يعبر عن الأفكار غير المحكية في العمل الفني، لكنه لا يظهر كحالة صوتية منفصلة، وإنما مرتبط بكل تفاصيل الحدث الدرامي، ويشكل امتداداً طبيعياً للحكاية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 17 أيلول 2014، الباحث الموسيقي الدكتور "وائل النابلسي" الذي تحدث عن الموسيقا التصويرية وعرّف المعنى الخاص لها، ويقول: «هي الأصوات المصاحبة للأعمال الفنية (درامية – مسرحية – سينمائية – وثائقية – أخبارية)، يعود تاريخها إلى العصر اليوناني الكلاسيكي حيث ظهرت على المسرح مرافقة لجوقة تلقي كلاماً معيناً على الحضور، وبدأت تتطور حتى أخذت في أربعينيات القرن الماضي الشكل الحقيقي لها، وأصبحت تؤدي ثلاث وظائف رئيسية، وهي: عدم ملل الجمهور الذي يعد أحد معايير نجاح العمل الفني، وتعميق الشعور في حدث ما من خلال التطور التقني بأجهزة الصوت، وأخيراً التعبير عن أفكار غير محكية».

يجب أن تؤدي الموسيقا التصويرية دورها في العمل الدرامي كجزء لا ينفصل عن الحدث ولا يظهر كحالة صوتية منفصلة بل كعنصر فني متكامل مع باقي العناصر الفنية، وقد يتوقف عليها في النهاية فشل العمل الدرامي أو نجاحه، كما أن بعض الموسيقا التصويرية ترفع من مستوى العمل الهابط، وبعضها يهبط مستوى أعمال أخرى تكون رائعة من باقي النواحي الدرامية

وعن عناصر الموسيقا التصويرية الناجحة يقول: «يجب أن تحمل الموسيقا التصويرية 3 عناصر على الأقل من 11 عنصراً، تحقق لها النجاح والجمالية في أي عمل فني وهي: المقدمة الموسيقية التي يجب أن تكون اختزالاً لما يحتويه العمل من موسيقا، اللحن المسيطر المرتبط ببطل العمل الدرامي، اللحن المضاد المرتبط بعدو البطل أو القضية المعاكسة لجوهر العمل، اللحن الهادئ الذي يرافق المشاهد التي لا تحتوي ديناميكية، اللحن الصاخب الذي يعكس لحظات الحركة والسرعة، اللحن الصادم المرافق لحالة المفاجأة، اللحن الوجداني المرتبط بلحظات معينة كالفرح أو الحزن، الألحان العابرة ووظيفتها ملء الفراغات، الألحان الدخيلة التي تعتمد على ألحان سابقة معروفة لأداء غرض معين، المؤثرات الصوتية التي تصدر عن غير الآلات الموسيقية، وأخيراً الخاتمة الموسيقية التي يفضل أن تكون إعادة وصياغة موسيقية لموسيقا البداية».

د. وائل النابلسي

كما التقت المدونة بتاريخ 22 أيلول 2014، الموسيقي "جمال سامي عواد" الذي تحدث عن أهمية الموسيقا التصويرية في الأعمال الدرامية، ويقول: «يجب أن تقوم الموسيقا التصويرية في السينما والتلفاز والمسرح بدور الحاضنة الطبيعية للحدث والأشخاص المشتركين فيه حتى لو كانوا من المتفرجين، على اعتبار أن المتفرج هو عنصر غير مرئي من عناصر العمل الدرامي، فتغدو الموسيقا التصويرية هنا كرحم يحمل جنين الواقع في أحشائه، ويتبادل معه التأثير، أي الأخذ والعطاء، تماماً كما هو الحال بين الجنين والأم ضمن العلاقة الهرمونية التي تنعقد بينهما، وهنا نلاحظ الشبه بين كلمتي "هرمونية"، و"هارمونية"».

ويضيف: «يجب أن تؤدي الموسيقا التصويرية دورها في العمل الدرامي كجزء لا ينفصل عن الحدث ولا يظهر كحالة صوتية منفصلة بل كعنصر فني متكامل مع باقي العناصر الفنية، وقد يتوقف عليها في النهاية فشل العمل الدرامي أو نجاحه، كما أن بعض الموسيقا التصويرية ترفع من مستوى العمل الهابط، وبعضها يهبط مستوى أعمال أخرى تكون رائعة من باقي النواحي الدرامية».

الفنان جمال سامي عواد

أما الموسيقي المعروف "طاهر مامللي" فيشير إلى أن الموسيقا التصويرية هي دلالات جمالية للمشهد وللحوار وانتقال الكاميرا من مكان إلى آخر، ويقول: «تشكل الموسيقا التصويرية العتبة الجمالية التي تحاكي إلى حد بعيد تفاصيل المشهد والحكاية الدرامية، فتحقق تعادل المشهد سمعياً عبر التفريدات في (الصولو)، وتشكل امتداداً طبيعياً للحكاية من خلال توليفة ومزاوجة بين الكتابة الموسيقية والكتابة الدرامية للأحداث، وقد أخذت الموسيقا التصويرية السورية منذ بداية التسعينيات دورها الحقيقي الموظف للمساهمة في نجاح العمل الدرامي من خلال اهتمام مختلف من قبل صناع الدراما بهذا العنصر من العناصر الفنية».

الموسيقي طاهر مامللي