غادرنا قبل عشر سنوات محمّلاً بحزن السفر، وبفرح الغربة القادمة إلى أيامه في "باريس"، وعاش هناك لينقل إلينا في معرضه الأول بعد هذا الغياب خلاصة دراساته، ومشاهداته، وكل التجربة الجديدة التي اكتسبها من ذلك.

"منهل عيسى" فنان تشكيلي سوري أراد "الشرود" في لوحاته فكان ذلك عنواناً لمعرضه في صالة "تجليات" حيث التقيناه وكان الحوار التالي:

  • جميعنا نعيش صراعات الوجود بدءاً من لحظات وعينا وحتى اليوم الذي نعيشه، ترى كيف ينقل "منهل عيسى" هذا الصراع لتكون لوحته؟
  • الفنان "منهل عيسى"

    **إن صراع الوجود أمر حتمي لا مفر منه. أنا لا أعكس ذلك الصراع في أعمالي ولكنه ينعكس على لوحتي بمحاولتي أخذ موقعي ووجودي من خلالهاداخل الحياة الثقافية في الغرب أو في بلدي "سورية" .

    التحّدي كبير والأعداء الذين يهددون هذه الحياة النبيلة كُثر.

    من لوحات المعرض "شرود"

    *من يعرفك يعرف هذه الحرية التي تنادي بها أينما اتجهت، هل تخبرنا كيف ترى هذه الحرية في لوحتك وألوانك؟

    **الحرية شرط أي إبداع. لا معنى لعمل فني دون حرية . أترك لنفسي أقصى حرية في التعبير عندما أكون أمام اللوحة، وأبتعد عمّا يثقلها بسماكات لا معنى لها، أو يكبّلها بالخوف والدراية كما تعامل الأم الشرقية أبناءها ٠

    من لوحات المعرض

    أنا أحررها غالبا من الحامل، أرقص معها دون اتجاه وأصارعها دون رحمة، وأحيانا اللون يحرّرها أو يستعبدها . ببساطة شديدة إنّها الجسد وأنا سيده.

    *هل نسمع رأيك بهذه الديناميكية التي نراها في لوحاتك والتي تظهر جلية في تباين الألوان وتناقضاتها، وطغيان الحيوان؟

    **خلال بحثي بالحركة والحركة الدائرية تحولت الكتلة من خلال نزق الحركة السريع إلى أشكال حيوانية تقفز أو تنتفض متوافقة مع سرعة الحركة ، فحركة الإنسان قياسا أبطأ من حركة الحيوان، والطاقة التعبيرية للحركة أقوى بكثير في التباين والتناقض فأتت على هذا الشكل.

    *مالذي يريده "منهل عيسى" من هذه المقارنة بين الانسان والحيوان في رسوماته خصوصاً أن أغلبها يرمز للقوة وليس الضعف؟

    **أتى الشكل الحيواني في حالات كثيرة بشكل عفوي وقلّما كان مقصود وأحيانا أخرى على هيئة حشرات. لقد أكّدت عليه لما فيه من قوّة رمزية وتعبيرية تتمثل بالعنف المحيط بنا ولطالما شُبّهت الجموع بالقطيع. تصوّري فعل البعوضة وعلاقتها بالتطفل والدم. هي مؤرقة فما أدراك إذا تحوّلت المجتمعات إلى جموع من البعوض؟!

    المفروض من الحضارة أن تأتي بالإنسانية لكنّها أتت بالوحشية. للأسف لا يوجد أقسى من الإنسان..!

    *"شرود" هو عنوان ذكي لمعرضٍ أتى بعد سنوات من الغربة، مالذي ترغب بنقله إلينا من هذا العنوان؟

    **الشرود حالة حتمية لكل متأمّل في هذا العالم. هو هروب إلى اللا حدود، وهو غوص في الأعماق مبتعد وبنفس الوقت مكبّل بهذا الوجود.

    عندما يبتعد الإنسان لفترة طويلة عن مكان نشأته يصبح غريباً ويبقى غريباً في المكانين. العنوان أتى تحصيل حاصل يحتوي مواضيع كثيرة لأعمالي في هذه المرحلة من حياتي كعمل الفيديو مثلا "ذهاب وإياب" الذي أردته أن يكون مع لوحاتي في هذا المعرض.

    *من المعروف أن المؤثرات اللاإرادية في حياة الفنان تلعب دوراً في تجربته التشكيلية فإلى أي مدى استطاعت الغربة أن تقودك إلى التغيير؟

    **الغربة كانت فعلاً إرادياً، وأنا من سعى إلى التغيير على جميع الصُعد. أنا أحبّ المغامرة لأكتشف الجديد والمجهول، وأعتبر الغربة محرضاً للإبتكار.

    السينما مثلاً لعبت دوراً إيجابياً في تجربتي الفنّية.

    كل شيئ له دور مهم في الغربة حتى المناخ..!

    *هل تعتقد أن الانغلاق الثقافي الذي نعيش فيه على حضارتنا الشرقية سبب كاف للخوف من الغرب خصوصاً أنك عرفت هذا الغرب؟

    **أي مجهول يسبب الخوف وهناك أوجه عديدة من الخوف.

    الغرب لم يعد مجهولاً ولا مبرّر للإنغلاق ولا للخوف منه. لو يتاح لنا "كفنانين أفراد" القليل من الحرية والإمكانات لحققنا أكثر بكثير مما يحققونه لمجتمعاتهم، فشبابنا وخاصة السوريين لديهم إدراك مذهل لما يحدث في الخارج رغم الإمكانيات المحدودة لهم، أمّا على صعيد " الفنانين كمجموع" فالأمر مختلف تماما.

