في لقاءٍ اتخذ طابعاً احتفالياً ضمّ عدداً كبيراً من الفنًانين والشعراء والكتاب والصحفيين، عرض النحّات (مصطفى علي) منحوتته الجديدة مفصحاً عن عالمٍ غني بالرموز والأشكال امتد على مساحة ستةٍ وثلاثين متراً مربعاً .

هذه المنحوتة تعيش أيامها الأخيرة في دمشق رغم حداثة سنّها، فبعد أن تقاسمتها الأعين في (غاليري مصطفى علي) ليحتفل الجميع بوداعها في 18/6/2008 ستسافر إلى باريس بعد أيام لتأخذ مكانها الجديد على سقف معهد العالم العربي بمناسبة عشرين عاماً على إنشائه.

أتت المنحوتة نتاجاً لعملٍ فني دؤوب ناهز الستة أشهر بدأ منذ الإعلان عن مسابقةٍ أقامها معهد العالم العربي بباريس لتصميم وتنفيذ عملٍ فني سيأخذ مكانه على سطح المعهد ، اشترك ( مصطفى علي ) بالمسابقة وفاز على سبعةٍٍ و ثلاثين فنًاناً تقدّموا إليها، ليكون بذلك سفير الفن العربي السوري في معهدٍ كرّس لثقافة العالم العربي بفرنسا.

المنحوتة مؤلفة من ستةٍ و ثلاثين قطعةً من مادة الحديد الذي تمت معالجته لمقاومة عوامل الطقس. وستكون في فرنسا يوم الرابع و العشرين من شهر حزيران الجاري وفق ما أعلن (مصطفى علي) الذي تحدّث لنا عن فكرة المنحوتة وموضوعها:

( أتتني الفكرة عندما كنت جالساً في المقهى، أخذت منديلاً ورقياً و طويته إلى ستةٍ وثلاثين قطعة ثم بدأت بالرسم عليه، هكذا و ضعت التصور الأولي عن المنحوته التي استغرق تصميمها وتنفيذها الستة أشهر، تركز الفكرة على الإشارات والرموز المغرقة في القدم والتي تراكمت في وعيي منذ الطفولة فأنا ابن منطقةٍ أوغاريت حيث نشأت أول أبجدية في التاريخ، وقد تمتع أهلها بأفكارٍٍ كبيرة عمدوا إلى تكثيفها واختزالها لينقلوها معهم إلى أرجاء البحر المتوسط، وها أنا اليوم اختزل تاريخ منطقة الشرق الأوسط وثقافته في هذه المنحوته، هذه الثقافة التي انتقلت من حضارةٍ إلى حضارة عبر الإشارات والرموز، ووصلت إلى الفكر الديني بكل عقائده و أشكاله ودخلت في تراثنا وصولاً إلى حياتنا اليوميّة المعاصرة ، المنحوتة في النهاية هي مجموعة من الإشارات والرموز المستوحاة من تاريخنا، قدّمتها من وجهة نظر خاصةٍ بي كفنًان).

(مصطفى علي) مواليد اللاذقية عام 1956م- خريج مركز الفنون التشكيلية1974م و الفنون التطبيقية 1977م – خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1979م- خريج أكاديمية الفنون الجميلة (كرارا) إيطاليا في العام 1996م

أقام العديد من المعارض الفرديّة، وشارك في معارض جماعية،ومهرجانات فنيّة عالمية،عرضت أعماله في ( سورية ولبنان و الأردن و البحرين والكويت والإمارات والمغرب و بريطانيا وسويسرا وفرنسا وإسبانيا وكندا ..)

له أعمال مقتناة في قصر الشعب في سوريّة، والقصر الملكي الإسباني بالإضافة إلى العديد من الأعمال التي اقتنتها متاحف عربيّة، ومجموعات الخاصة في الكثير