"يمثل المعرض بالنسبة إلي الإنسانية بكل فلسفتها الاجتماعية والسياسية من خلال قراءاتي ومشاهداتي للأحداث التاريخية والآنية التي يتعرض لها العالم، فأنا أقدم تجربتي ورؤيتي الخاصة لهذه الأحداث بإسقاطات لونية مرسومة على اللوحات".

هذا ما قاله لموقع (eSyria) الفنان (فيصل إبراهيم) الذي افتتح معرضه بمركز أبو رمانة الثقافي بتاريخ 25/5/2008، بحضور عدد كبير من المهتمين والمتفرجين، ويستمر المعرض حتى يوم الخميس الواقع في 29/5/2008.

في المعرض التقينا الفنان (فيصل إبراهيم) وتحدث لنا عن طريقته بالرسم بقوله:

معظم أعمالي في الرسم مبنية على الطريقة السريالية وبعض الأعمال الأخرى تحتوي على نموذج تكعيبي وتجريبي، مع إضافة نفحة لها بعد أسطوري فلسفي ميثيولوجي يحاكي الهم الواقعي الحالي بمجتمعاتنا العربية بالذات.

وأضاف: جربت الرسم بالألوان المائية والألوان الباستيلية الهادئة ومع هذا فلم يعجبني الرسم إلا باستخدام الألوان الزيتية التي أعتبرها تحاكي رجولتي على عكس باقي الألوان التي تمثل الأنثى في طبيعتها، وقال: في لوحاتي أقدم رؤيتي الخاصة للفكر الفلسفي والمشاكل الاجتماعية، فليس الفيلسوف وحده قادراً على طرح المشكلة، بل يمكن للفنان من خلال فنه أن يلخص الفكرة الفلسفية والمشكلة الاجتماعية ويجسدها في اللوحات التي يرسمها.

أما بالنسبة للمرأة ووضعها الاجتماعي في العالم فأضاف: أصبحت المرأة في كثير من الثقافات سلعة مهددة دائماً من الرجل، وينظر إليها بالمرتبة الثانية، وهذا الظلم مرتكز على أساس إيديولوجي فلسفي، وهناك إحدى اللوحات التي تمثل هذه الفكرة في خضوع المرأة إلى الرجل بشكلٍ "عسكرتوري".

والتقينا في المعرض الأستاذ (فايز فوق العادة) الذي كان يقدم محاضرة بالمركز عن الفلسفة، وعند انتهائها تجول بأروقة المعرض وتحدث لنا عن اللوحات بشكلٍ مختصر عندما قال: تحدثت في المحاضرة عن محاولات البعض تحويل الفلسفة إلى تجارب علمية، أما الفنان (فيصل) فحوّل الفلسفة والرؤى بلوحاته إلى خطوط وألوان وحدود.

ومن الزوار للمعرض تحدثنا مع النحات (عزت الكردي): الذي تحدث عن المعرض بقوله: المعرض جميل ورائع، ويكمن ذلك من خلال بعض اللوحات التي رسمها الفنان بطريقة تخدع المتلقي عند النظر إليها من بعيد فيظن أنها منحوتة وأكثر لوحة تجسد ذلك اسمها (أبي).

وعن التجديد تحدث الشاب (أحمد الكردي) حيث قال: لقد أدخل الفنان فكرة امتزاج الشجرة بالإنسان وروحه، وإن تعدد الأفكار المجسدة باللوحات يغني المعرض ويعطيه اللمسة المعبرة عن المشكلات الاجتماعية التي تؤرقنا وتمنعنا من التطور والتقدم.

أما الأستاذ (فايز حديد) المهتم بالفن التشكيلي فاعتبر المعرض غني باللوحات التي يضمها، وتحدث لنا عن فهمه لبعض اللوحات وتفسيره لها حيث قال: اللوحات تعطيك حساً إنسانياً معيناً، فعلى سبيل المثال تعطيك لوحة "قصة الحضارة" حالة الوجود الإنسانية التي وجدت من خلال فعل إنساني متراكم ثقافياً، ولوحة أخرى تمثل رأس إنسان يحوي بداخله (اسطورة الوحش الخيالي) فالشكل الخارجي للإنسان في هذه اللوحة شيء والمضمون الداخلي شيء آخر، فحالة الانفصام هذه الموجودة لدى مجتمعاتنا يبدو أن الفنان قد جسدها في هذه اللوحة، أما لوحة "الذكورة" فتجسد تسلط الرجل على المرأة في مجتمعنا وهنا يعبر الفنان عنها بحالة وجدانية رائعة من خلال الخلط اللوني الموجود في اللوحة.

الفنان (فيصل إبراهيم) من تولد محافظة طرطوس عام 1971، أحب الرسم منذ الصغر واعتبره هوايته الوحيدة، لكن عشقه للرسم جعل منه محترفاً.

شارك في العديد من المعارض المحلية والدولية ومن أهم عناوين لوحاته لمعرضه الحالي: (هواجس شرق المتوسط، المقاومة، سعد الله ونوس، قصة الخلق، ورطة دماغ، أزمة بني قحطان، الشجرة والصخرة، النشوء، السراب، قصة العار، الفيض الأنثوي).