استطاعت فرقة "سفر" من خلال بساطة ألحانها والجهد الموسيقي الصادق الذي يبذله أفرادها أن تكوّن لنفسها مفهوماً خاصاً بين جمهورها، وتواظب على تقديم مادة موسيقية ترضي مسامعهم وأذواقهم الفنية على اختلافاتها.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 11 أيار 2017، تواصلت مع الفنان "شادي الصفدي" أحد الأعضاء المؤسسين لفرقة "سفر"، ليحدثنا عن الفرقة بالقول: «أُسّست "سفر" عام 1999 على يد الفنان "وافي العباس"، حينئذٍ حملت اسم "مهجرين"، وشاركت في مهرجان مسابقة "الفرانكوفون" الفنية، الذي أقامه المركز الثقافي الفرنسي في "دمشق" عام 1999، وفيه حصلت الفرقة على المركز الأول بين الفرق المشاركة في المسابقة.

"سفر" فرقة سوريّة بامتياز، أفرادها كالأسرة المتناغمة التي تسعى دائماً إلى تقديم أفضل ما عندها لترضي أذواق المستمعين جميعاً، وبالنسبة لي أستمتع جداً بصفاء الألحان التي يقدمونها سواء أكانت جديدة أو قديمة محدثة؛ لأنهم يعملون بتأنٍّ لإصدار أعمالهم وتقديمها إلى الجمهور بكل شغف

كان انضمامي إلى الفرقة في بداية عام 2000، مع مجموعة من الفنانين والعازفين، وحينئذٍ كان لنا نشاطات قدمنا فيها أنفسنا في عدّة مهرجانات، وحفلات في "دمشق" و"حلب"، ومع حلول عام 2001، كانت الفرقة تضمّ تسعة أشخاص من عازفين ومغنين، وتمّ تغيير اسمها إلى "سفر"، لتقدّم حفلات جديدة في "سورية"، "لبنان" و"الأردن".

شادي الصفدي

الظروف التي فرّقت أعضاء الفرقة أدّت إلى توقف نشاطاتها من عام 2004 حتى 2015، حيث عادت مجدداً إلى نشاطها الفني بعدما قرّر نا أنا و"وافي" إعادة هيكلتها من جديد».

وتابع "الصفدي": «إذا أردنا توصيف هوية الفرقة، فيمكننا القول إنها تقدم أغنية سوريّة بامتياز، تبتعد عن تقليد أنماط الموسيقا الشرقية أو الغربية، وتسعى إلى إيجاد هويتها الخاصة التي لا تشبه المعتاد، أغنياتها من تأليف وتلحين أفرادها الذين يحاولون ترسيخ مفهوم الموسيقا بأبهى صورة؛ فهي اللغة التي يستطيع من خلالها أيّ إنسان التعبير عن ذاته وانفعالاته بطريقة عفوية من دون أي تصنّع موسيقي».

سيمون مريش

وعن أبرز محطاتهم الفنية، أضاف: «تجديد أغنية "يا بوردين" كانت خطوة مهمة في مسيرة الفرقة؛ فإعادة إحياء أغنية تراثية عالقة في ذهن المستمعين ليس بالأمر السهل، وقد توّجت برضا جمهور الفرقة وتقديره، وتكمن خصوصيتها بالنسبة لنا في كونها مثّلت جسراً بيننا وبين الناس، ونعمل على تكرار تجربة إحياء الأغاني التراثية الفنية، وأغنيتنا الأخيرة "يا ليل"، تعد أيضاً محطة متميزة في مسيرتنا؛ لكونها تروي حكاية "سورية" وأبنائها المغتربين، وما تحمله هذه الحكاية من مشاعر غزيرة تتنوع بين العشق والحنين والكثير من الانتماء الروحي على الرغم من المسافات، ولكونها حقّقت انتشاراً واسعاً بين المغتربين السوريين».

وتابع "الصفدي": «قد تكون الأوقات متباعدة بين كل إصدار فني وآخر، ويعود ذلك إلى أسباب تحكمها ظروف أفراد الفرقة، لكننا نعمل بجدّ لتكون المرحلة القادمة حافلة بالنشاطات والأعمال لتبقى أغنيات "سفر" حاضرة بين جمهورها من دون توقف؛ فالموسيقا هوايتنا التي نمارسها بكل حبّ، ومشروع "سفر" مستمر وقائم، وكل ما يسمعه الناس منا هو ثمرة جهد أفراد الفرقة الذين أغرموا بالموسيقا، وجعلوا "سفر" في مقدمة أولوياتهم، ونجاحها هدفهم».

ميس حرب

الفنان "سيمون مريش" الذي عاد إلى "سفر" مؤخراً، يقول: «سعيد جداً بعودتي إلى "سفر"؛ فالأغاني التي أنجزت سابقاً، والتي تنجز حالياً فيها الكثير من البساطة والأداء الفطري الذي يمسّ قلب المستمع ويبثّ فيه الفرح، والأهم أنها وبعد هذه الفترة من الانقطاع مازالت تحافظ على حالة النضج في الكلمات والألحان لتقدم الأفضل لجمهورها، وهي تجربة فنية متميزة تقدم فنها بصورة محببة في زمن الفن الصعب».

المغنية "ميس حرب"، تقول: «"سفر" فرقة سوريّة بامتياز، أفرادها كالأسرة المتناغمة التي تسعى دائماً إلى تقديم أفضل ما عندها لترضي أذواق المستمعين جميعاً، وبالنسبة لي أستمتع جداً بصفاء الألحان التي يقدمونها سواء أكانت جديدة أو قديمة محدثة؛ لأنهم يعملون بتأنٍّ لإصدار أعمالهم وتقديمها إلى الجمهور بكل شغف».

يذكر أنّ فرقة "سفر" تضمّ حالياً كلاً من: "وافي عبّاس" عازف عود، والمغني "شادي الصفدي" وعازف غيتار كهربائي، و"مهند دويعر "عازف غيتار الكلاسيك، و"سيمون مريش" عازف على الدرامز.