من جديد تعود فرقة "توكسيدو" السورية لتحيي حفلاً موسيقياً في حديقة "القشلة" أضفت الموسيقا روحاً جديدة على مستمعيها، ذلك من خلال التفاعل مع الأنغام الغربية والأداء القوي فكانت فرصة جديدة وجيدة للتعرف على إبداعات الشباب السوري ممن يمتلكون موهبة غنائية أو ممن تمكن من العزف في محاكاة مدروسة وموفقة للنسخ الأصلية من المقطوعات الموسيقية الغربية والتي برع فيها العازفون والمغنية في تأديتها.

بدأت الحفلة بتوقيع كل من "نور عرقسوسي غناء، قصي الدقر غيتار، منصف تركماني غيتار باص، ناريك عبجيان كيبورد، باسل رجوب ساكسيفون ألتو، عروة صالح ساكسيفون تينور، مجد شحيد تروم مبيت، صلاح عليوي ترومبون، مضر سلامة درامز".

مع الاهتمام المتزايد الذي نشهده في سورية و"دمشق" بشكل خاص فنياً وموسيقياً ومع مرور الزمن تطورت فرقتنا حتى توصلنا إلى الفرقة الحالية بتسعة عازفين، نقدم من خلالها نموذجا قريبا لموسيقا "الجاز والفانك" القديمة المفعمة بالطاقة والحيوية

فريق "eSyria" حضر هذا الحفل والتقى مدير الفرقة "عروة صالح" الذي تألق بعزفه على الساكسفون بحضوره الجميل والممتع، حيث حدثنا عن موسيقا الجاز قائلاً: «ظهر هذا النوع من الموسيقا نتيجة لظروف تاريخية واجتماعية، أهمها إلغاء نظام الرق والعبودية في مدينة "نيو أورليانز" التي ولدت فيها هذه الموسيقا وبالفطرة ابتكر وأسس له، ومن أدواته الآلات النحاسية، حيث يعد العزف عليها أسهل بكثير من الآلات الموسيقية الأخرى ويمكن استخراج الألحان البسيطة منها دون مجهود، في عام 1895 تكوّنت في "نيو أورليانز" أول فرقة تعزف موسيقا الجاز وهي تعتمد أساساً على الارتجال المشترك والانطلاق بالأصوات في كل اتجاه ثم أخذت فرق موسيقا الجاز تنتشر وتجذب إليها جمهوراً متزايداً من الشباب واستطاعت أن تحتل مكاناً بارزاً في صالات الرقص والحدائق العامة، فهذه الفرق كانت كثيرة التنقل من مكان إلى آخر ولم يدخل البيانو في تكوينها إلا في وقت متأخر حوالي عام 1920 ولم يتوقف تطور موسيقا الجاز التي أصبحت موسيقا الرقص بأنواعه مثل "الشارلي ستون، السوينج"، وانتقلت زعامة موسيقا الجاز من مدينة "نيو أورليانز" إلى مدن أخرى، فهي عبر تاريخها لم تنقطع عن التطور والتغيير؛ حيث ترتفع أحياناً إلى المستويات السيمفونية، وترتد أحياناً أخرى إلى أصولها البدائية، وأهم ما يلفت النظر أن تلك الموسيقا التي انطلقت من مدينة "نيو أورليانز" انتشرت في جميع أنحاء العالم».

الجمهور

يضيف "عروة" عن أهمية مشروع موسيقا على الطريق ويقول: «لقد منحنا فرصة للظهور من جديد ضمن فعالياته المتنوعة ولقاء الجمهور من جديد لنمتعه بموسيقانا وليتعرف الجمهور أكثر على فرقتنا وآلاتنا الموسيقية وإبداعات الشباب السوري ونقدم له كل ما هو جديد عن موسيقا "الجاز والفانك" ونطمح إلى أن نقدم موسيقانا السورية من وحي مجتمعنا وبيئتنا الغنية، والمتنوعة بثقافات عدة».

وعن مهرجانات الجاز حدثنا عنها "مضر سلامة" وهو عازف درامز بالفرقة حيث قال: «تطورت مهرجانات الجاز؛ فقد بدأت إقامتها بصفة دورية في الخمسينيات، وكانت في البداية محلية، تتبارى فيها الفرق الأمريكية بتقديم أحدث إنتاجها وأفضل نجومها في الغناء أو العزف، أخذ نطاق تلك المهرجانات يتسع حتى أصبحت دولية، تشترك فيها فرق الجاز من مختلف أنحاء العالم؛ انتشر الجاز بعد ذلك في كل أنحاء العالم بداية الستينيات مع ظهور التلفزيون وانتشاره ونمو صناعة الموسيقي بشكل متضخم، وأخذ الجاز في كل منطقة ما يشبه الطابع المحلي، فظهر الجاز اللاتيني نسبة لأمريكا اللاتينية، والأورينتال جاز أو الجاز الشرقي ويقصد به الجاز العربي».

عروة الصالح

وأضاف: «مع الاهتمام المتزايد الذي نشهده في سورية و"دمشق" بشكل خاص فنياً وموسيقياً ومع مرور الزمن تطورت فرقتنا حتى توصلنا إلى الفرقة الحالية بتسعة عازفين، نقدم من خلالها نموذجا قريبا لموسيقا "الجاز والفانك" القديمة المفعمة بالطاقة والحيوية».

"نور عرقسوسي" وهي طالبة لغة إنكليزية في جامعة "دمشق"، حدثتنا عن تجربتها بالغناء الأجنبي قائلة: «هو شغف بالموسيقا والغناء ما جعلني أمارس هذه الهواية التي تمنحني مزيجاً مختلفاً من المشاعر، فمنذ أربع سنوات وأنا أشارك في إحياء بعض الحفلات الغنائية، أما مع فرقة "توكسيدو" فهذه هي السنة الثانية التي أغني ضمن فريقها الذي يتجدد من عام إلى عام، فقد استضافت فرقة "توكسيدو" عدداً من المغنين والموسيقيين في محاولة لتقديم الجديد، وذلك حسب مشاريع هذه الفرقة، وآخرها هذا الحفل الذي نقدم فيه موسيقا الجاز والفانك».

مضر سلامة