الحركة المسرحية السورية لها تاريخها الطويل، هذا التاريخ الذي شهد ولادة مبدعين ورحيل عباقرة في عالم الفن المسرحي، ومن هؤلاء كان "فواز الساجر" أحد مؤسسي المسرح في سورية، قدم للحركة المسرحية السورية وقتها أعمالاً مبدعة بقيت تعانق خشبة المسرح حتى الآن.

موقع “eSyria” وبتاريخ 16/5/2009 حضر الأمسية الفنية التي أقيمت في "دار الفنون" برعاية موقع الجمل، تحت عنوان "فواز الساجر" في الذاكرة، حضرها حشد من الفنانين والمسرحيين والطلاب، كنا هناك وحاولنا أن ننقل لكم نفحات من ذكريات هؤلاء مع المسرحي الشاب الراحل "فواز الساجر".

بداية الأمسية كانت ترحيباً بذكرى الراحل "الساجر"، كلمات بدأ بها الفنان "جمال منير"، رحب فيها أيضاً بأصدقاء "الساجر" وطلابه وأهله بين جدران البيت الدمشقي القديم، من هناك ووسط نسمات باردة تلفح وجوه الحضور انبرى إلى الحديث المخرج المسرحي "مانويل جيجي" ليتحدث عن ذكرياته مع "الساجر": «رحل "الساجر" ولكن روحه بقيت هنا بيننا، بقي بكلماته الجميلة وحضوره المتألق، بقي صوتاً ونسمة عبقة في قلوبنا، "الساجر" وأمثاله لا يموتون بل هم في الكتب والدفاتر والقلوب، فما زال يسكن مسرح "أبي خليل القباني"، وقدم خدمات كثيرة للمسرح السوري، رحل ليكمل بعده المشوار جيل بات يعرف معنى المسرح ومكنوناته، رحل بعد أن بصم بصمته في الهواء الذي يتشارك الجميع تنفسه».

من الحضور

بعد حديث "جيجي" تقدم الفنان السوري "أيمن زيدان" أحد طلاب "الساجر" للمنصة قائلاً: «رحيله كان مفجعاً ومحزناً، كان من الأساتذة الذين أفخر بوجودهم في حياتي، وتكريمه هنا اليوم بهذه الأمسية البسيطة وبعد مرور /21/ عاماً على رحيله هو أكبر دليل على أنه مازال حياً في قلوبنا، علينا أن نكرم أمثال هؤلاء كل يوم وكل ساعة لأنهم قدموا لنا روحهم ورحلوا، "الساجر" كان آخر الحالمين، وأنا لا أتردد بين فترة وأخرى أن ألقي نظرة على صورته لآخذ بعضاً من حبه وعشقه للمسرح وإصراره على الإبداع فيه».

في تلك الأمسية المزدانة بالنجوم كان تكريمه... رفاقه وطلابه وبالطبع أهله كانوا هناك منهم "رفيف الساجر" بطلة المسرح، التي تحدثت عن والدها قائلة: «رحل والدي ولكنه ترك لنا الحياة مع كثير من الحب، فدعونا نحب لكي نعيش، حضورنا هنا اليوم من أجل شخص توفي منذ /21/ عاماً هو أكبر دليل على أننا قادرون أن نحب وأن نبدع بالحب، كل الشكر لكم ولحضوركم وتذكركم أن "فواز الساجر" ما يزال ساكناً خشبة المسرح السوري».

زيدان ويوسف

الكاتب "حسن م. يوسف" والمخرج العراقي "جواد الأسدي" (في رسالة بعث بها للمناسبة) شاركا.. كما كان هناك آخرون استعادوا بعض ذكرياتهم مع "الساجر"، من خلال عرض الفيلم الوثائقي الذي يتحدث عن حياة المبدع ورحيله، الفيلم الذي أخرجه الأستاذ "ثائر موسى" بعنوان "حياة رغم موت الآخرين" إنتاج عام 1988،

ليلة التي كانت مشحونة بالعواطف والذكريات اختتمت بكلمات من افتتح الحفل الفنان "جمال منير" الذي قال: «عطاء سريع.. وفاة سريعة.. وسجائر لم تشتعل بعد، تمثال أبيض محشور في زاوية مهجورة في مكتبة كساها الغبار، كتبٌ أُهدِيَت باسمه.. أُهملت في غرفة عامة، مقالة.. مسرحية.. مقالتان.. كتاب.. كتابان.. ماذا بعد ذلك؟».

فواز الساجر

وبعدها حلقت صور "الساجر" على جدران دار الفنون بمرافقة مقطوعة "الفرح" من السيمفونية التاسعة "لبيتهوفن"، موسيقا الحب والإبداع.

وفي الختام تجدر الإشارة إلى أن بطل التكريم "فواز الساجر" من مواليد قرى "منبج" شمال "حلب" عام 1948، درس المسرح في "موسكو" وحاز فواز الساجر فيها دكتوراه في الاخراج المسرحي قبل رحيله بعامين وقدم عروضاً للمسرح الجامعي، وأسس مع "سعد الله ونوس" عام 1977 "المسرح التجريبي" في "دمشق" وقدم معه أعمالاً عدة منها "رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة" و"سهرة مع أبي خليل القباني"، فيما أنتج له المسرح القومي مسرحية وحيدة هي "أهل الكهف" التي قدمها قبل أشهر من رحيله عام 1988.

موقع الجمل : http://www.aljaml.com/