق".

تجسيد الوجوه بالنحت

خلال هذا العام 2020 شاركت بمعرض الخريف الذي أقيم في "خان أسعد باشا" وهو معرض سنوي، وأيضاً لي مشاركات خلال السنوات السابقة في ملتقيات فنية بمحافظة "اللاذقية" وفي "دمشق"».

بالنسبة لمشاركاتها في "السعودية" أضافت: «تم بيع العديد من لوحاتي عام 2010 أثناء افتتاح سوق "المسوكف" الشعبي في منطقة "عنيزة"، وأيضاً لي مشاركات في معارض دورية في "السعودية" بمركز الأميرة "نورا" في منطقة "عنيزة" حيث شاركت في جميع الأحداث الفنية التي يقيمونها وكنت عضو لجنة فنانات "القصيم"».

أما عن الطريقة والأسلوب الذي تفضله في الرسم فقالت: «الطريقة التي أفضلها للرسم والتي تستهويني هي الرسم التعبيري السريالي، إذ أرسم وجوهاً كثيرة بتصميم خاص، فمثلاً قد أرسم جسد إنسان برأس بجعة أو جسد فتاة بملامح قطة أو امرأة يتفرع من خصرها جذع شجرة، ومن الرسامين الذين أحبهم وتعجبني أعمالهم "كوستاف كليمت" والفنان السوري "لؤي كيالي"».

تحدثت أيضاً عن مواهبها إلى جانب الرسم حيث قالت: «بدأت في النحت منذ كان عمري عشر سنوات لم يأخذ كل وقتي مثل الرسم لكن مع ذلك كنت أنحت أشكالاً من الطين وأحفر على الحجر والخشب وأيضاً لي هواية بصناعة الدمى التي تلبس باليد للأطفال وكان تصميمها ضمن نشاطات نادي الطفل في "السعودية"».

بالنسبة للتدريب أضافت: «درّبت الرسم في "السعودية"، وكنت عضواً في لجنة فنانات مدينة "القصيم"، وأيضا درّبت أطفالاً لديهم حالة توحد، وأطفالاً ذوي إعاقات وتأخر نطق ونمو، وعملت في التدريب على الرسم في معهد "سما" في مدينة "النبك" ومركز "نون" لتدريب الأطفال حصراً، وحالياً افتتحت معهداً لمن لديهم ميول فني من كلّ الأعمار بسبب ازدياد الطلب من الذين حولي، وهو خاص بالرسم والخط العربي والزخرفة».

في حوار مع "مصطفى إدريس" من مدينة "جبلة" وهو فنان خريج كلية فنون جميلة ومؤسس مشروع "خليها فن"، قال عن "ماجدة": «تعرفت عليها منذ قرابة سنة وتفاجأت جداً بمستواها، لديها إتقان عالٍ برسم الوجوه وقدرة على إخراج الملامح بالرصاص والفحم، وقد لاحظت أنّ لديها شغفاً واندفاعاً لم أره عند أحد بالإضافة لقدرتها الكبيرة على رسم أحجام كبيرة بكل راحة حتى لو كان العمل ضعف حجمها وبأبسط الأدوات، وهي من المواهب النادرة جداً في بلدنا لكن لم تأخذ إلى الآن فرصتها الكافية بسبب عدم رغبتها بمواكبة مواقع التواصل الاجتماعي ونشر أعمالها».

الجدير بالذكر أنّ الفنانة "ماجدة مقرقد" من مدينة "النبك" في "ريف دمشق" ولدت في "السعودية" عام 1985 وهي مقيمة بين "السعودية" و"سورية".