في المركز الثقافي "الفرنسي" "بدمشق" عرض المصور "نصوح زغلولة" 14 لوحة من أصل 80 ألف لوحة قد التقطها لمدينة "باريس" التي أقام بها مدة 25 سنة عمل بها على إيقاف الزمن وتجميد اللحظة من خلال عدسته التي اعتبرها مرآته العاكسة لداخليته.

وبتاريخ 20/11/2008 موقع eSyria التقى الفنان "زغلولة" وسأله عن تجربته الفنية الطويلة في "باريس" حيث قال: «أنا مصور خريج كلية الفنون الجميلة في "دمشق"، سافرت إلى "فرنسا" ودرست أيضاً الفنون الجميلة في "باريس" إلى أن تخرجت منها وأصبحت مدرس بالمعهد العالي للسينما هناك لمادة التصوير بالأسود والأبيض»

وعن مكانة الصورة بالنسبة له حدثنا: «الصورة هي حياتي وأنا أعمل على التقاطها منذ صغر سني، وعندما كبرت وسافرت إلى باريس قررت التقاط مجموعة من الصور أجسد بها تلك المدينة على طريقتي بعيداً عن الشانزليزيه أو برج إيفيل اللذان يمثلان هذه العاصمة عند الكثير من زائريها والمصورين القادمين إليها، فلا يوجد في صوري أو لوحاتي كما أسميها أي شيء سياحي فأنا أرصد اللحظة بإيقافها عند الأشخاص مثل شخص يدخن سيجارة ويحدق بك بنظرة تستحق أن تصورها، أو تجميد اللحظة التي تشرب بها فتاة باريسية الشاي مثلاً، هذه المواقف كانت تثير انتباهي وتجعلني أدخل بحالة تأمل رائعة في هذه المدينة التي عشت بها 25 سنة قضيتها في تصويرها إذ صورت 80 ألف صورة أو حالة كما اعتبرها ولم أشعر بأني قد لخصت كل ما فيها أبداً».

المصور الضوئي "نصوح زغلولة"

ثم قال: «المصور الضوئي يستطيع إخراج ما بداخله على اللوحة فهي عبارة عن مادة خام يعالجها الفنان بطريقته الخاصة، وهذا كله شيء شخصي بالنسبة لي بغض النظر عن الآلة التي أصور بها، وبالنسبة للألوان أنا لا أحب أن أصور بالألوان لأنني شخص ذو حساسية عالية تجاهها، وهذه الحساسية تجعلني لا أستخدمها في لوحاتي على الإطلاق، أما الآن فأنا أعرض مجموعة من اللوحات التي تجسد "دمشق" القديمة بالألوان في "دبي"، وهذه التجربة أعتبرها شيئاً جديداً لأن عالمي هو الأبيض والأسود فهي الألوان التي تعد جزءاً من حياتي وأحلامي».

ثم أضاف: «كما قلت سابقاً أبحث في صوري التي ألتقطها عن حالة تثبيت اللحظة أو تجميدها إن صح التعبير بغض النظر عن طبيعة الحالة إن كانت سعيدة أو غير ذلك فالناحية التسجيلية في الصورة هي التي تهمني في بادئ الأمر ومن ثم تأتي الناحية الفنية التي أعتمد بها على معالجة الصورة للخروج بلوحة فنية رائعة غير مرسومة لكنها تعبر عن داخليتي كمصور أعشق الحالة التي التقطها».

وبالنسبة "لدمشق" أضاف: «إن إيحاءات "دمشق" بالنسبة لي هي مكنوناتي الداخلية كلها بأضوائها وأبنيتها وطرقها التي طالما عشقتها، فهذه المدينة تغريني كمصور وتفتح لي آفاقاً لا متناهية من المساحات الضوئية التي يمكن أن تنعكس إيجاباً عليّ من خلال صنع لوحة جديدة لم تكن حاضرة في ذهني ولكنها تصول وتجول في داخليتي، وبالنسبة لطموحي فهو بسيط على الإطلاق مبني على حبي للتصوير كمهنة وهواية أمارسها منذ الصغر ويتلخص في أن أبقى ألتقط الصور على مدار حياتي».