اختار الربط بين العلم والفن من خلال التعبير عن علم الكواكب بواسطة الفن التشكيلي، مستفيداً من النظريات العلمية الكونية عبر تجسيد بعضها برؤية فنية، مستخدماً لذلك الألوان الزاهية عموماً، إنه الفنان العالمي "مصباح ببيلي".

شرح الاكتشافات والنظريات العلمية الكونية، وتخيل لما يمكن أن يحدث عن نهاية العالم، وعن وصول مخلوقات فضائية، كل ذلك عبر لوحاته من خلال ذوق فني، وحسّ جمالي راقٍ.

تكرمت في العديد من دول العالم، فعلى سبيل المثال، أقمت معرضاً في "إسبانيا" عام 1980 بدعوى من وزارة الثقافة الإسبانية، وكان معرضي الفردي السابع عشر في قصر "لاتينو مركنتيل" في مدينة "فالنسيا"، ونلت الميدالية الذهبية "غويا"، وقدمت لي وزارة الثقافة الإسبانية ميدالية تقديرية، وأعطاني الدكتور "أندرس سيفيلا ساتوري" لقب "مايسترو الكونية الببيلية"، وأنا أعتز بذلك؛ لأن لي شخصية خاصة

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 19 تشرين الثاني 2017، الفنان العالمي "مصباح ببيلي"، الذي تحدث عن دخوله عالم الفن بالقول: «كنت من أوائل المنتسبين إلى نقابة الفنون الجميلة عام 1970، وحالياً أصبح اسمها اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، رقمي تسعة عشر؛ وهو الرقم الأساسي القديم، وأنا عضو باتحاد الفنانين التشكيليين العرب منذ عام 1971، وقدمت العديد من المعارض في معظم دول العالم، مثل: "الدنمارك، وألمانيا، والكويت، والأردن، وإسبانيا، وفرنسا"، وغيرها، بمجموع تسعة عشر معرضاً فردياً. وبالنسبة للمعارض الجماعية، فقد شاركت بثمانية وسبعين معرضاً داخل القطر وخارجه. ودائماً معارضي في حالة تجدد، كما يقول الفنان "طارق الشريف"، أو الفنان "بشير زهدي"، أو غيرهما من الفنانين المتخصصين بالفنون وعلم الجمال، إنني دائم التطوير، وكل معرض يختلف عن المعرض الثاني، وأن الرابط الوحيد بينها هو أنا، فأنا لا أحب أن أقلد أحداً أو أتبع أحداً وإن كان قامة من القامات الفنية».

معجزات كونية للفنان ببيلي

وأضاف: «أفتخر بالجنسية والشخصية والحضارة السورية الموجودة منذ آلاف السنين، فدائماً أرسم وأطور كي تحمل معارضي بصمتي الخاصة والمتفردة، حيث كنت أرسم عن الدوائر، وبعدها استخدمت المنظور الكروي للعالم "ريمان"، ثم استخدمت الدوائر التي أصبحت ضمن التكوين، ثم استخدمت الإطار المربع، وعبرت التكوين والدوائر وهندسة "ريمان" في داخله، وربطت الكثير من النظريات العلمية من علماء أجانب كفكرة ربط العلم بالفن، وهذا ما تكلم عنه الصحفيون في "فرنسا"، و"سورية"، لأن الفن هو علم، ففي ألوانه تحاليل سيكولوجية».

وعن رؤيته لهذه العلاقة، تابع بالقول: «في معرضي الأخير الذي حمل عنوان: "طرق السماء وسقف الفضاء"، عرضت الرؤية الميتافيزيقية، وهي رؤية لما وراء الآفاق، وفي الوقت نفسه لطرق الفضاء، وهذه النقطة لم يتعرض أحد لها، وهي عبارة عن طاقات أو طرق ضخمة عملاقة منعدمة الزمن بداخلها. لوحاتي هي عين على الكون، مثل انشقاق السماء وانشقاق القمر والنيازك والأراضي الموجودة قبل خلق "آدم"، حيث كان فيها بشر أو مخلوقات عاقلة موجودة في كواكب ثانية، وهذا الشيء أثبتته الكتب السماوية، وكذلك "وكالة ناسا"، لكنهم لم يصلوا إلى النتيجة التي نعرفها. وتوجد لوحات تتكلم عن جمالية الفضاء ودروب الأفلاك والثقوب السوداء، وكوكب الأوكسجين والكواكب التي تعدّ توأم الأرض، وهو رؤية بعيدة المدى ولها آفاقها ورؤيتها الجمالية والعلمية، وإذا لم تكن علمية مئة في المئة ستكون تخيلات جمالية وعلمية وعقلانية، وسيتم اكتشافها لاحقاً».

من لوحات الفنان ببيلي

وعن تكريم الفنان "ببيلي" خارج القطر، قال: «تكرمت في العديد من دول العالم، فعلى سبيل المثال، أقمت معرضاً في "إسبانيا" عام 1980 بدعوى من وزارة الثقافة الإسبانية، وكان معرضي الفردي السابع عشر في قصر "لاتينو مركنتيل" في مدينة "فالنسيا"، ونلت الميدالية الذهبية "غويا"، وقدمت لي وزارة الثقافة الإسبانية ميدالية تقديرية، وأعطاني الدكتور "أندرس سيفيلا ساتوري" لقب "مايسترو الكونية الببيلية"، وأنا أعتز بذلك؛ لأن لي شخصية خاصة».

وتحدث الأديب والفنان "محمد منذر زريق" عن تجربة "ببيلي" بالقول: «يعدّ واحداً من أهم الفنانين السوريين المخضرمين الذين صنعوا لأنفسهم بصمة مميزة، ومعرضه الأخير حمل تجربة جديدة، وهي استمرار لتجاربه السابقة في توظيف المعجزات الكونية، وتوظيف فلسفة الدائرة والأقواس التي عمل عليها لسنوات طويلة، وتفرد بها من بين الفنانين بهذا الأسلوب، ونال العديد من الميداليات والجوائز الدولية، ومن المؤكد أن لوحات الفنان "ببيلي" فيها الكثير من المتعة والكثير من الأفكار والبوح الفلسفي».

محمد منذر زريق

يذكر أن الفنان "مصباح ببيلي" من مواليد "دمشق" عام 1944، وتخرج في قسم التصوير والغرافيك بمركز الفنون التشكيلية التابع لوزارة الثقافة، وكورس الفنون التشكيلية بالمراسلة الدولية في "إنكلترا"، وحصل على صفة مايسترو عام 1980 وميدالية ذهبية "غويا"، وهو مبتكر المدرسة الببيلية الشرقية، والعديد من الجوائز الأخرى.