قدمت فرقة "سمة" للمسرح الراقص عملها المسرحي "تركيب–Puzzle" على خشبة "مسرح الحمراء" في "دمشق" وذلك من 19 إلى 23/9/2010، ضمن أنشطة مديرية المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة. وأتى العمل بانسجام عال بين أداء الراقصين وبين الموسيقا والإضاءة اللذين كانا بطلين حقيقيين يضافان إلى أبطال العمل "الراقصين".

أما الديكور فقد أتى بسيطاً معتمداً على بعض التقنيات التي خدمتها الإضاءة أكثر، كل ذلك أدى إلى حالة من الرضا الشديد والإعجاب لدى الجمهور الذي عبر عنه بالتصفيق الحار طويلاً عند انتهاء العرض.

من المؤكد أنها موجودة فالحب والعشق موجودان ولا نستطيع نكرانهما في الإنسانية بشكل عام ولم نركز عليهما تماماً وإنما كانا جزءاً من العرض

موقع eSyria حضر العرض في يومه الأخير وسجل الانطباعات التي كان أولها مع الفنان السوري الممثل "جهاد عبدو" الذي قال: «العمل جميل جداً ومملوء بالتفاصيل اليومية المعاصرة، فالراقصون على مستوى عال من المهارة، وأنا أفخر بهذه الفرقة لكوني مواطن سوري، وأفخر بوجود مثل هذه الفرقة ذات السوية العالية في سورية، فهذه مفخرة للبلد ويجب أن ندعمها، ومثل هذا العمل يجب أن نصدره إلى كل المهرجانات الدولية، لأن هذا العرض حقيقي ويتحدث عن مشاكل الشباب السوريين، والتي هي مشاكل عالمية بالمحصلة النهائية، لقد وجدت أنه كان هناك انسجام في عناصر العرض، ومن الملاحظ أن هناك تدريبات حقيقية وجدية حتى ظهر العمل بهذه الروعة التي شاهدناها، واللافت في الأمر أن القائمين على العرض قد أخلصوا في البحث وإيجاد المفردات للعلاقة بين الشاب والفتاة على خشبة المسرح، والتي خدمت قصة العمل من خلال المفردات الحركية والتي سلطت الضوء على العلاقات الاجتماعية وتحديداً علاقة الشاب بالفتاة في سورية».

تركيب

أما السيد "كمال جنيد" من العاملين في الحقل الثقافي والفني فيقول: «العمل خفيف وجميل ويشكل إضاءة مهمة، فهو خال من التعقيدات وغير متكلف وما يميزه البساطة والشفافية ومن المهم جداً وجود فرقة بهذا الاختصاص وبهذه السوية الراقية لتقدم مثل هذه الأعمال في سورية».

الراقصة "حور ملص" إحدى المشاركات في العرض تقول: «لقد سبق أن عرضنا هذا العمل في "دار الأوبرا" ضمن فعاليات مهرجان الرقص المعاصر، وقد رغبنا أن نقدم عملاً مختلفاً ومعاصراً أكثر على أنغام الموسيقار الكبير "ظافر يوسف"، إضافة إلى أن نظام إضاءة والأزياء مختلفان أيضاً، والعمل يحاول أن يتحدث عن الإنسان من خلال تسع كلمات ليؤلف منها جملة "إيقاع، حب، عشق، صبر، ضوء، حقيقة =سمة روح تصلي"».

من العرض

أما مدير الفرقة ومصمم الحركات "كيريوغراف" السيد "علاء كريميد"، فيقول: «فكرة العمل تتلخص من خلال تسع مفردات والتي تعني بمجموعها الإنسانية، ومن المؤكد أن هناك مفردات أخرى تدلل على معنى الإنسانية، ولكن المجموعة التي عملنا عليها واخترناها هي التي أثرت فينا أكثر».

وتابع يقول: «الموسيقا التي اخترناها هي للموسيقار "ظافر يوسف" والتي حاولنا من خلالها ترجمة الموسيقا للكلمات التي استخلصناها، والجدير ذكره أن الأستاذ "ظافر" يعمل مع موسيقيين من كل العالم، فقد أصدر خمسة ألبومات وفي كل ألبوم يأتي بمجموعة من العازفين من منطقة من العالم».

حور ملص

وعن توظيف الثنائية "أنثى– ذكر" يقول: «من المؤكد أنها موجودة فالحب والعشق موجودان ولا نستطيع نكرانهما في الإنسانية بشكل عام ولم نركز عليهما تماماً وإنما كانا جزءاً من العرض».

وعن مدة الإعداد لهذا العمل يقول السيد "علاء": «لقد عملنا بجد وبذلنا الكثير من الجهد المتواصل على مدار أربعة أشهر كاملة، وللدلالة على مستوى الجهد وحجم العمل أقول بأننا عملنا على حفلات افتتاح لمهرجانات كبيرة كـ"مهرجان دمشق السينمائي" 2007، 2008، 2009، ومهرجانات في عدد من العواصم والمدن العربية، ولا يستغرق الإعداد لها أكثر من خمسة وعشرين يوماً، فهذا العمل منهك جداً مع أن عدد الراقصين أقل من العارضين في المهرجانات، لأن العمل "تركيب" يحوي الكثير من التفاصيل، والتي أخذت وقتاً طويلاً».

والجدير ذكره أن فرقة "سمة" للمسرح الراقص هي عبارة عن تجمع فني تأسس في عام 2003 تحت إشراف المصمم "علاء كريميد"، يضم عدداً من الراقصين والراقصات من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، طلاب قسم الباليه، وطلاب مدرسة الباليه.

وتتلخص مهام الفرقة كما ورد في البروشور بنشر ثقافة واعية في مجال الجسد الراقص والحركة بالتزامن مع تطور فنون الأداء في العالم وعلى وجه الخصوص فن الرقص. حيث تعنى الفرقة متمثلة بإدارتها وراقصيها بتقديم مستوى بصري وثقافي يساهم في نقل فن الرقص العالمي إلى المشاهد العربي عموماً والجمهور السوري على وجه الخصوص.

أما العاملون في إنجاز هذا العمل فهم: دراماتورج "ثائر العكل"، تصميم الإضاءة "خالد المحمد"، تنفيذ الديكور "عزت فواز"، وأما الراقصون المشاركون فهم: "يارا عيد"، "حور ملص"، "فادي شاهين"، "عمرو قرقوط"، "لانا فهمي"، "ميلندا ماروكي"، "محمد شباط"، "محمد وفا البوطي"، "حسن رابح"، "حسين خضور"، "عروة صالح"، "لميس منصور"، "خلدون مسلماني"، "مازن نحلاوي".