"إن رفع المستوى التذوق الموسيقي عند المتلقي من خلال أحياء التراث الموسيقي الشرقي، وخلق روح التوازن والتعاون بين الموسيقيين تعد من أهداف فرقة (نهاوند) الموسيقية التي أنشأت من أجل ذلك"

هذا ما تحدث به المايسترو (نزيه أسعد) قائد فرقة (نهاوند) لموقع (eSyria) بعد حفلة الفرقة التي قدمتها على مسرح الدراما بدار الأسد للثقافة والفنون وأضاف: نحن نسعى من خلال معهد شبيبة الأسد لإعداد واستقطاب كوادر شابة متميزة تكون قاعدة موسيقية صحيحة بالشكل الجاد الذي يؤهلهم لدخول المعهد العالي للموسيقا، هذا ينعكس إيجاباً على جيل الموسيقيين في المستقبل، فهناك حوالي عشرة طلاب من فرقة نهاوند دخلوا المعهد العالي للموسيقا بمختلف الاختصاصات الغنائية والموسيقية، حيث وصل عددهم إلى أربعين طالباً وطالبة للكورال وعشرين عازف بمختلف الآلات الموسيقية.

وفي الحفلة قدمت الفرقة مجموعة من الموشحات والقدود الموسيقية ضمن فقرات متنوعة كانت على النحو التالي:

قدمت الفرقة في البداية مجموعة من الموشحات الغنائية المتنوعة منها "يا شادي الألحان" "يا غريب المشرف" "حبي دعاني للوصال" وهي للفنان والملحن (سيد درويش) وبعدها قدم قالب موسيقي يسمى (اللونغا) وهي قطعة شرقية تعزف بشكل سريع تظهر فيها قوة ومهارة الموسيقيين وتكنيكهم العالي.

كما عزفت الفرقة قطعة موسيقية بعنوان "حوار" تأليف المايسترو (نزيه أسعد)، ثم قدمت مغنية الصولو (بشرى محفوض) من طلاب المعهد العالي للموسيقا السنة الثانية وخريجة معهد شبيبة الأسد للموسيقا، أغنية "رجعت في المساء" للسيدة (فيروز)، بعدها قدمت الفرقة أغنية (هالا ليه) المبنية على أربع أصوات غنائية بآن واحد، ويستخدم هذا النوع من القطع في الموسيقا الكلاسيكية تحت مسمى "الموسيقا متعددة الأصوات"، ثم قدمت الفرقة قطعة (جدل) التي تعتمد على طريقة الحوار بين آلة البزق والناي، ترافقها بقيت الآلات الموسيقية بعزف تقاسيم تنتهي بالهدوء.

وبعدها طافت الفرقة على كل المحافظات السورية عزفت أغاني وقطع موسيقية خاصة بكل تراث فني للمحافظات ضمن توزيع موسيقي جديد من دون المساس بهوية اللحن أو الكلمات الأساسية، وسمية هذه الفقرة (بانوراما سورية).

وفي النهاية قدمت الفرقة أغنية "شدو الهمة" للفنان الكبير (مارسيل خليفة) كهدية للمستمعين أطفال الكورال على غنائها رغم أنها غير موجودة على أجندة الحفلة، لتنتهي الحفلة بجوٍ موسيقي رائع ومهم يغني التراث الشعبي للأغنية السورية ويضيف لها اللمسة والتوزيع الجديدان.

ومن الحضور التقينا بالسيدة (هالة حمدان) زوجة المايسترو (نزيه أسعد) التي تحدثت لنا عن إعجابها بالحفلة قائلة: الحفلة تساعد الأطفال على كسر حاجز الخوف من خلال صعودهم على خشبة المسرح وغنائهم وعزفهم للجمهور بشكل مباشر، هذا يكسبهم الثقة بالنفس والتذوق الموسيقي الصحيح البعيد عن ما يقدم على الفضائيات العربية.

أما الشاب (باسل زكريا) فعبر عن إعجابه بالحفلة وخصوصاً فقرة "بانوراما" التي أكدت على عراقة وأصالة ورقي الفن الشعبي، وأضاف: إن إحياء التراث الشعبي والحفاظ على الطرب الأصيل يعد الهوية الأساسية لهذه الفرقة الشابة المتضمنة أطفال والشباب بمختلف الأعمار والاختصاصات الموسيقية والفنية.

تجدر الأشرة أن فرقة نهاوند تأسست عام 2002 باتفاق بين المايسترو (نزيه أسعد) والأستاذ (هيثم أمين) مدير معهد شبيبة الأسد للموسيقا، ورغم حداثة الفرقة فلقد شاركت في العيد من الحفلات المهمة على مستوى سورية من أهمها:

حفلة مؤتمر الأولمبياد الخاص الإقليمي بقصر المؤتمرات من عام 2005، حفلة تحت رعاية المفوضية الأوربية بدمشق من عام 2003، حفلة على مسرح الدراما بدار الأسد للثقافة والفنون قدمت فيها الفرقة مزج موسيقي بين الفلامينكو الأسبانية والموسيقا الشرقية بتعاون مع عازفين سوريين وأسبان.