    *إلى أي حدّ أثرت دراساتك في "فرنسا" على تجربتك التشكيلية مع العلم أنك كنت متميزاً في رسوماتك حتى قبل سفرك؟

    **الدراسة لم تغّير شيئاً من الناحية التشكيلية، ومن سؤالك يبدو وكأن من يغترب يتميّز أكثر..!

    إن هذا فهم خاطئ، وأعراضه كثيرة أهمها التقليد الأعمى للغربيين والإتيان بتجاربهم جاهزة..!

    أنا شخصياً حاولت الإقتراب من نفسي أكثر.

  • كيف يؤثر التحريض والنقد من قبل "المختصين" و"الناس العاديين" برأيك على عمل الفنان التشكيلي؟
  • **التربية والذوق العام هي مسؤولية المؤسسات الثقافية وشريحة النقّاد والمختصين، وهم مؤتمنين على أقدس المشاعر الإنسانية بما فيها من أحاسيس نبيلة لحمايتها وصونها من التلوّث أو التخريب .إنّ غياب النقد يتيح الفرصة للكتابة العشوائية لتجميل كل شيئ فتأتي كسباق طلي بمساحيق برّاقة تخفي حقيقة الوجوه، والأخطر من ذلك أن تصبح أقلام النقّاد مأجورة، فيفعلون فعل البعوض وخاصة الكبارمنهم، وتعّم الفوضى ويغرق الإنسان العادي بفوضى الأحاسيس وليس للفنّان الحقيقي هنا إلاّ المعاناة والصبر!!

    منهل عيسى:

    مواليد طرطوس، 1969

    الشهادات العلمية:

    2006 ماجستير الفنون الجميلة في الوسائط الجديدة، جامعة باريس الثامنة

    2003 شهادة دراسات عليا من كلية الفنون الجميلة بجامعة فرساي، قسم النحت بتقدير جيد جدا

    1997 وحتى 1999 تنفيذ بانوراما «سورية» مع فريق كوري

    1996 شهادة دراسات عليا من كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، قسم التصوير

    المعارض الشخصية:

    2007 غاليري اِل-سيه-آ، آنجير

    غاليري أوروبيا، باريس

    2005 برج سان-اوبان، آنجير

    2003 غاليري روغارد بلُس، باريس

    2001 برج سان-اوبان، آنجير

    2000 صالة فير، بيروت

    1997 المركز الثقافي الفرنسي، دمشق

    1995 غاليري السيد، دمشق

    المعارض المشتركة:

    2004 غاليري روغارد بلُس، باريس

    صالة برينتان، آنجير (ضيف شرف)

    2003 غاليري روغارد بلُس، باريس

    صالة برينتان، آنجير

    صالة سومُر، باريس

    2002 صالة آر بريزان، باريس

    سيل سان-كلود

    2002 الجائزة الأولى في مسابقة نادي ليون للرسم

    2001 الجائزة الأولى في اللقاء العالمي التاسع لحصان سومُر

    2001 الجائزة الأولى في الرسم، صالة برينتان في نادي ليون، آنجير

    قام بالقام بالعديد من المعارض الفردية وهي :

    معرض في غاليري اِل-سيه-آ في آنجير عام 2007

    معرض في غاليري أوروبيا في باريس

    معرض في برج سان-اوبان، آنجير عام 2005

    معرض في غاليري روغارد بلُس في باريس عام 2003

    معرض في برج سان-اوبان، آنجير عام 2001

    معرض في صالة فير، بيروت عام 2000

    معرض في المركز الثقافي الفرنسي، دمشق عام 1997

    معرض في غاليري السيد، دمشق عام 1995

    شارك في عدة معارض جماعية في باريس وانجير

    حصل على الجوائز التالية:

    الجائزة الأولى في مسابقة نادي ليون للرسم عام 2002

    الجائزة الأولى في اللقاء العالمي التاسع لحصان سومُر عام 2001

    الجائزة الأولى في الرسم، صالة برينتان في نادي ليون، آنجير عام 2001. عديد من المعارض الفردية وهي :

    معرض في غاليري اِل-سيه-آ في آنجير عام 2007

    معرض في غاليري أوروبيا في باريس

    معرض في برج سان-اوبان، آنجير عام 2005

    معرض في غاليري روغارد بلُس في باريس عام 2003

    معرض في برج سان-اوبان، آنجير عام 2001

    معرض في صالة فير، بيروت عام 2000

    معرض في المركز الثقافي الفرنسي، دمشق عام 1997

    معرض في غاليري السيد، دمشق عام 1995

    شارك في عدة معارض جماعية في باريس وانجير

    حصل على الجوائز التالية:

    الجائزة الأولى في مسابقة نادي ليون للرسم عام 2002

    الجائزة الأولى في اللقاء العالمي التاسع لحصان سومُر عام 2001

    الجائزة الأولى في الرسم، صالة برينتان في نادي ليون، آنجير عام 2001.